محمد سعد.. الكوميديان إذا هوى.. من «نجم شباك» إلى ذيل قائمة الإيرادات: انتهى العرض يا «لمبى»

محمد سعد.. الكوميديان إذا هوى.. من «نجم شباك» إلى ذيل قائمة الإيرادات: انتهى العرض يا «لمبى»
- محمد سعد
- السينما المصرية
- قائمة الايؤادات
- كركر
- عوكل
- الناظر
- محمد سعد
- السينما المصرية
- قائمة الايؤادات
- كركر
- عوكل
- الناظر
الحفاظ على النجاح ليس سهلاً، بل يتطلب المجهود الأكبر فى الرحلة.. نحن الآن أمام رحلة فنان أجمع الجمهور والنقاد وزملاؤه على موهبته فى البدايات، حتى استنزف هذه الموهبة و«حرق نفسه» فى أدوار ليست فى مستوى السينما المصرية بتاريخها ولا فى مستوى موهبته ولا حتى فى مستوى الأفلام التجارية، صفعة وراء الأخرى يتلقاها «اللمبى» فى شباك التذاكر دون أن يفيق، على الرغم من تخلل رحلة الهبوط أدوار فذة بشهادة النقاد، مثل دوره فى فيلم «الكنز»، إلا أن المحصلة التى تغلب عليها أفلام حملت اسمه كبطل وحيد زادت من سرعة هبوط نجمه.
بدأ من شخصية صغيرة لها أبعاد وملامح مميزة فى فيلم «الناظر»، قرر المغامرة بتقديمها فى فيلم لينطلق بها بقوة الصاروخ إلى صدارة قائمة الإيرادات، ويلفت الأنظار إليه حتى أصبح ظاهرة سينمائية يتصارع عليها المنتجون، وصفه الجميع بـ«الدجاجة التى تبيض ذهباً»، بعد تألقه فى أولى بطولاته السينمائية محققاً ما يقرب من 27 مليون جنيه فى عام 2002، التى أعلنت محمد سعد منذ ذلك الوقت نجم شباك.
بدأ منحنى الإيرادات فى الزيادة عاماً تلو الآخر، بوجود «سعد» على الساحة السينمائية، ولكنه لم يستمر طويلاً حتى بدأ يرتبط اسم النجم بتذيل قائمة الإيرادات فى المواسم السينمائية الهامة منذ 2011 بفيلم «تك تك بوم»، حيث لم يحقق سوى 8 ملايين جنيه، وصولاً إلى «تحت الترابيزة» عام 2016، وصلت إيرادات الفيلم إلى 2 مليون و469 ألف جنيه، بينما لم تتجاوز إيرادات آخر أفلامه «محمد حسن» للمخرج محمد على، المشارك فى موسم العيد، 3 ملايين جنيه، فى التجربة التى تحمل رقم 14 فى بطولاته السينمائية.
ماجدة خير الله: يعمل "ضد نفسه".. وأضاع فرصاً عديدة منحها له الجمهور وخسر الرهان أمام الأجيال الجديدة
وأشارت الناقدة ماجدة خيرالله إلى أن ما يقوم به محمد سعد انتحار فنى، على حد تعبيرها، موضحة: «دماغه هى سبب تراجعه السينمائى على مدار السنوات الماضية، حيث عقله يهيئ له أن من الضرورى أن يظل مسيطراً على ظل العملية الإنتاجية، ويختار العناصر الأضعف تحديداً فى الإخراج حتى تستجيب لطلباته، وبالتالى التراجع يكون نتيجة ذلك، والجمهور منحه فرصاً عديدة ولكنه لم يستغلها، وصمم على العمل على نفس الشخصية بتنويعات مختلفة، حتى خسر الرهان أمام جيل جديد من الكوميديانات»، وتابعت خير الله لـ«الوطن»: «جاءت له فرصة ذهبية فى فيلم (الكنز)، قدم شخصية مختلفة عن المعتاد تقديمه، وبالفعل الجمهور أشاد بدوره خاصة مع وجود مخرج قوى ونص جيد، وكان من الواضح أنه يستطيع تقديم أداء أفضل فى تجارب بعيدة عن تركيبته وفى سياق مختلف، ولكنه عاد مرة أخرى لتقديم أدواره المعتادة، فهو ضد نفسه بطريقة كبيرة ومصمم على الفشل حتى أصبح رهاناً خاسراً للمنتجين، الفنان يجب أن يكون متشككاً وحساساً وذكياً تجاه ردود فعل الجمهور نحو أعماله، محمد سعد فى حاجة إلى مخرج ونص جيد يقدمه بشكل جديد حتى يستطيع إنقاذ نفسه، ولكن دون ذلك الأمر محسوم بالنسبة له».
وقال الناقد نادر عدلى إن محمد سعد يمتلك موهبة لا يمكن لأحد إنكارها، ولكن فى الوقت نفسه يمتلك قدرة على إهدارها، فلم يستفد من النجاح الجماهيرى الذى حققه بتقديم نفسه بشكل مختلف، وكان السقوط مروعاً، متابعاً: «عندما قدم تجربة تليفزيونية لم يبتعد عن الشخصيات المعتادة، وبالتالى أنهى أى توقع جديد لدى الجمهور منه كممثل»، وأضاف عدلى لـ«الوطن»: «النجاح الكبير فى زمن قصير يولد لدى النجم إحساساً بأنه وحده صاحب هذا النجاح، والمسئول عنه، وليس عناصر الفيلم مجتمعة، وهو ما يجعله يتخيل أن ظهوره بأى شكل من الأشكال حتى لو كانت مكررة، سيظل النجاح حليفه، ولكن لو نظرنا إلى الفنيات فى فيلم (اللمبى) و(اللى بالى بالك) نجد أن سيطرة المخرج ووجود ممثلين موهوبين بجانب محمد سعد كانت من أسباب النجاح، ولكنه لم ينتبه إلى تلك العناصر، وبدأت بعد ذلك إيرادات أفلامه فى التراجع وصولاً إلى الفيلم الأخير»، وأشار «عدلى» إلى أن غرور محمد سعد وصل به إلى أبعد من مجرد الظهور على الأفيش منفرداً، ولكنه ظهر بأكثر من وجه يحمل تعبيراً مختلفاً، متابعاً: «هذا الأمر لم يحدث فى تاريخ السينما المصرية من قبل، ولم يقتصر الأمر على الأفيش فقط، بل على الأعمال نفسها، حيث قديماً كان يقوم ببطولة الأفلام الكوميدية نجم وبجانبه 5 أو 6 نجوم من الصف الثانى وهو ما يمنح الفيلم ثقلاً، ومن المشاكل التى تواجه محمد سعد أنه لا يضيف جديداً إلى الشخصيات التى يلعبها، لا شك أنها تتمتع بالحيوية ولكن الكوميديا بها مجرد إفيهات ولا يعتمد على بناء درامى واضح، فتأتى تحت مسمى الأعمال الاستهلاكية، خالية من الفنيات ولا تبقى فى ذهن المشاهد».
وقال الناقد أندرو محسن إن التكرار قد يكون وراء تراجع محمد سعد، متابعاً: «التكرار أمر موجود فى السينما المصرية، إسماعيل ياسين قدم أعمالاً باسمه وحققت نجاحاً كبيراً، ولكن بعد فترة الجمهور ابتعد عنه، حيث إن الجمهور يحب التغيير، وسعد يكرر الشكل الذى يظهر به حتى ولو الشخصية نفسها مختلفة، النقطة الثانية هى اعتماده على كونه النجم الأوحد فى الفيلم، حيث كانت بداية سقوطه مع فيلم (كركر)، ومن ذلك الوقت لم يعد للصدارة مرة أخرى، فوصل به إلى الأمر أنه أصبح الفيلم نفسه وليس بطله فقط»، وأضاف محسن لـ«الوطن»: «هو ممثل موهوب بشكل حقيقى، ولا يوجد ممثل يستطيع تقديم هذا الكم من الشخصيات وتفاصيلها المختلفة فى الحركة والصوت، فهو أمر غاية فى الصعوبة، ولكنه فى حاجة إلى تنظيم ذلك داخل عمل متكامل، الإفيهات التى يلقيها محمد سعد فى أفلامه تأتى خارج السياق، خاصة أنه بدأ يتدخل فى الكتابة فى فيلم (تك تك بوم)، لا توجد مشكلة أن يشارك النجم فى كتابة العمل إذا كان موهوباً فى ذلك، ولكن فى الفيلم النتيجة لم تكن جيدة، بالإضافة إلى كواليس فيلم (بوشكاش)، حيث أثيرت أحاديث متكررة عن تدخله فى الإخراج ما أدى إلى انسحاب مخرجين من المشروع، فهو فى حاجة إلى التأنى فى اختياراته، بعد فيلم (الكنز) كان يعتقد الجمهور أنه سيقدم تجربة ناضجة ومختلفة حتى لو فى نطاق الكوميديا، ولكن تجربته الجديدة كانت ضعيفة»، وتابع: «يظهر فى الفيلم الأخير (محمد حسين) بعيداً عن فكرة الشخصيات، ولكن الأزمة ما زالت مستمرة، فهو فى حاجة للتعاون مع مخرج وكاتب جيدين يقدمانه بشكل مختلف، ويلتزم فقط بالتمثيل، وهو ما ظهر فى فيلم (الكنز) حيث كان من أفضل العناصر فى العمل».