ترامب وبيلوسي.. حرب كلامية وصراعات سياسية

كتب: ماريان سعيد

ترامب وبيلوسي.. حرب كلامية وصراعات سياسية

ترامب وبيلوسي.. حرب كلامية وصراعات سياسية

جدالات وحروب كلامية مستمرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إذ أعربت الأخيرة عن "سأمها" من الحديث عن الرئيس دونالد ترامب، ووصفته بأنّه "القائد الأعلى للتشتيت"، خلال ردها على أحد الأسئلة الصحفية في مؤتمر في واشنطن بشأن سلسلة من الإهانات الشخصية التي وجهها لها ترامب، إذ وصف ترامب بيلوسي، التي تعد أقوى شخصية ديمقراطية أمريكية، الأسبوع الماضي بأنّها "عار.. وشخص بغيض وكريه ومحب للانتقام".

يونيو 2019

ترامب: أسميها نانسي العصبية

قال ترامب في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس: "أسميها نانسي العصبية.. نانسي بيلوسي كارثة.. إنّها كارثة"، في حديثه خلال زيارته مقبرة في فرنسا لقتلى الحرب من الجنود الأمريكيين.

أبريل 2019

بيلوسي: كلمات الرئيس تزن طنًا وخطاباته البغيضة والتحريضية تخلق خطرًا حقيقيًا

قالت نانسي بيلوسي بعد دعوتها لترامب بحذف تغريدة "تحريضية" على "تويتر" ضد عضو الكونجرس المسلمة إلهان عمر: "كلمات الرئيس تزن طنًا، وخطاباته البغيضة والتحريضية تخلق خطرًا حقيقيًا. ويجب على الرئيس ترامب حذف ذاك الفيديو الخطير الفظ". 

6 فبراير 2019

تصفيق ساخر

جذب رد فعل بيلوسي انتباه وسائل الإعلام العالمية، بعد انتهاء الرئيس الأمريكي من خطاب حالة الاتحاد الذي كان من المفترض إلقائه في يناير الماضي، لكن تأجل بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر 35 يومًا، ما جعله الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، ووقفت بيلوسي وصفقت له بطريقة مُثيرة للسخرية، ومن الممكن ملاحظة علامات امتعاض ترامب ما فعلته.

وحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، استطاعت بيلوسي السيطرة على تعبيرات وجهها ولغة جسدها طوال الخطاب، لكن عندما قال ترامب إنّه "من الضروري نبذ سياسات الانتقام والمقاومة واحتضان الإمكانات والتعاون مع بعضنا البعض وتقديم تنازلات للصالح العام"، لم تتمكن رئيسة مجلس النواب من كبح جماح مشاعرها، وتوضح الصحيفة الأمريكية أنّ بيلوسي نهضت من مقعدها وبدأت بالتصفيق بعد أنّ مدت ذراعيها بشكل غريب تجاه الرئيس الأمريكي، وعندما التفت ترامب للنظر إليها وإلى نائبه مايك بنس الجالس على المقعد المجاور لها، لاحظ أنّ+ها تسخر منه، وتستهزأ بما يقول.

8 فبراير 2019

حاولت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، تفسير تصفقها بحرارة عقب انتهاء الرئيس دونالد ترامب من خطاب حالة الاتحاد، وقالت بيلوسي إن التصفيق لم يكن ساخرا بل كان حقيقيا، وأضافت للصحفيين: "لم يكن الأمر ساخرا. كنت أريد من الرئيس الأمريكي أنّ يعرف أنّه كان موضع ترحيب كبير".

ديسمبر 2018

مناقشة تنتهي بإحباط ترامب

عُقدت مناقشة بين ترامب وبيلوسي وتشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي، في المكتب البيضاوي، عُرضت على الهواء مباشرة، حضرها نائب الرئيس مايك بنس، الذي تقول الصحف الأمريكية إنّ أحدهم ربما ضغط على زر كتم الصوت الخاص به، فلم ينطق ببنت شفة طوال المحادثة، التي انتهت بفوز بيلوسي، وتأكيد أنها ستتصدى لكل شيء يقوم به ترامب.

وحسب وكالات الإعلام أصيب ترامب بالإحباط عقب انتهاء جلسته مع بيلوسي وشومر، وغادر غرفة الاجتماع واتجه إلى مكتبه وأمسك ملف به مجموعة من القصاصات وظل صامتًا لفترة، حتى التقى بمجموعة من مساعديه المقربين وتحدث معهم عن مدى إحباطه.

يناير 2019

مقارنة خاسرة 

وفي تقرير نشرته "فرانس برس" يناير الماضي، قالت إنّ ترامب يتفنن في إطلاق الأسماء المستعارة الفظة على خصومه السياسيين بهدف وضعهم في موقف حرج، وابتكر ألقابا مثل "هيلاري المخادعة"، و"ماركو الصغير"، و"تيد الكاذب"، و"بيرني المجنون" و"ستيف المستهتر" و"تشاك الباكي". ولكن حتى الآن، استعصت عليه واحدة: وهي المرأة التي يدعوها "نانسي بيلوسي" فقط.

وحسب التقرير قال مايكل كورنفيلد الأستاذ المساعد في الإدارة السياسية بجامعة جورج واشنطن في واشنطن بيلوسي: "لا تتفوق عليه في المناورة وحسب، بل وتثير غضبه. إنّها تسخر منه. فهي تؤدي دور الماتادور (مصارع الثيران)، وهو الثور. وليست لديه أدنى فكرة عمَّا يفعله. إنّه عبقري في فنون الدعاية، ولكن ليس في فنون السياسة. فهو مبتدئ بالكامل في هذا المضمار".

وقالت نانسي بيلوسي وهي تجلس على حافة أريكة وتميل بجسدها للأمام: "ينبغي ألا يكون لدينا إغلاق يتسبب فيه ترامب". ورفع ترامب ناظريه إليها، قائلاً: "إغلاق ماذا؟ هل قلتِ ترامب؟!".

وحسب التقرير "لو أنّه كان يشرب كوبا من الماء، لكان بصق ما تجرعه في تلك اللحظة. وانقلبت الطاولة، وجاء اسم مستعار ليقهر سيد إطلاق الأسماء المستعارة، إذ ظلت صفة (إغلاق ترامب) متداولة أكثر من أي صفة أخرى. لم يساعد الرئيس نفسه عندما أخبر شومر بأنّه سيكون (فخورا بإغلاق الحكومة) باسم أمن الحدود".

وعندما زعم أنّ "نانسي في موقف ليس من السهل عليها فيه أنّ تتحدث في الوقت الحالي"، ذكّرته بحجمه الحقيقي بقولها: "سيدي الرئيس، من فضلك لا تتحدث عن القوة التي أضيفها إلى هذا الاجتماع بصفتي رئيسة الديمقراطيين في مجلس النواب، الذين حققوا لتوّهم فوزا ساحقا".

وبعد الاجتماع، أفادت تقارير بأنّ بيلوسي أخبرت الديمقراطيين في مجلس النواب بأنّ الأمر كان يشبه "منافسة للتبول مع الظربان" (مضيعة للوقت) وأنّ إصرار ترامب على بناء جدار يتعلق "بإثبات رجولته".


مواضيع متعلقة