قصة "خط كهرباء 161" بعد اتهام فلسطين لقطر بالتعدي على سيادتها بسببه

قصة "خط كهرباء 161" بعد اتهام فلسطين لقطر بالتعدي على سيادتها بسببه
"قطر تعدت على السيادة الفلسطينية، من خلال التواصل مع الجانب الإسرائيلي بخصوص مشروع خط كهرباء 161، دون الرجوع لسلطة الطاقة الفلسطينية، التي تعتبر المخول الأول والأخير بتنفيذ المشروع" تصريحات أدلى بها ظافر ملحم، رئيس سلطة الطاقة في فلسطين، كشف فيها عن اجتماعات عُقدت خلال اليومين الماضيين بين القطريين والإسرائيليين في القدس، من أجل إنهاء هذا المشروع بعيدا عن السلطة الفلسطينية.
ملحم أكد لوسائل إعلام محلية، حسبما ذكرت "سكاي نيوز" أنه لا يجوز لأي دولة مانحة أن تتصرف دون الرجوع إلى قنوات السلطة الفلسطينية، وتحديدا سلطة الطاقة التي تمثل الحكومة الفلسطينية، وأن هذا الإجراء مخالف لجميع الأعراف الدبلوماسية، حتى لو أن مشروع خط 161 يخدم المصالح الفلسطينية، فلا يجوز لأي دولة أن تتعدى سيادة دولة فلسطين.
مشروع خط الكهربا 161 يربط كهرباء غزة بالخطوط الإسرائيلية، ويعتبر من الحلول الاستراتيجية لحل أزمة الكهرباء، وتعود قصته إلى عدة أعوام سابقة، ففي يناير 2014، حدث اتفاق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإسماعيل هنية رئيس الوزراء في ذاك الوقت، يقضي بأن تتقدم السلطة الفلسطينية بطلب بدء الإجراءات الرسمية لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء الخاصة بالخط 161 القادم من "إسرائيل"، من خلال سلطة الطاقة الفلسطينية في رام الله، على أن تتكفل الحكومة بغزة تمويله حينها، لحل أزمة الكهرباء في فلسطين.
الخلافات التي حدثت بين حركتي حماس وفتح، وانفراد حماس بحكم قطاع غزة، أجل البدء في تنفيذ الاتفاق، وإعادة تأهيل وتشغيل خط كهرباء 161، حتى جاء عام 2016، والذي دعت فيه حركة حماس حكومة التوافق بضرورة تقديم طلب إمداد غزة بالكهرباء عبر "الخط 161" للجانب الإسرائيلي.
وقالت الحركة على لسان الناطق باسمها، في ذلك الوقت، سامي أبو زهري إن خط 161 يوفر لغزة 100 ميجا وات على الأقل، وأن تجهيزه لا يحتاج أكثر من عدة أشهر، وأن تمويله متوفر، مضيفاً أن رفض الحكومة القيام بذلك غير مبرر ويضع علامات تساؤل كبيرة أمام هذا الموقف.
السلطة ردت عن طريق عمر كتانة، رئيس سلطة الطاقة في ذلك الوقت، بأنها طالبت الجانب الإسرائيلي بضرورة الإفصاح عن المعلومات التي تخص كهرباء غزة، وضرورة إيضاح المعلومات بشأن خط 161، وهو ما لم ترد عليه إسرائيل ولم توضح ولم يوضح الاحتياجات المطلوبة للبدء في مشروع خط 161.
وبعد 3 أعوام من الشد والجذب بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجانب الإسرائيلي، واختفاء الحديث عن المشروع ثم عودته مرة أخرى، طفا المشروع على السطح مجددًا منذ أيام قليلة، بعدما كشفت قناة "ريشت كان" العبرية أن قطر وافقت على تمويل إنشاء خط كهرباء 161.
وبحسب ما ذكرت القناة، فإن قطر ستدفع 40 مليون شيكل شهريا لصالح الخط، كما ستتكفل أيضا بدفع الأموال الخاصة بالبنية التحتية وتكاليف مد الخط إلى غزة، وأن إمداد غزة بالخط سيستغرق 3 سنوات، كما سيتم توقيع اتفاقية مع شركة الكهرباء الإسرائيلية.
قطر تجاوزت السلطة الفلسطينية، المخولة بتنفيذ المشروع، وتفاوضت مع الجانب الإسرائيلي مباشرة، قبيل زيارة وفد من قطر إلى قطاع غزة لمقابلة حكومة حماس، وهو ما اعتبرته السلطة الفلسطينية تعديًا على السيادة الفلسطينية.