الركود يضرب محلات كفر الشيخ.. وأصحابها: البيع عبر الإنترنت خرب بيوتنا

09:48 م | الثلاثاء 21 مايو 2019

تشهد أسواق ومحلات ومعارض الملابس الجاهزة والأحذية بمحافظة كفر الشيخ، ركوداً، لارتفاع الأسعار ولجوء المواطنين للشراء "أونلاين"، عبر الصفحات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وعلى الرغم من أن الشراء بهذه الطريقة قد يُسبب مشكلات كثيرة، بسبب عدم اطلاع الزبائن على الخامات، وأنهم يدفعون ثمنها بعد إيصال المندوبين السلعة المطلوبة حتى منازلهم، يشترون عبر هذه الوسائل، لانخفاض أسعارها عن المحلات التجارية.

تجار: "أونلاين خرب بيوتنا والمبيعات تراجعت بنحو 30%"

ووفقاً لتجار جملة وأصحاب محلات وبائعين، فإن مبيعات المحلات تراجعت بنحو 30% عن مثل هذه الفترة من العام الماضي، والتي من المفترض أن ترتفع المبيعات نظراً لاقتراب عيد الفطر المبارك، والذي يحرص المواطنون على شراء الملابس والأحذية للأولاد والأطفال والكبار، باعتباره من أهم المناسبات التي يقومون بالشراء فيها، وتتزامن مع موسم الصيف.

وأرجع تجار السبب إلى ارتفاع أسعار المنتجات سواء المستوردة أو محلية الصنع، بالرغم أن تلك الزيادة لا تتناسب مع نسبة ارتفاع الخامات وإيجارات المحلات وفواتير المياه والكهرباء.

وفي شارع "النبوي المهندس"، الذي يُعد من أكبر وأهم شوارع العاصمة ويتميز بكونه مليء لمحلات الملابس الجاهزة والأحذية والشنط، انخفضت مبيعات المحال التجارية الخاصة بالملابس والأحذية، وقالت حنان أحمد، بائعة في أحد المحلات، إن نسبة المبيعات تراجعت بشكل كبير هذا العام رغم التخفيضات التي يلجأ إليها أصحاب المحال في ظل زيادة الأسعار.

وقالت إن هذه الفترة من كل عام كانت تشهد رواجاً في البيع بسبب العيد وموسم الصيف، مضيفة أن أغلب المواطنين أصبحوا يلجؤون للشراء "اأونلاين"، وعتبرته "خراب بيوت على أصحاب المحلات"، بسبب قيام بعض الفتيات بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والبيع من خلالها بأسعار منافسة وجودة أقل، لكن ينبهر الزبائن بصور الملابس والأحذية التي توضع عبر صفحات الإنترنت، دون التأكد من الجودة.

وفي شارع الخليفة المأمون الذي يُعد من أكبر الشوارع أيضاً، قال محمد عادل، أحد تجار الجملة، إن المبيعات تشهد تراجعاً كبيراً وأن شريحة كبيرة من الأسر المصرية، أصبحت تُفضل الشراء من الأسواق الشعبية، بدلاً من الشراء في المحلات، رغم سوء الجودة، بسبب ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن أصحاب المصانع يواجهون أيضاً مشاكل كبيرة أهمها انخفاض الطلب، فبعدما كنا نطلب كميات كبيرة من الملابس والأحذية، أصبحنا نطلب كميات أقل بسبب أنخفاض المبيعات.

مروة الوكيل، صاحبة ملابس توكيل ملابس مستوردة بكفر الشيخ، تقول إن شريحة كبيرة من أبناء المحافظة، انصرفت عن شراء الملابس المستوردة بسبب ارتفاع أسعارها، وثبات مرتبات الموظفين، موضحة أن أصحاب المحلات أصبحوا ملتزمين بإضافة هامش ربح بسيط في ظل حالة الركود، رغم ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والإيجارات.

وقالت إن أصحاب "جروبات" وصفحات فيس بوك، الذين يلجأون للتسويق الإلكتروني عبرها، يوهمون المواطنين أن منتجاتهم أصلية وهذا غير حقيقي، ولا يوجد لديهم سياسة إرجاع أو استبدال المنتجات، رغم أنه حق أصيل للمواطن وطبقاً لقوانين حمالية المستهلك، لأن كل مايربطهم بهؤلاء هي صفحة أو مجموعة عبر "فيس بوك"، ومندوب يقوم بتسليمهم المنتج واستلام الأموال بعد إضافة مصروفات شحن توصيل للمنازل.

وأعرب عبد السلام أحمد، صاحب محل أحذية، عن أمله في أن تنتعش حركة البيع حتى يستطيعوا مواجهة أعباء الحياة والإنفاق على أسرهم، مؤكداً أنهم أصبحوا لايتمكنون من الوفاء بتطلبات منازلهم، ولجأوا لتخفيض أعداد العمالة في المحلات الخاصة بهم بسبب تردي الأوضاع وانخفاض المبيعات، قائلاً "كنا في شهر رمضان والمناسبات ربنا بيراضينا، وبنقدر نعوض حالة الركود طوال العام، لكن السنة دي صعبة، والمبيعات انخفضت 30%، بقينا نحصل مرتبات العمالة بصعوبة، وهامش ربح لا يُذكر بعد دفع الإيجارات وفواتير المياه والكهرباء".

الغرفة التجارية: البيع عبر الإنترنت منافسة غير شريفة مع المحال

من جانبه، قال أحمد عبدالفتاح نصر الدين، عضو الغرفة التجارية بالمحافظة، إن كلام التجار وأصحاب المحال التجارية صحيح بنسبة 100%، وأن البيع عن طريق الإنترنت مثله مثل المحلات غير المرخصة، ليس عليها أي التزامات أو تكاليف والمنافسة غير شريفة، بينها وأصحاب المحلات الذين لديهم سجلات تجارية ويدفعون ضرائب وإيجارات وفواتير مختلفة، وأن المحلات بالفعل تشهد ركوداً غير عادي بسبب ارتفاع الأسعار وثبات الدخول، والمواطنون يرغبون في شراء كل شيء لكنهم يعجزون أمام ثبات الدخول، ولابد من تفعيل الشعب المختلفة داخل الغرف التجارية، وأن يقوم جهاز حماية المستهلك بتتبع وغلق هذه الصفحات والمجموعات.