باحث عن طلب "الجولاني" دعم ميليشيات تركيا: محاولة لتوحيد المسلحين

كتب: إيمان هلب

باحث عن طلب "الجولاني" دعم ميليشيات تركيا: محاولة لتوحيد المسلحين

باحث عن طلب "الجولاني" دعم ميليشيات تركيا: محاولة لتوحيد المسلحين

اعتبر محللون سياسيون، أن دعوة القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) أبو محمد الجولاني، في لقاء مُصور، كلا من (الفصائل السورية الموالية لأنقرة) إلى فتح جبهات قتال مع قوات النظام، و(السكان) إلى حفر ملاجئ بدلا من النزوح من المنطقة هربا من قصف النظام، تعد محاولة لتوحيد الفصائل المقاتلة في سوريا، تحت مظلة واحدة، في مواجهة ضربات القوات الروسية والسورية.

وقال الجولاني، خلال اللقاء، الذي نشرته الهيئة على تطبيق "تليجرام"، أمس الجمعة، وهو الثالث في أسبوع، إن "بعض الفصائل الموجودة في درع الفرات والمنطقة هناك، بإمكانهم أن يخففوا علينا ويفتحوا جبهة على حلب مثلاً".

وأضاف: "لديهم محاور مع النظام، وتشتيت العدو وفتح أكثر من محور يصب في صالحنا"، معتبرا أن قوات النظام تهدف من خلال عملها العسكري إلى "تهجير" السكان.

وتسيطر الفصائل الموالية لأنقرة، المعروفة بـ"درع الفرات"، على منطقة في ريف حلب الشمالي تمتد من طرابلس في الريف الشمالي الشرقي إلى عفرين في الريف الشمالي الغربي.

ويضم هذا التحالف فصائل مثل "الجبهة الشامية" و"فيلق الشام"، ومنها من قاتل قوات النظام في السابق، إلا أن عملها العسكري تركز خلال العامين الماضيين على قتال تنظيم داعش الإرهابي والمقاتلين الأكراد بدعم مباشر من القوات التركية التي تنتشر اليوم إلى جانبها في شمال حلب.

وتسيطر هيئة تحرير الشام، مع فصائل مقاتلة أقل نفوذا، على "إدلب، وأرياف حلب الغربي، وحماة الشمالي، واللاذقية الشمالي الشرقي".

ومن جهته، قال الباحث في العلاقات الدولية بالمركز العربي للبحوث والدراسات مصطفى صلاح، لـ"الوطن"، إن خروج "الجولاني" في هذا التوقيت يمثل رد فعل على الهجمات التي تشنها القوات الروسية والسورية على منطقة إدلب، مخالفة لبنود الاتفاق الروسي التركي الخاص بوقف حدة التصعيد في تلك المنطقة.

وأضاف: "هذه الهجمات تعد خطوة تمهيداً للتدخل الروسي والسوري في إدلب، وهو ما قد يدفع تركيا للتدخل ودعم قوات تلك الفصائل المسلحة في الخفاء"، لافتاً إلى أن إلى أن تلك الفصائل المسلحة تعد "العائق الوحيد"، على حد قوله، الذي يقف أمام الجهود الدولية والإقليمية الخاصة بإعادة الإعمار في سوريا وحل الأزمة السورية.

وأكد "صلاح" أن دعوة الجولاني للفصائل السورية الموالية لأنقرة لفتح جبهات قتال مع قوات النظام، هي محاولة منه لاستمالة باقي الفصائل المسلحة وتوحيدها في وجه القوات السورية والروسية، لزيادة قوتهم، نظرا لضعف موقف تلك الفصائل في إدلب، ومحاولة للخروج من الهزيمة، واستعادة الصورة الجهادية المتعارف عليها لرؤساء المنظمات الإرهابية السابقة، مثل بن لادن أو غيره من أئمة التطرف في المنظمات الكبرى.

ويتعرض ريف إدلب الجنوبي مع ريف حماة الشمالي، إلى قصف جوي سوري وروسي كثيف منذ نهاية أبريل، رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي- تركي تم التوصل إليه في سوتشي العام الماضي، ونَصَّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل.

ونجح اتفاق سوتشي، بعد إقراره، في إرساء هدوء نسبي في إدلب ومحيطها، إلا أن قوات النظام صعّدت، منذ فبراير، وتيرة قصفها، قبل أن تنضم الطائرات الروسية لها لاحقاً.

ودفع التصعيد الأخير، أكثر من 180 ألف شخص إلى النزوح، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ومنذ نهاية أبريل 2019، بلغت حصيلة القتلى المدنيين جراء القصف، أكثر من 150 قتيلا، بينهم نحو 30 طفلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.


مواضيع متعلقة