خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات: الدولة تغير سياستها تجاه الأزمات من رد الفعل إلى التخطيط

خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات: الدولة تغير سياستها تجاه الأزمات من رد الفعل إلى التخطيط
- العشوائيات
- سكان الريف
- قانون الإصلاح الزراعى
- المناطق العشوائية
- تطوير العشوائيات
- خالد صديق
- العشوائيات
- سكان الريف
- قانون الإصلاح الزراعى
- المناطق العشوائية
- تطوير العشوائيات
- خالد صديق
يرجع تاريخ بداية تكوين العشوائيات إلى خمسينات القرن الماضى بعدما هجر الكثيرون من سكان الريف أراضيهم التى تفتتت وتحولت لملكيات صغيرة غير منتظمة بعد إصدار قانون الإصلاح الزراعى، واتجهوا للهجرة الداخلية إلى الحضر، وهو ما أسفر عنه ظهور المناطق العشوائية التى استوعبت الملايين من القادمين إلى العاصمة.
ووصلت مشاكل العشوائيات لذروتها عند انهيار صخرة الدويقة، حيث قامت الدولة بإنشاء صندوق تطوير العشوائيات فى عام 2008، وبمرور أكثر من 10 سنوات على عمله نستطيع أن نقول الدولة غيرت منهجيتها فى التعامل مع الأزمات من ردود الأفعال إلى سياسة التحوّط والتخطيط، حيث تضاعفت مصروفات الصندوق منذ 2014 وحتى 2018 لتصل إلى 14 مليار جنيه، مقارنة بـ652 مليون جنيه خلال الفترة من 2008 وحتى 2014، لتضخ هذه الأموال فى مشروعات تجنباً لحدوث كوارث.
من هذه النقطة بدأ المهندس خالد صديق، رئيس صندوق تطوير العشوائيات، حواره مع «الوطن الاقتصادى» لتحليل واحد من أبرز الملفات فى المجتمع المصرى «تطوير العشوائيات».
قال «صديق» إن الصندوق يقوم بتصنيف المناطق العشوائية فى مصر وفقاً لاشتراطات التخطيط والنظام التى تكفل أبسط مقومات الحياة الكريمة للمواطن، حيث تندرج المناطق تحت تصنيف العشوائية إذا كانت غير آمنة، وغير مرخصة، وغير مخططة. وأشار إلى أن الرئيس السيسى قد كلف الصندوق بالانتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة التى وصلت إلى 351 منطقة بإجمالى 220 ألف وحدة سكنية بنهاية العام الجارى، فضلاً عن تنفيذ استراتيجية التمكين والتطوير لنحو 77 منطقة جميعها ملكيات خاصة من خلالها إعداد مخططات واشتراطات للمناطق واستخراج تصاريح الهدم وإعادة البناء لتمكين السكان من التطوير، حفاظاً على الملكية الخاصة.
القيادة السياسية تخصص 15 مليار جنيه لتمويل ميزانية الصندوق.. والانتهاء من تطوير مثلث ماسبيرو بنهاية 2021
أما عن المناطق غير المخططة، أوضح «صديق» أن الصندوق يواجه مشكلة زيادة الكثافة السكانية على الفدان الواحد التى تصل إلى 900 فرد، مقارنة بالوضع الطبيعى 200 فرد للفدان الواحد، ما يعيق وصول الخدمات لمثل هذا التعداد، مثل مثلث ماسبيرو الذى من المقرر أن يتم الانتهاء من تطويره بنهاية 2021. وأشار إلى أنه من المقرر تطوير المدن غير المخططة بنحو 350 مليار جنيه، حيث إنها تستحوذ على 40% من إجمالى مستوى المسطح العمرانى من المدن والمراكز، منوهاً بأنه جارٍ البدء فى تطوير 52 منطقة غير مخططة لخدمة حوالى 409 آلاف أسرة بتكلفة 900 مليون جنيه، متوقعاً القضاء على هذه المناطق نهائياً بحلول 2030.
وكشف «صديق» أن خطة الصندوق تشمل أيضاً تطوير الأسواق العشوائية التى تصل إلى 1105 أسواق عشوائية فى مصر، مشيراً إلى أنه يجرى حالياً دراسة هذه الأسواق فى كافة المحافظات من خلال مركز المعلومات التابع للصندوق، منوهاً بأنه تم تطوير 23 سوقاً عشوائية فى 9 محافظات، وجارٍ تنفيذ 26 سوقاً فى 10 محافظات خلال الشهور المقبلة، بالإضافة إلى إعداد خطط تنفيذية لتطوير 24 سوقاً أخرى. وأشاد بدعم القيادة السياسية التى خصصت 15 مليار جنيه ميزانية للصندوق من خلال الموازنة العامة للدولة وفائض هيئة المجتمعات العمرانية، مستهدفين وصولها إلى 24 مليار خلال الفترة المقبلة، فضلاً تمويل احتياجات الصندوق من خلال منح البنك الأفريقى بقيمة 560 ألف دولار، ومنحة بـ26 مليون يورو من التعاون الدولى الألمانى، والتى استهدفت المناطق غير المخططة فى القاهرة الكبرى، كما يستثمر الصندوق فى إنشاء وحدات تجارية بالمناطق التى يتم تطويرها، ثم بيعها والاستفادة من دخلها فى مشاريع أخرى.
6 محافظات خالية من العشوائيات بنهاية 2019 أبرزها السويس والمنوفية
وذكر أن الصندوق قام بتطوير عدد من المناطق تشمل المراحل الثلاث لحى «الأسمرات»، بإجمالى تكلفة 4 مليارات جنيه على مساحة 40 فداناً بما تشمله من خدمات ومناطق صناعية لتوفير فرص العمل، فضلاً عن الانتهاء من مشروع «المحروسة 1و2» الذى سيوفر 4913 وحدة سكنية على مساحة 52 فداناً بإجمالى تكلفة 640 مليون جنيه، كما تم تطوير 8 آلاف وحدة سكنية بمحافظة بورسعيد بتكلفة 1.250 مليار جنيه، بجانب الانتهاء من مشروعات البحر الأحمر وسفاجا والقصير ورأس غارب، ونحو ألفى وحدة فى حلايب وشلاتين بتكلفة تجاوزت المليار جنيه، وفى الصعيد تم إنشاء 207 وحدات سكنية بمنطقة الصحابى غير الآمنة فى أسوان، فضلاً عن الانتهاء من مشروع تطوير منطقة عشش محفوظ بالمنيا الذى يوفر نحو 772 وحدة سكنية و89 وحدة تجارية.
وتابع: «من المقرر افتتاح بعض المناطق التى تم الانتهاء منها، مثل روضة السيدة، وحى الأسمرات 3، والمحروسة 2، وبشاير الخير3، ومشروع حظائر أبوعوف، ومشروع الرويسات، بالإضافة إلى 4 مشروعات فى البحر الأحمر، منها منطقة زرزارة، ليتمكن الصندوق بذلك من تحقيق مستهدفاته بنقل أكثر من 64 ألف أسرة إلى مساكن آمنة بنهاية عام 2019». وأوضح أنه بعد نجاح تجربة بورسعيد كأول محافظة خالية من العشوائيات، يعتزم الصندوق الإعلان عن المزيد من المحافظات بعد إخلائها من العشوائيات قبل نهاية العام الجارى، وتشمل البحر الأحمر، والسويس، والفيوم، والمنوفية، والوادى الجديد، وأسوان، لافتاً إلى أن إجمالى عدد الوحدات السكنية المستهدف تنفيذها لسكان هذه المحافظات يبلغ حوالى 215 ألف وحدة سكنية.