اللهم إني صائم.. ميدان روكسى: عروض تخفيض لزبائن «مش موجودين» ومواطنون ينتظرون الأوتوبيس تحت مظلات المطاعم

اللهم إني صائم.. ميدان روكسى: عروض تخفيض لزبائن «مش موجودين» ومواطنون ينتظرون الأوتوبيس تحت مظلات المطاعم
الحركة هنا ضعيفة على غير العادة.. أثر الصيام بالتأكيد مع ارتفاع الحرارة.. هنا داخل أروقة ميدان روكسى، أحد أشهر ميادين حى مصر الجديدة بالقاهرة، حيث محلات الملابس المختلفة، وفروع المطاعم الشهيرة، والحدائق، بالإضافة إلى انتشار مكثف للمقاهى والكافيهات، الحياة تكاد تكون شبه متوقفة خلال نهار رمضان.
منطقة روكسى سوق مهم للملابس، رجالى ونسائى، وأيضاً الأحذية والحقائب، لكن خلال فترة الظهيرة اكتفى أصحاب المحلات التجارية والعاملون بها بالوقوف أمام مداخل محلاتهم انتظاراً لظهور أى زبون، فالإقبال ضعيف والحر والصيام يسيطران على المشهد. وجاء نشاط رش المياه أمام المحلات كحالة لمعالجة الكسل والركود وارتفاع الحرارة.. بعض أصحاب المحلات التجارية أمسكوا بالجرادل وبدأت عملية الرش لترطيب الأجواء، مع وضع قطعة من ورق الكارتون أمام مدخل المحل ليمسح بها المارة أحذيتهم قبل الدخول، وعلى هامش المشهد جلس عمال النظافة بعيداً فى الظل لالتقاط الأنفاس قبل استكمال عملهم الشاق، وعلى جانب آخر تظهر سينما روكسى الشهيرة بالميدان مغلقة خلال الشهر الكريم.
زينة فى الشوارع والركنة ممنوعة أمام المحلات بسبب الفوانيس.. وحضور كثيف للمتسولين فى الميادين.. و"رش المية" عرض مستمر
فى الجهة الأخرى من سينما روكسى وقف طلاب بالصف الأول الثانوى عقب انتهائهم من أداء أحد امتحانات نهاية العام، يتحدثون فيما بينهم عما جرى خلال الامتحان، فيما أثرت درجات الحرارة المرتفعة على خلو الميدان تقريباً من حركة السيارات فى إشارة الميدان الشهيرة، فيما وقف رجال المرور تحت نار الشمس، أما المواطنون فاحتموا بمظلات أحد المطاعم انتظاراً لوصول الأوتوبيس. على رصيف شارع إبراهيم اللقانى، المتفرع من ميدان روكسى، جلست سيدة أربعينية ترتدى عباءة سوداء، تستند على الفاصل المعدنى بين اثنين من محلات الملابس، برفقة طفليها، أمامها فرشة عليها بعض حزم النعناع، وزجاجة بلاستيكية مملوءة بالمياه ترشها على النعناع ليظهر نضراً، وقد بدت عليها ملامح التعب من شدة الحر، تنتظر هى وأبناؤها بيع ما تفرشه من نعناع، مرددة بصوت منخفض: «يلا النعناع الأخضر».
ومع اقتراب الساعة من الثانية ظهراً، يبدأ الباعة الجائلون فى الشوارع المتفرعة من «إبراهيم اللقانى» فى تجهيز فرشاتهم فى أماكن بعيدة عن أشعة الشمس، يخرجون بضاعتهم من الأكياس البلاستيكية الكبيرة، ويرتبونها ويمسحون عنها التراب لعرضها بشكل جذاب، وفى شارع «دمشق» أغلقت ورش قطع غيار السيارات.
«مطلوب للعمل بائعات خبرة».. كثير من لافتات هذه الدعاية لفرص العمل عرضتها المحلات بشارع «الأهرام»، كما قامت محلات أخرى بتقديم عروض خاصة على أنواع مختلفة من الملابس خلال رمضان، على سبيل المثال «اشترى قطعتين واحصل على الثالثة بتخفيض كبير».
ولم تخل الشوارع المحيطة بميدان روكسى من مظاهر الاحتفال بشهر الصيام، حيث علقت بعض محلات الملابس الزينة بأشكالها وألوانها المختلفة، فيما وضعت محلات أخرى الفوانيس أمام مداخلها، احتفالاً برمضان، فضلاً عن وظيفة أخرى لهذه الفوانيس الضخمة وهى ضمان عدم تحول مدخل المحلات لركنة للسيارات.
ويشتهر ميدان روكسى والشوارع المتفرعة منه بوجود الكثير من المطاعم الشهيرة والمتنوعة بين الطعام المصرى والسورى، وتستعد هذه المطاعم للتحضير لوجبات الإفطار قبيل موعده بساعات، حيث وقفت إحدى السيارات المُخصصة لحفظ اللحوم والدواجن أمام أحد المطاعم الشهيرة تمهيداً لنقل ما يحتاجة المطعم من كميات إلى المطبخ، كما تم تجهيز أيضاً العبوات الورقية التى سيتم وضع الوجبات بها، مع نقل أعداد كبيرة من أرغفة الخبز، فيما لم تفتح مطاعم أخرى أبوابها خلال الظهيرة. ورغم لهيب الجو، لم يتأخر المتسولون، رجالاً ونساء، عن أداء دورهم فى المشهد بكفاءة، فقد انتشروا بالميدان وحواليه مستهدفين عطف المارة، هنا سيدة مُسنة تسند على عكازها الخشبى ومعها حقيبة من القماش تضع بها المبالغ المالية التى تحصل عليها، وآخر أربعينى يسير على كرسى متحرك، يقف وراءه شاب يدعى أنه ابنه ليساعده فى تحريك الكرسى وتوجيهه.. كلها أرزاق لكن طرق الكسب مختلفة بالتأكيد.