متحف الفن الممنوع.. "جارديان": لوفر أوزباكستان يحتاج إلى اهتمام

متحف الفن الممنوع.. "جارديان": لوفر أوزباكستان يحتاج إلى اهتمام
سلطت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية الضوء على متحف أوزبكستاني قديم وصفته الصحيفة البريطانية في تقريرها بـ "لوفر أوزبكستان" لضمه مجموعة كبيرة من اللوحات والتحف الفنية التي كانت ممنوعة في عهد الاتحاد السوفيتي سابقاً، وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها، "إن المتحف النادر الذي يقع على الطريق بين العاصمة الأوزبكستانية طشقند ومدينة نوكوس الواقعة شمال البلاد، يحتاج إلى مدير محترف ليرأسه، ويجذب الزوار إليه من مختلف أنحاء العالم".
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، "إن متحف الفن الممنوع إبان عهد جوزيف ستالين أثناء الاتحاد السوفيتي، يضم واحدة من أكبر مجموعات اللوحات والتحف الفنية التي كانت ممنوعة في الاتحاد السوفيتي السابق إبان فترة حكم جوزيف ستالين وهي ثاني أكبر مجموعة تنتمي للفن الحديث في العالم، لكن الإرشادات التي توفرها الدولة عن معالم نوكوس لاتذكر الكثير من المعلومات عن ذلك المتحف بل تركز على بحر آرال الذي جف تماما وتحول إلى موقع لسياحة الكوارث".
وتابعت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول، "لقد تقلص بحر آرال، الذي كان في السابق رابع أكبر بحر داخلي، بسبب أنظمة الري السوفيتية والمواد الكيميائية التي تم ضخها في الماء، حيث جفت مياهه تماماً وماتت أسماكه، ومن حينها تحول إلى مزاراً سياحياً يقصده الزوار دون انتباههم إلى ذلك المتحف الرائع على الرغم من أن أوزبكستان قد فتحت أبوابها، ورفعت القيود من التأشيرات في محاولة لجذب السياح إلى مزاراتها السياحية".
وقالت الصحيفة البريطانية، "جاء إيجور سافيتسكي، وهو كهربائي سابق وُلد لعائلة روسية ثرية، إلى هذه المنطقة في حوالي عام 1950 وبدأ في جمع المصنوعات اليدوية والمنسوجات والمجوهرات المحلية، ونظرًا لأن المكان كان بعيدًا عن موسكو، والمركز الآخر للسلطة وهو طشقند، فقد كان قادرًا على جمع مجموعة ضخمة من الفنانين المنشقين عن الحكومة، وفي النهاية أنشأ المتحف في عام 1966، حيث سمحت له المنطقة لآنها بعيدة بعرض وشراء اللوحات التي تم حظرها في السابق، حيث لم يكن لدى السلطات ببساطة فكرة عما كان عليه المتحف".
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى أن بعض هؤلاء الفنانين المنشقين تعرض للتعذيب وللقتل من جانب النظام السوفيتي، أو قضى وقتاً طويلاً في سجون ستالين، لكن ستافسكي خاطر بكل شيء من أجل هذا المتحف حيث جمع فيه أعمالاً فنية لرسامين وفنانين تعرض أغلبهم للاعتقال والسجن والمطاردة بل وأحيانا الاغتيال، كما قضى بعضهم فترات طويلة في معسكرات العمل السوفيتي، وجمع ستافسكي أعمالاً لفنانين روس وأوزبكستانيين الذين رسموا هذه اللوحات بعد ثلاثينيات القرن الماضي، عندما تم حظر جميع الأعمال التي لم تكن اشتراكية من قبل ستالين، حيث أدرك ستافسكي أنه يمكن أن ينقذ هذه الأعمال.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، "إنه من الغريب أن نسير في كنز كهذا يساوي الملايين عند تجار الفن العالميين، ومع ذلك عندما شاهد المكان تجده ميتاً أو شبه ميت، حيث لا يوجد شيء يمكن القيام به في هذه المدينة باستثناء التجول في ذلك المتحف، فلا يوجد مطاعم سوى بضعة فنادق متواضعة، لذا فإن البنية التحتية المحيطة بمعظم المعارض الفنية الناجحة غير موجودة هنا على الإطلاق"، وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى أن بعض هذه اللوحات هو سياسي صريح ومثير، فهناك لوحات تنتقد ستالين ولينين علناً، وكان مرسوم "ستالين" الصادر عام 1932 بشأن إعادة هيكلة المنظمات الأدبية والفنية، والذي وضع الفنانين تحت سيطرة الحزب الشيوعي في محاولة منه لتوحيد الأهداف السياسية والجمالية، كما أن هناك العديد من الأعمال التي قامت بها نساء وفنانات يهوديات في هذه المجموعة الضخمة.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول، " إنه في حين أن الأماكن الأخرى في أوزبكستان ليست مهمة كما يقول الجميع، ولكن تبقى مدينة نوكوس ومتحفها تجربة مميزة وغريبة، بعيداً عن تجربة الخروج لمحلات بيع الهدايا المعتادة، فهذا هو الفن الذي مات من أجله الفنانون، جمعه شخص كان شغفه هو إنقاذ عملهم، وكان يعتقد ذات يوم أنه سيتم الاعتراف بهؤلاء الفنانين وإعادة تقييمهم وتقديرهم، ويمكن لهذا المتحف الفريد البقاء على قيد الحياة، وأن يصبح مثل متاحف ومارض أبو ظبي ولاس فيجاس الفنية، وهي متاحف تدفع الأموال للحصول على الأعمال الفنية وعرضها، لتصبح عاصمة ثقافية ببساطة، لكن متحف نوكوس على خلاف ذلك تماماً، وستكون مهمة شخص ما قريبًا تشجيع الناس الذهاب إلى هناك، وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم".