"هافينجتون بوست": تعامل "أوباما" مع الأزمة السورية أساء إلى هيبة واشنطن
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/177570_Large_20131210022620_15.jpg)
رأت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية الصادرة اليوم أنه في حال رغب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في تغيير سياساته القديمة، فإن عليه السعي لاستعادة ثقة العالم في إدارته وفي تعهداته، لا سيما بعد أن تراجعت هذه الثقة بسبب كيفية تعامله مع الأزمة السورية، ما أدى إلى تراجع هيبة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
وذكرت الصحيفة، في مقال رأي نشر على موقعها الألكتروني، أن النبرة اليائسة التي يتحدث بها أوباما عن سوريا لن تنقذها مما وصفه مدير الاستخبارات الوطنية، جيمس كلابر، بأنه "كارثة مروعة تحدث يوميا على أرضها".
وأوضحت أن ذلك تجلى في تصريحات أوباما بأن هناك مواطنين جدد يعانون مع طلوع شمس كل يوم، وأن الأوضاع في سوريا من شأنها أن تؤثر بالسلب على المنطقة وعلى العالم بأسره، نظرا لأن المتطرفين هناك يملئون الفراغ القائم بمناطق سوريا بعينها بشكل يهدد المجتمع الدولي على المدى الطويل.
وقالت: "إن حديث أوباما عن الوضع المفجع في سوريا لن يساعد ضحايا التفجيرات والتجويع المتعمد والحصار، ولن يجدي نفعا لضحايا الإرهاب، الذي تفشى في سوريا نظرا لطول أمد الصراع نتيجة لانفصال واشنطن عن الأزمة السورية والغطرسة القومية لروسيا في المنطقة على حد سواء".
وأضافت الصحيفة: "أنه لو كان أوباما يؤمن حقا بأن تدهور الوضع الإنساني وصعود نجم الجماعات المتطرفة واستمرار القتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بمثابة أمور تحتم جعل سوريا واحدة من أولويات الأمن القومي الأمريكي، ﻻنتهج الرئيس الأمريكي سياسات أخرى وما كان ليكتفي بالتعبير عن حسرته فقط".
وأكدت أن اليأس لن يشكل ثمة سياسات لحل الأزمات، بل يقدم طريقا لتجنب مواقف يدرك أوباما نفسه أهميه اتخاذها، ورغم وجود خارطة طريق لإنتهاج استراتيجية جديدة بشأن سوريا أمام الرئيس، إلا أن ما يحتاجه أوباما حاليا يتمثل في ضرورة اتخاذ قرارات جريئة.
ورغم ذلك، أوضحت الصحيفة أن النقطة الحاسمة في هذه القضية لا تكمن في العدول عن قرار إبعاد القوات الأمريكية عن الانتشار في أي ساحات حرب؛ حيث يستبعد الجميع دخول القوات الأمريكية إلى سوريا تحت أي ظرف حتى تهديد أوباما السابق بشن ضربة عسكرية على دمشق والذي تراجع عنه في آخر لحظة لم يعد مطروحا على الطاولة.
واختتمت "هافينجتون بوست" بمطالبة واشنطن بأن تدرك فشل سياسة الاستنزاف والإنهاك والتدمير المتبادل بشكل مروع بين طرفي الصراع في سوريا، وأنه لاسبيل للاستمرار في هذه السياسة.