"سيل ماء عذب" خرج من صفح جبل شرب منه الإغريق وبدو سيناء.. عين القديرات

"سيل ماء عذب" خرج من صفح جبل شرب منه الإغريق وبدو سيناء.. عين القديرات
تقع قرية القسيمة على الحدود مع الأراضي المحتلة بوسط سيناء، وتعتبر من القرى والأماكن المهمة بمناطق الوسط لموقعها الجغرافي المتميز، علاوة على ذلك أن نطاقها عين القديرات، التي تعود إلى إحدى قبائل القديرات بوسط سيناء، وعين القديرات كما يقول أهل المكان عين ماء خرجت من وسط الجبال بشكل جمالي رباني بمياه عذبة يستخدمها العدد المحدود من الأهالي في الزراعة في ذاك المكان، بالإضافة إلى ورود أهالى الأودية والقرى القريبة للحصول على المياه بما فيها أهالي سفح جبل الحلال الشرقي.
وعلى ضفاف القديرات مرت أقدم الحضارات ومن مائها شربت جيوش عديدة طافت سيناء، إما غازية أو مندحرة وفاتحة، خلال فترة تعاقب الحكم على المنطقة التي كانت ممرات الجيوش.
بداية القديرات منبع مائي صغير خرج من صفح جبل مرتفع ثم مع مرور الزمن وجرف السيول للتربة، واصر الماء لأن يخرج إلى السهول والوديان، فخرج المنبع المائي الموجود إلى يومنا هذا.
ومن عظم البناء والفن المعماري القديم توجد بجوار العين قلعة وحول القلعة بني سور حجري على مساحة واسعة فوق المرتفعات الجبلية المحيطة بالقلعة والوادي وعين المياه الموجودة في المكان إلى الآن، بحسب أهالي المكان.
أهم الروايات التي يتناقلها أهل المكان من أبناء قبيلة التياها والقديرات والترابين، أن الإغريق هم أول من أنشأ قلعة العين، ويؤكد ذالك حجارة القلعة العظيمة وطريقة بنائها التي تعود إلى الحقبة الإغريقية، بحسب النقوش الأثرية على المكان.
وقال أبناء القبائل البدو الذين توارثوا شهاداتهم على العصر، إن خبراء يهود كانوا يسرقون آثارا كانت موجودة في المنطقة، حيث كان الخبراء اليهود الذين يزورون المكان وقت احتلال سيناء وقبل التحرير، وأن هذه القلعة تعود إلى عصر "هيلينا" أي الإغريق وتعاقبت العصور ومرت الأزمنة، وأكدت الروايات التي تتناقلها القبائل البدوية في صحراء سيناء، أن جيوش صلاح الدين كانت توفر الحماية لطريق الحاج القادمين من فلسطين باتجاه العريش والشيخ زويد ورفح ومناطق الوسط من سيناء، فوجدوا فيها مصدر وفير للمياه.
وأضافت الروايات القديمة، أن جيش صلاح الدين الأيوبي رمم القلعة وعدل مجرى عين المياه، وحصن القلعة بسور عظيم، وكانت القلعة أهم حصون جيش صلاح الدين الأيوبي في تلك المنطقة المهمة بالقرب من حدود مصر بفلسطين.
وبعد حقبة جيش صلاح الدين الأيوبي جاء العثمانيون منذ مئات السنين واهتموا أيضا بترميم القلعة وإعادة بناءها وتحصينها، فكان العثمانيون آخر من استوطن القلعة بحسب الروايات المتناقلة من الأجداد من أبناء القبائل الرحل.
ومن آثار العثمانين في المكان، التي تدل على وجودهم هي أشجار الصنوبر التي جلبوها من مرتفعات الأناضول، ومازالات خضراء يانعة والخزان الكبير مازال صالح للاستخدام حتى الآن، و يتقاسم المزارعون من قبيلة القديرات في وادي العين حصصهم من المياه في زراعة الزيتون.
وفي العين، 4 خطوط لنقل المياه، أولها خط حجري أو قناة مائية، ربما كانت تنقل المياه إلى القلعة، وثانيها خط أنابيب من الحديد الزهر بسمك 8 بوصات ينقل المياه من العين إلى أبعد من حدود القلعة بكثير بل ربما تعدى وسائل النقل الحديثه للمياه مسافة تجاوزت 40 كيلومترا.
وثالثها خط مواسير مصنوعة من القرميد بسمك 6 بوصات شيدها الإنجليز كما هو مدون عليها، وتجاوزت أيضا حدود القلعة، ولا يعرف إلى أين انتهت لكنها لم تبتعد كثيرا على الأرجح لأن آثارها انتهت داخل وادي العين، وخربت لعدم وجود اهتمام بها، أما الخط الرابع أنشأته الحكومة المصرية في عهد قريب، كما يقول أهل المكان، وهو من مواسير الحديد بسمك 4 بوصات ويمتد حتى قرية القسيمة بطول 5 كيلومترات تقريبا وكثيرا ما تحدث فيه أعطال وتعاد مرة أخرى للعمل.