"ليلة القدر وختام الشهر".. لقاء علمي للأوقاف بمسجد الحسين

"ليلة القدر وختام الشهر".. لقاء علمي للأوقاف بمسجد الحسين
- أعمال الخير
- أوقاف الجيزة
- الإمام الحسين
- القرآن الكريم
- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
- دار السلام
- دخول الجنة
- أعمال الخير
- أوقاف الجيزة
- الإمام الحسين
- القرآن الكريم
- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
- دار السلام
- دخول الجنة
نظمت وزارة الأوقاف لقاءً علميًّا بعنوان: "ليلة القدر وختام الشهر"، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين بالقاهرة.
حاضر في اللقاء العلمي كل من: الدكتور السيد عبد الباري، وكيل وزارة الأوقاف لشؤن الدعوة، الدكتور السيد مسعد وكيل مديرية أوقاف الجيزة، الدكتور خالد السيد غانم مدير إدارة الإعلام"، وبحضور عدد من قيادات الوزارة، وبعض من الأئمة، وجمع غفير من الجمهور، وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول أفريقية وآسيوية.
وفي كلمته رحب الدكتور السيد عبد الباري، بالضيوف والحضور الكريم ، مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل لهذه الأمة مواسمَ يتضاعف فيها العمل، ومِن أخَصِّ هذه الأزمنة شهر رمضان، لأنَّ فيه ليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهر.
واشار إلى أن الله تعالى قد شرف هذه الليلة على سائر الليالي، فأخبر الرسولُ أنَّ قيامها سببٌ لِمَغفرة ذنوب العبد، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".
وأوضح، أن ليلة القدر هي ليلة العمر، يتقارب فيها الأحباب، ويسمع فيها الخطاب، ويرد فيها الجواب، ويفتح فيها الباب، وقد أمر النبي بتحري هذه الليلة المباركة، فكان للصالحين من قبلنا فيها من الأحوال والأفعال والأقوال الشيء الكثير، وعلى الإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة.
وفي ختام كلمته، دعا إلى ضرورة الاهتمام بهذه الليلة ظاهرًا من حيث ارتداء أفضل الثياب وأحسنها، وباطنًا من حيث طهارة القلوب وطاعة علام الغيوب.
بدوره، أكد الدكتور السيد مسعد، أن الله تعالى فضل شهر رمضان على سائر شهور العام، وفضل العشر الأواخر فيه على سائر أيام الشهر، وفضل ليلة القدر على جميع الليالي فهي خير من ألف شهر، مبينًا أن الله تعالى قد فضل هذه الليلة بنزول القرآن فيها وأثنى عليها بقوله "وما أدراك ما ليلة القدر".
ولفت إلى أن الله تعالى قد جعل هذه الليلة سلامًا، وأمنًا، وأمانًا للإنسان، قال تعالى: "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"، موضحًا أن ديننا دين سلام، والله تعالى هو السلام، والجنة هي دار السلام، وتحية المسلمين هي السلام.
كما بين، أن الله تعالى قد أخفى علينا علمها لنجتهد في العبادة والطاعة على مدار الشهر كله، ومضاعفة الثواب فيها على أعمال الخير شي عظيم من الله تعالى، فإذا ما تقرب العبد إلى الله سبحانه في هذه الليلة كان ذلك أدعى لدخول الجنة بإذن الله تعالى، كما حدث لسيدنا أبي بكر الصديق عندما أخبره النبي فقال: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
وفي ختام كلمته، دعا إلى ضرورة اغتنام هذه الأيام، فرمضان فرصة قد لا تتكرر، قال تعالى: "وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَّاذَا تَكسِبُ غَدًا وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
وفي كلمته، أكد الدكتور خالد السيد غانم، أننا في أجواء ليلة مباركة نعيش فيها بين بركات المكان ونفحات الزمان، أما بركات المكان فنعيش في رحاب وجوار الإمام الحسين سيد الشهداء، وأما نفحات الزمان حيث شهر رمضان المبارك الذي فيه ليلة خير من ألف شهر، وفيه يُنادى على كل مقبل أو مدبر: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، والأيام الأخيرة في شهر رمضان تنادي على المسلم بالتشمير عن ساعد الجد والعمل للدين والدنيا، وتحذر من الرحيل دون إفادة، ولذا قالت السيدة عائشة: "كان النبي إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
وشدد على أن في هذه العشر ليلة مباركة هي خير من ألف شهر، وأن خيرها ليس له حدود في الزمان ولا المكان.
وأوضح، أننا نستلهم بعضًا من أسرار ليلة القدر من خلال سورة القدر، التي بدأها الله تعالى بنون التوكيد والعظمة، وأن هذه السورة توسطت سورتين: سورة العلق وهي سابقة لها، وسورة البينة وهي لاحقة لها وكأن سائلاً يسأل متى تنزل القرآن؟ فتجيب سورة القدر " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" ، وكأن آخرًا يسأل على من نزل القرآن الكريم؟ فتجيب سورة البينة بقوله: "رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً".
وأكد، أن ليلة القدر هي ليلة التخلية والتحلية، أما التخلية والبعد عن المقدوحات حيث يجلس المسلم بين يدي مولاه في ساعات الليل يتذكر ذنوبه وتقصيره، وتفريطه في جنب الله تعالى، أو جنب الناس، ويبكي ويتضرع، ويعلن عجزه وافتقاره إلى الله تعالى، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلُثُ الليل الآخرُ، يقول: «مَن يَدْعُوني، فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟»، وأما ليلة التحلية وفعل الممدوحات حيث يذكر المسلم فيها ربه ويصلى على رسوله فتتنزل الملائكة بأمر ربها لتسلم على كل مسلم قائم أو راكع يذكر الله تعالى.
وفي ختام كلمته، دعا الأمة أن تكثر في هذه الليلة من الدعاء بالعفو والعافية، كما أخبرنا رسولنا الكريم بقوله: "اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنِّي".