"انقلب الفرح إلى مأتم".. الرصاص يزف "شهد" للسماء ويصيب شقيقتها بالعمى

كتب: حسن صالح

"انقلب الفرح إلى مأتم".. الرصاص يزف "شهد" للسماء ويصيب شقيقتها بالعمى

"انقلب الفرح إلى مأتم".. الرصاص يزف "شهد" للسماء ويصيب شقيقتها بالعمى

إطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا بالأفراح وتحية لمعازيم حفلات الزفاف والعرائس كان السبب خلال الـ10 أيام الماضية في قلب فرحين بمدينة بنها بمحافظة القليوبية إلى مأتم وجنازات، حيث أسفرت هذه العادة عن مقتل طالبة تدعى "شهد" 18 عاما، عقب إصابتها هي وشقيقتها إيمان التي فقدت بصرها إثر تعرضهما لطلق خرطوش أثناء مشاهدة أحد الأفراح من شرفة منزلهما بمنطقة الشدية ببنها، ومكثت شهد في العناية المركزة بالمستشفى تنازع الحياة حتى لقيت مصرعها عقب الحادث بعدة أيام بينما ما زالت شقيقتها على قيد الحياة تواجه العمى بسبب آثار الطلقة.

والواقعة الثانية كانت في أحد القاعات الكبرى للزفاف بكفر الجزار والتي شهدت إصابة طالبين بنيران أصدقاء شقيق العريس الذين أطلقوا الأعيرة النارية بكثافة لتحية العريس فسقط المصابين وسادت حالة من الفزع بين المعازيم وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط شخصين من مطلقي النيران وبحوزتهم 3 أسلحة نارية آلية و25 طلقة نارية.

الواقعتين تفتحان ملف هذه الظاهرة القاتلة التي تعاني منها مصر كلها وأصبحت لا تفرق بين فرح شعبي أو فرح في قاعة كبرى، والمآساة تكمن في "طلقة طائشة" تضيع مستقبل أسر وتهدم فرحة عروسين في مقتبل حياتهما.

"شهد وإيمان شقيقتان، الأولى 18 عاما والثانية 25 عاما، نظرا لآخر مرة من شرفة منزلهما بالطابق الأول علوي بمنطقة الشدية حتى تشاهدان حفل حنة زفاف خاص بجيرانهما، ولكن تهور وطيش أحد الشباب أضاعهما لتزف شهد للسماء وتموت بعد صراع مع طلقة اخترقت جمجمتها وتفقد شقيقتها الكبرى إيمان بصرها"، هكذا لخصت ريم حمدي إحدى صديقات القتيلة شهد مشهد النهاية، موضحة أن والدهما  متوفي منذ سنوات ولا يوجد لهما أشقاء وأن والدتهن هي التي كانت تتولى رعايتهن منذ وفاة والدهما.

وأضافت الفتاة، أن شهد كانت تستعد لدخول الصف الأول الثانوي وكانت متفوقة بدراستها ومحبوبة من جميع أصدقائها وكان هدفها التفوق حتى تلبي رغبة والدتها، مشيرة إلى أن رسالة شهد الدائمة لأصدقائها: "خليكوا دايما جمبي مليش غيركوا".

من ناحية أخرى، كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية في واقعة إصابة 2 بطلقات نارية  من المعازيم في حفل زفاف بقاعة كبرى بمنطقة كفر الجزار، أن مرتكبي الواقعة هما شابين كانا بحوزتهما 3 بنادق آلية و25 طلقة نارية أخفاها أحدهما في سيارته وأطلق من أحدها الرصاص الآخر ليصيب 2 من المعازيم هما "س. م. م"  طالب (مصاب بطلق ناري بالقدم اليسرى فتحة دخول وخروج،  و"أ. م. ع"  حاصل على دبلوم تجارة من محافظة الشرقية مصاب بطلق ناري بالكتف الأيمن فتحة دخول وخروج، جرى  نقلهما لمستشفى بنها الجامعي للعلاج.

كان اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارا بالواقعتين حيث تبين في الواقعة الأولى وصول إشارة من مستشفى بنها الجامعي بنقل "إيمان. م. ا" 25 عاما، ربة منزل وشقيقتها "شهد" 18 عاما، مصابتان برش الخرطوش في الوجه "توفت عقب الحادث بعدة أيام".

وانتقل العميد يحىي راضى رئيس المديرية، وبسؤال المصابتين قررا أنهما أثناء تواجدهما بشرفة مسكنهما بالطابق الأول علوي لمشاهدة حفل عرس فوجئا بإطلاق أحد الأشخاص عيار من سلاح ناري كان بحوزته ابتهاجا بحفل العرس مما أحدث إصابتهما وفر هاربًا.

وتوصلت التحريات، إلى أن مطلق العيار الناري "أ. م. خ" 21 عاما، حاصل على دبلوم وتمكن ضباط مباحث قسم أول بنها من ضبط المتهم وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، وأرشد عن السلاح الناري المستخدم في الواقعة عبارة عن بندقية خرطوش وجرى التحفظ عليها وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق‎. 

وتبين وقوع الحادث الآخر بأحد القاعات الكبرى للزفاف والحفلات بكفر الجزار حيث تلقى العميد حسين جندية مأمور مركز بنها، بلاغا من عمليات النجدة بوجود إطلاق أعيرة نارية ومصابين أمام قاعة كبرى للأفراح بناحية كفر الجزار دائرة المركز.

وانتقل العقيد حسني نصار مفتش المباحث، وتبين وجود حفل عُرس "م. م"،  طالب، وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين إطلاق أصدقاء وأشقاء العريس الأعيرة النارية ابتهاجا بحفل العُرس من أسلحة نارية كانت بحوزتهم حيث نتج إصابة اثنين جرى نقلهما لمستشفى بنها الجامعي للعلاج، وتبين إخفاء "أ. س"  طالب، السلاح المستخدم بداخل سيارته الخاصة.

تمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهم وصديقه "م. ع"، وبمواجهتهما أقرا بإطلاق الثاني أعيرة نارية ابتهاجا بالعُرس وجرى بإرشاده عن مكان السلاح المستخدم داخل سيارة الأول عبارة عن 3 أسلحة بندقية آلية وعدد (25) طلقة من ذات العيار.


مواضيع متعلقة