مشخصاتية مصر| حسن حسني.. "تميمة" الشاشات وتلميذ "وهبي ومدبولي"

كتب: رامي مصطفى

مشخصاتية مصر| حسن حسني.. "تميمة" الشاشات وتلميذ "وهبي ومدبولي"

مشخصاتية مصر| حسن حسني.. "تميمة" الشاشات وتلميذ "وهبي ومدبولي"

لم يكن بطلًا لأعمال رائجة ولا نجم شباك، أو تصدرت صوره أفيش الأفلام الناجحة، إلا أنه عرف في الوسط الفني بـ "البركة".. و"تميمة" نجاح عشرات الأعمال، لإتقانه أدواره أيا كان حجمها وطبيعتها، واستقراره في قلوب الملايين.

الفنان حسن حسني، ولد عام 1931، وعرف التمثيل تلميذا بمسرح المدرسة الإبتدائية، ولم يتركه طوال عمره.مع الألفية الثانية، أصبح كالملح الذي لا يخلو منه الطعام، شارك في أغلب الأعمال الناجحة.. عبود على الحدود، الناظر، صعيدي رايح جاي، جواز بقرار جمهوري، أفريكانو، اللمبي، ميدو مشاكل، وغيرها عشرات.

لم ينكر أنه اضطر للمشاركة في أعمال "ضعيفة" ندم عليها، مقرا في برنامج تليفزيوني: كنت بشارك فيها عشان الفلوس، ببقى من غير شغل لفترة وأنا مابحبش قعدة البيت، بيجيلك سيناريو ضعيف فترفضه والتاني نفس الكلام فترفضه، يجيلك التالت وتكون فلست خلاص، فتضطر تقبله رغم إنه أوحش من الأول والتاني".

علاقة "حسني" بالمسرح متميزة عن الشاشتين الذهبية والفضية، فمن مسرح المدرسة ثم الجامعة إلى فرقة المسرح العسكري، مجندا في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي، مشاركا في مسرحيات تدخل البهجة لقلوب الضباط والجنود، في ثكناتهم، وأسرهم أحيانا على خشبات نوادي القوات المسلحة.

أحزنه وقتها عدم وصوله لشريحة أكبر من الجماهير، حتى ألغي المسرح تمامًا بعد نكسة 1967، لينتقل إلى مسرح الحكيم الذي شهد خطواته الأولى، فقدم عليه مسرحيات عديدة منها "عرابي" إخراج نبيل الألفي، و"المركب اللي تودي" إخراج نور الدمرداش، ومسرحيات اخرى حققت صدى طيبا لدى جمهور كان يتذوق وقتها الفن الرفيع، وفق تعبيره.

يقول "حسني" عن حبه للمسرح: "ساعات كنت ببقى رايح المسرح بعربيتي وبتمنى أروح ألاقي المسرح ولع عشان ممثلش لأني بكون تعبان ومش قادر أشتغل، لكن بمجرد ما بدخل المسرح وأشوف الجمهور بحس إني اتولدت من جديد، وجودك في المسرح بيديك طاقة عظيمة"، واصفًا إياه بأنه "حياته".

ويتذكر هنا تلمذته مع فرقة عميد المسرح العربي "يوسف بك وهبي"، في آخر أيامه: "كان عنده رعشة في ايده وبيعرج برجله اليسرى لتقدمه في السن، لكنه بمجرد ما يدخل المسرح ويشوف الجمهور بيتحول لغول".

موقف آخر طريف يستعيده "التميمة" مع أساتذته: "كنت في فرقة عبد المنعم مدبولي المسرحية، ورايحين الأردن هنقدم رواية هناك، واتعزمنا على أكلة اسمها المنسف، ودي تقيلة جدا وبتحتاج تنام بعدها 5 أو 6 ساعات".

ويتابع: "كلتها من هنا ولاقيت الأستاذ مدبولي بيقولي يالا عشان نروح المسرح، قولتله مسرح إيه أنا هأنام، انت دماغك ماتقلتش؟"، يستدرك: "خوفت منه وروحت المسرح، وكان عرض جميل، لكن قبل ما أخش المسرح كنت بتمنى أموت عشان مامثلش".