صناعة الدواء المصرى وقاطرة تنمية الوطن
وصلتنى رسالة من الأستاذ العالم الصيدلى د.عز الدين الدنشارى، أستاذ الفارماكولوجى الشهير، تعليقاً على مقالى عن صناعة الدواء فى الهند وكيف لو قلدناها واستفدنا منها ستكون صناعة الدواء عندنا قاطرة تنمية للوطن كله، تقول رسالة د.الدنشارى:
قرأت مقالكم القيم المنشور فى جريدة «الوطن» فى 12/2/2014 الذى تناولتم فيه صناعة الدواء الهندية وأبرزتم فيه دور متخصصى الدواء فى الهند فى تطوير الصناعات الدوائية، بحيث وصل حجم هذه الصناعة إلى نحو عشرين مليار دولار، وأن شركات الدواء الهندية تصدر منتجاتها إلى أكثر من 200 دولة، وتعليقا على مقالكم أقول إن مصر زاخرة بكل مقومات الصناعة الدوائية، فلديها عدد كبير من كليات الصيدلة ومراكز البحوث الصيدلية التى تضم كفاءات متميزة من أساتذة وباحثين، وبالرغم من هذا فإن حجم صناعة الدواء فى مصر وعدد الدول التى تصدر إليها الأدوية بعيدان كل البعد عن مثيليهما فى الهند، وأقول إننا نستطيع أن نكون فى مقدمة الدول المنتجة للصناعات الدوائية، ولكى يتحقق هذا الأمل المنشود أطالب الدولة بسرعة إنشاء مجلس أعلى للدواء يكون من بين اهتماماته تطوير الصناعات الدوائية والتغلب على المشكلات التى تحول دون تحقيق هذا التطوير، بحيث يضم المجلس كفاءات متميزة من الأساتذة والباحثين فى كليات الصيدلة والطب ونخبة من الأساتذة والباحثين العاملين فى أمريكا وأوروبا وخبراء فى صناعة الدواء ومتخصصين فى الاقتصاد والاستثمار، كما أطالب بإتاحة الفرص لعدد كبير من خريجى كليات الصيدلة لإيفادهم إلى دول سبقتنا إلى مضمار البحوث العلمية والتكنولوجية لاكتساب خبرات فى بحوث الصيدلة والصناعات الدوائية، خاصة فيما يتعلق بصناعة أدوية التكنولوجيا الحيوية التى عقد عليها الأمل فى علاج الأمراض المستعصية مثل السرطان وألزهايمر وأمراض الدم والكبد وغيرها. كما أطالب المسئولين فى كليات الطب والصيدلة والمهتمين بصناعة الأدوية بإيفاد باحثين إلى أمريكا وإنجلترا ودول أوروبية لاكتساب خبرات فى مجال الجينوميات الدوائية، وهو تخصص دوائى جديد يستهدف البحث فى تقليل الأعراض الجانبية واكتشاف أدوية فعالة فى علاج المرض ولا تسبب حدوث الأضرار التى تسببها الأدوية المستخدمة حالياً، وينبغى أن نثق تماماً فى أن الأموال التى تنفق على الدراسات والبحوث التى تستهدف تقدم وارتقاء الصناعات الدوائية والتكنولوجية سوف يكون لها مردود اقتصادى كبير، ونأمل أن نكرس كل طاقاتنا للاستفادة بعبقرية الإنسان وعبقرية المكان فى مصر، وذلك بإرساء قواعد القيم الأخلاقية فى التعليم العام والجامعى والمؤسسات المعنية بالبحوث العلمية والتطبيقية، وبمحاربة الفساد الذى يعتبر من أخطر معوقات التقدم حيث يشوه المكان ويعرقل طاقات الإبداع والارتقاء فى الإنسان.