"جارديان": سياسات ترامب تؤدي إلى نشوب حرب في الشرق الأوسط

كتب: عبدالله إدريس

"جارديان": سياسات ترامب تؤدي إلى نشوب حرب في الشرق الأوسط

"جارديان": سياسات ترامب تؤدي إلى نشوب حرب في الشرق الأوسط

ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعي بأنه لا يريد صراعًا مع إيران، لكن أفعاله قد تؤدي إلى نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إنه دائما ما تتلاشى الأزمات في واشنطن في أوقات التوتر، حيث يجرى تحويل الأحداث المعقدة إلى رموز للصواب والخطأ، وتنتشر فيديوهات تهدف إلى إظهار الإيرانيين مجهولي الهوية، يتصرفون بشكل مريب حول ناقلة نفط محترقة في الخليج، الأسبوع الماضي، مع الإعلان عن نشر قوات جديدة في الشرق الأوسط، وتُصوِّر السفن الحربية الأمريكية الشجاعة التي تقوم بدوريات بحرية في الخطوط الأمامية.

وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، أنه في الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، من المفترض أن الولايات المتحدة توفر دليلا رسميًا على تورط إيران في تفجير ناقلات النفط في الخليج، حيث يمكن أن ينظر إلى الإيرانيين على أنهم يبررون تصرفات الولايات المتحدة المتصاعدة التي ربما كانت تبدو في السابق غير معقولة واستفزازية، والأهم من ذلك كله، بما أن الموافقة الديمقراطية لا تزال مهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فهي تهدف إلى حشد الدعم الشعبي لها.

وأوضحت: "لقد رأينا هذا السيناريو السيئ من قبل، واليوم، كما حدث في عام 2003، تُقدم صورة غامضة وغير مقنعة من البيت الأبيض، والحقيقة هي أن الأزمة الحالية قد صُممت وصُنعت وتضخمت في العاصمة الأمريكية واشنطن، لقد تم تغطيتها من قبل مجموعة من صانعي السياسة المتشددين حول دونالد ترامب، والذين لم يتم تجاوز كرههم لنظام طهران إلا من خلال تهورهم".

وتابعت الصحيفة البريطانية في تقريرها، بأن الأزمة الحالية تتصاعد بلا هوادة منذ تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحماقة في العام الماضي عن الصفقة النووية لعام 2015 مع طهران، وفرضه للعقوبات المتأرجحة عليها، وحملة الضغط الأقصى لعزل وإضعاف قيادة إيران، وأنه على الرغم من أن ترامب يصر على أنه لا يريد تغيير النظام الإيراني، فإن تصرفاته يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط، مؤكدة: "معركة واشنطن المتوازية والواقعية من أجل الموافقة والدعم في المواجهة مع إيران لا تسير كما كان يأمل الصقور الأمريكيون، فنادراً ما يفقد مايك بومبو وزير الخارجية الأمريكي، أي فرصة لتخريب العلاقات مع إيران".

وقالت الصحيفة البريطانية، "إن المشكلة بالنسبة لبومبيو، وزميله مستشار الأمن القومي جون بولتون، هي أنه في حين أن معظم الحكومات الغربية ربما تعتقد أن العناصر المتشددة داخل إيران، أو القوات التابعة المدعومة من إيران، بدأت هجمات الأسبوع الماضي على الناقلات والحوادث المماثلة، إلا أنها تعتقد أن الاستفزازات الأمريكية لا مبرر له، حيث إنهم لا يصدقون ترامب عندما يقول إنه يريد فقط من إيران أن تتصرف بشكل طبيعي، لكنهم يشتبهون في أن هدف بولتون وبومبيو النهائي هو انقلاب السلطة في طهران".

وبينت أن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أشاد بملف فيديو واشنطن المخادع حول تفجير الناقلتين، لكن الأوروبيين، لا يصدقونه، حيث إن الاتحاد الأوروبي يدعم الدبلوماسية وليس الصراعات، ولا يزال يتابع ترتيبات التجارة البديلة مع إيران للتحايل على العقوبات الأمريكية، وروسيا، بطبيعة الحال، تعارض الولايات المتحدة، لكن الصين، وفي رفض صريح على نحو غير عادي، قالت إن سلوك واشنطن المزعزع للاستقرار من جانب واحد لا أساس له في القانون الدولي".

وذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها، أن جمهور الولايات المتحدة، لا يؤيد ضرب إيران، حيث وجد استطلاع أجرته رويترز إيبسوس الشهر الماضي، أن ما يقرب من نصف الأميركيين 49% لا يوافقون على تعامل ترامب مع إيران، بينما أكثر من النصف بقليل 53%، اعتبروا إيران تهديدًا خطيرًا أو وشيكًا، لكن 60% قالوا إنهم لن يدعموا ضربة عسكرية أمريكية وقائية على الجيش الإيراني.

وتأتي مقاومة اندفاع الصقور الأمريكيين نحو المواجهة بقوة من داخل إيران نفسها، فوزير خارجيتها محمد جواد ظريف، يتمتع بشخصية باردة ومدروسة على عكس بومبيو، ويؤكد كيف أن العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، خصوصا على صادرات النفط، وتلحق أضرارا غير مبررة بشعب إيران والاقتصاد الدولي.

وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، أن إيران تشير أيضًا إلى أنها على عكس الولايات المتحدة، تمتثل امتثالًا تامًا للاتفاقية النووية لعام 2015، حيث جاء تحذير الأسبوع الماضي من طهران من أنها قد تنتهك قريبا حدود الإتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم، وكان ذلك كرد فعل، لكنه لا يرقى إلى مستوى الابتزاز النووي كما تزعم الولايات المتحدة، حيث إن إيران لا تمتلك قنبلة، ووفقًا للأمم المتحدة، لا تسعى للحصول على قنبلة نووية، إن ما يعنيه ذلك هو النفوذ الدبلوماسي مع دول ثالثة تخشى المزيد من الفوضى في الشرق الأوسط.

وتابعت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول، "سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن إيران تسيطر بالكامل على ردودها على هذه الأزمة الناشئة أكثر من الولايات المتحدة، فهناك صقور محاربون في مجلس الأمن القومي الإيراني، المؤسسة الدينية ومكتب المرشد الأعلى، كما هو الحال في البيت الأبيض، ما تمثل رئاسة حسن روحاني البراجماتية، ومجلس البرلمان، وطبقة التجار، ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، ومراكز القوى المتنافسة ذات الآراء المختلفة حول ما يجب القيام به بعد ذلك".

واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول، "لقد أدت سياسات الولايات المتحدة العدوانية وغير المدروسة والمقدمة بشكل خادع إلى جعل الشرق الأوسط مرة أخرى على شفا حرب جديدة، ويتحمل حلفاء أوروبا والأوروبيون، بما في ذلك بريطانيا، مسؤولية عاجلة للقيام بعمل دبلوماسي وسحب المنطقة من الإنزلاق نحو الهاوية".


مواضيع متعلقة