المشرف على المتحف: وفرنا 14 مليار جنيه من التكلفة.. وتوجد مناطق تجارية ستدر عائداً كبيراً
اللواء عاطف مفتاح والدكتور مصطفى وزيرى
أكد اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصرى الكبير، والمنطقة المحيطة به، انتهاء 95% من شبكة الطرق المحيطة بالمتحف، وبدء أعمال حفر النفق، والاتفاق على إنشاء محطتين لمترو الأنفاق، إلى جانب تشييد أول ميدان مسلة معلق فى العالم، لافتاً إلى بدء العد التنازلى لافتتاح المتحف الكبير فى 2020.
عاطف مفتاح: مساحة البهو العظيم الذى يضم تمثال «رمسيس» وعمود "مرنبتاح" 7 آلاف متر
وخلال حواره لـ«الوطن» أكد «مفتاح» أن نظام تأمين المتحف محكم ودقيق، ويبدأ من القطعة الأثرية فى «فاترينة» العرض، بامتداد المنطقة المحيطة به.. إلى نص الحوار:
هل تحدد موعد نهائى لافتتاح المتحف الكبير؟
- عقدنا اجتماعاً مع القيادة السياسية فى 17 يوليو 2018، بحضور رئيس الحكومة، والوزراء، والجهات المعنية، واتفق الجميع على افتتاح المتحف كاملاً فى 2020، وليس جزئياً كما كان مخططاً، فكان ضمن أجندة الحكومة افتتاح مرحلى لقاعة توت عنخ آمون فى 30 يونيو 2018، لكن ارتأت القيادة السياسية أن يشمل الافتتاح المشروع بأكمله فى عام 2020، متضمناً قاعات العرض، وهو قرار أثلج قلوب المتخصصين والمهتمين بالمتحف الكبير، وجار الآن المراجعة النهائية لوثائق طرح مناقصات تشغيل خدمات المتحف، على أن تُطرح دولياً فى يونيو المقبل، فقد رأت الدولة بالإجماع ضرورة استقدام شركات عالمية متخصص لإدارة وتشغيل المتحف، مُطعمة بخبرات مصرية، وطبقاً للقانون، غير مسموح بالإدارة سوى لأشخاص وكيانات مصرية، مقابل أن تتولى الشركة إدارة الخدمات فحسب، حيث تبلغ مساحة العرض المتحفى للمشروع 35 ألف متر مسطح، وهى مساحات مغلقة، إضافة لمساحات مكشوفة تقدر بـ55 ألف متر مسطح، كما توجد مناطق تجارية واستثمارية تزيد على 65 ألف متر، وتتضمن أنشطة تجارية ضخمة، ستدر عائداً كبيراً، لذا يجب استثمار المشروع بشكل جيد.
هل وضعتم حلولاً للزحام المرورى المتوقع بعد التشغيل؟
- هناك خطة كاملة لإعادة تأهيل المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير مرورياً، وصولاً إلى منطقة الهرم، فمن المخطط ضمهما داخل منطقة سياحية واحدة، ويجرى حالياً إنشاء طرق جديدة مُحيطة بالمتحف، وانتهينا من 95% من شبكة الطرق والنفق، بدءاً بالطريقين الشمالى والجنوبى، ويتضمنان 4 حارات بكل اتجاه، وهو ما سيُخفف التكدس المرورى حول المتحف الكبير.
وبالفعل، بدأنا أعمال الحفر بنفق طريق الفيوم، بطول 1.2 كم، 6 حارات بكل اتجاه، وحارة واحدة مُخصصة لخدمة المرافق، ومن المتوقع أن يقضى النفق على التشابك المرورى الواقع عند ميدان الرماية نتيجة تداخل شارعى فيصل والهرم مع طريقى الفيوم والإسكندرية، لكن التحدى الأكبر سيكون فى القوس الشمالى إلى الطريق الدائرى، والاتجاه الشرقى المطل على ترعة المنصورية، والاتجاه الغربى الواصل إلى طريق الواحات، والاتجاه الجنوبى للطريق الدائرى الإقليمى، وهذه الدائرة التى وصفتها الآن ستكون منطقة تحت التخطيط، وهذا يعنى إيقاف الأنشطة التجارية، وعمليات تشييد المبانى، سواء خاصة أو تابعة للدولة، حيث سيُعاد تخطيط المنطقة بالكامل فى صورة حضارية راقية، لتبدو واجهة مُشرفة لمصر، مُعبرة عن عراقتها وحضارتها.
انتهينا من 95% من شبكة الطرق.. وبدأنا أعمال حفر النفق لتخفيف الضغط المرورى بالمنطقة.. ومحطة مترو أنفاق أمام شباك تذاكر المتحف
كيف سيتم ربط هذه المساحة الشاسعة ضمن منطقة سياحية واحدة؟
يقع المتحف على مساحة 118 فداناً، وتُقدر مساحة البهو العظيم، وهى المنطقة التى تضم تمثال رمسيس وعمود مرنبتاح، 7 آلاف متر مربع، فيما تبلغ مساحة المنشآت 170 ألف متر، وتتضمن إزالة نادى الرماية على أن يتم إنشاء نادٍ بديل على طريق «القاهرة السخنة»، إلى جانب 52 فداناً مساحة قطعة الأرض بدءاً من منزل الطريق الدائرى، وكل هذه المساحات ستتصل ببعضها وصولاً إلى هضبة الأهرامات، لتُشكل منطقة سياحية وثقافية وترفيهية أثرية، تليق بمصر، وفى نفس الوقت تم تغطية احتياجات هذه المساحة من مناطق تجارية وخدمات وغرف سياحية، إلى جانب إنشاء محطتى مترو أنفاق، إحداهما داخل حدود المتحف الكبير، بحيث يخرج الراكب مباشرة أمام شباك تذاكر المتحف.
وهناك أيضاً مشروع تجرى دراسته فى اجتماعات رئيس الوزراء ووزيرى الإسكان والآثار، ومحافظى الجيزة والقاهرة، لتخصيص عربة مترو لزوار المتاحف الثلاثة الكبرى، وهى المتحف الكبير، والقديم فى ميدان التحرير، ومتحف الحضارة فى الفسطاط، بحيث يُدون على عربات المترو أسماء المتاحف الثلاثة، وتُخصص للزوار فقط.
المخطط يتضمن إعادة تأهيل المنطقة المُحيطة بالمتحف وصولاً إلى هضبة الهرم لتصبحا منطقة سياحية واحدة.. وتشييد أول ميدان معلق بالعالم
ما مصير مسلات «صان الحجر» المنقولة قبل 6 شهور من الشرقية؟
- نقلت وزارة الآثار، بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، 3 مسلات من صان الحجر، اثنتان تم وضعهما فى العاصمة الإدارية الجديدة، والثالثة ستُعرض فى ميدان المسلة بالمتحف الكبير، ليكون أول ميدان معلق فى العالم، وللمرة الأولى يستطيع الزائر رؤية الخرطوش الملكى كاملاً، حيث كان المصرى القديم يضعه أسفل المسلة، فتتعذر رؤيته، وهى تجربة فريدة من نوعها، وجارٍ إعداد رسومات فكرة المشروع، وهى فكرة مصرية، والتصميم والتنفيذ بأيدٍ وخبرات مصرية.
سبق أن تعرض المتحف القديم فى التحرير للسرقة. فما خططكم لتغطية المساحة الواسعة للمتحف الكبير بوسائل تأمين فعالة؟
- نظام تأمين المتحف المصرى الكبير مُحكم، ويبدأ من القطعة الأثرية فى فاترينة العرض، وصولاً إلى المنطقة المحيطة بالمتحف، وهو مُحاط بسورين، الأول ارتفاعه متر ونصف المتر، وآخر ارتفاعه 3 أمتار، وسيكون هناك نظام تتبع لكل قطعة أثرية بمجرد تحركها أو اهتزازها، والأسوار بالكامل مراقبة بشكل دقيق، والداخل أيضاً، وهناك غرفة تحكم مركزية تراقب بدقة الممرات والطرقات والأماكن غير المرئية للعين، والبوابات مؤمّنة بالكامل، وعمليات دخول وخروج السيارات يسبقها ضوابط وتفتيش مُحكم، وكل الأجهزة الإلكترونية وصلت المتحف بالفعل.
عرض مسلة "صان الحجر" يمكن الزائر للمرة الأولى رؤية الخرطوش الملكى كاملاً
كم تُقدر تكلفة التأمين؟
- تمثل التكلفة نحو 10% من التكلفة الإجمالية للمتحف.
هل تتوقع ازدهاراً سياحياً بعد افتتاح المتحف الكبير فى 2020؟
- أتوقع أن يُغير المتحف المصرى الكبير الخريطة السياحية للعالم، ويتضاعف الطلب على العاصمة كمقصد سياحى بعد أن كانت مجرد محطة، يقضى بها السائح ليلة أو أكثر، ثم يتوجه بعدها إلى سيناء أو الأقصر وأسوان، والدراسات تؤكد أن المدة ستتضاعف ليصبح الحد الأدنى 5 ليال سياحية، وهناك اجتماعات حالية بين الشركات السياحية وجهات أخرى، لإعادة رسم خريطة المزارات السياحية فى القاهرة بعد افتتاح المتحف الكبير.
ما صحة المتداول عن ترشيد تكلفة إنشاء المتحف.. وهل سيأتى على حساب الجودة؟
- قُدرت القيمة التقديرية للإنشاء بـ1.6 مليار دولار، وكان محدداً فى بداية العقد 800 مليون دولار فقط، ولكن زادت التكلفة نتيجة أحداث يناير، والفترة التى أعقبتها، لتصل لـ1.6 مليار دولار، واستطعنا خفضها لـ830 مليون دولار، أى بنحو 770 مليون دولار، أو ما يقارب من 14 مليار جنيه، ونحن ندرك أنها أموال الشعب ونحرص عليها جيداً، ولكى ندرك حجم الإنجاز علينا أن نقارن مشروع المتحف الكبير بآخر متحف عالمى تم افتتاحه، وهو «اللوفر» فى أبوظبى، وتكلف 6.30 مليار دولار، رغم أن المتحف المصرى الكبير تزيد مساحته بنحو 20 ضعفاً، ولدينا البهو العظيم، وهى الساحة التى فيها يقف تمثال رمسيس الثانى وعمود مرنبتاح، مساحتها 8 آلاف متر مسطح.