ثوابها المغفرة والعتق من النار.. كيف يعرف المسلمون ليلة القدر؟

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

ثوابها المغفرة والعتق من النار.. كيف يعرف المسلمون ليلة القدر؟

ثوابها المغفرة والعتق من النار.. كيف يعرف المسلمون ليلة القدر؟

فضل الله عز وجل شهر رمضان بليلة القدر، بأن جعلها إحدى ليالي هذا الشهر الكريم، حيث تقع تلك الليلة في العشر الأواخر من الشهر الكريم.

ويقول الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر:« ليلة القدر تعني المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم، ولفضلها وعظمتها أخفاها الله في العشر الأواخر من رمضان؛ ليجد المسلم في طلبها.

يقول الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، في كتابه عن الصوم: يستحب طلب ليلة لقدر في جميع ليالي رمضان، وفي العشر الأواخر أكد، وفي ليالي الوتر منه أكد؛ فقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» .

اختلف أهل العلم في تحديد هذه الليالي، فروي أنها ليلة إحدى وعشرين، وروي أيضا أنها ليلة ثلاث وعشرين، وليلة أربع وعشرين ، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، وآخر ليلة، فقد وردت في كل هذه الليالي روايات، وجمع بعض أهل العلم بين هذه الروايات بأنها تنتقل في ليالي العشر.

قال الإمام الشافعي-رضي الله عنه-: "كان هذا عندي-والله أعلم- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل". فعلى هذا كانت في بعض السنين ليلة إحدى وعشرين، وفي بعضها ليلة ثلاث وعشرين، وفي بعضها ليلة سبع وعشرين، وقد ترى علامتها في غير هذه الليالي".

قال بعض أهل العلم: أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة؛ ليجتهدوا في طلبها، ويجدوا في العبادة في الشهر كله طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة؛ ليكثروا من الدعاء في اليوم كله، وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء، ورضاه في الطاعات؛ ليجتهدوا في جمعها، وأخفى الأجل وقيام الساعة، ليجد الناس في العمل، حذرا منهما .

وقد ورد في الحديث الشريف أنه من علامات ليلة القدر أن تطلع الشمس لا شعاع لها، فقد ورد عن أبي بن كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم أصحابه أن أمارتها «أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها»، وفي بعض الأحاديث: «كأنها طست».

وروي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: «هي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمرا يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها»، وقيل: إن المطلع على ليلة القدر يرى كل شيء ساجدا، وقيل: يرى الأنوار ساطعة في كل مكان حتى في المواضع المظلمة.

وقيل: يسمع سلاما أو خطابا من الملائكة، وقيل: من علاماتها استجابة دعاء من وفق لها. ولا ينبغي أن يعتقد أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق، بل فضل الله تعالى واسع، ورب قائم تلك الليلة لم يحصل منها إلا على العبادة من غير رؤية خارق، وآخر رأى الخوارق من غير عبادة، والذي حصل على العبادة أفضل، والعبرة إنما هي بالاستقامة، بخلاف الخارقة، فإنها قد تقع كرامة، وقد تقع فتنة.

ويستحب أن يجتهد المسلم فيها بالدعاء، ويدعو بما ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها قالت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر بم أدعو؟ قال: «تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».


مواضيع متعلقة