صوت من السماء.. «النقشبندى».. المبتهل العظيم

كتب: صالح رمضان

صوت من السماء.. «النقشبندى».. المبتهل العظيم

صوت من السماء.. «النقشبندى».. المبتهل العظيم

بين موالد أبوالحجاج الأقصرى وعبدالرحيم القنائى جنوباً، والسيد البدوى وإبراهيم الدسوقى شمالاً، تعلم النقشبندى المحبة، فمنحته صوتاً ملائكياً ما زال حاضراً فى عقول وقلوب المصريين، بعد مرور قرابة الـ43 سنة على وفاته، تاركاً خلفه تراثاً من الابتهالات الدينية تزيد على 40 ابتهالاً، أشهرها «جل الإله»، و«أقول أُمتى»، و«أى سلوى»، و«أنت فى عين قلبى»، و«يا رب دموعنا»، و«حشودنا تدعوك»، و«بدر الكبرى»، و«ربنا»، و«ليلة القدر»، و«أيها الساهر»، و«سبحانك يا رب»، و«رسولك المختار»، و«مولاى»، و«يا رب إن عظمت ذنوبى».

فى قرية دميرة التابعة لمركز طلخا بالدقهلية، ولد النقشبندى لعائلة تنتمى لطريقة صوفية تحمل اسمها، هى الطريقة النقشبندية، فنشأ الطفل فى منزل تظلله الروحانيات، لا تنقطع عنه الحضرات الصوفية ليلاً، ولا ينقطع عنه القرآن نهاراً، فختم سوره فى الثامنة من عمره، وعندها شجعه الأب المتصوف على الإنشاد الدينى، وحفظ أشعار الأئمة والمتصوفة الكبار، ما منحه مصدراً لا ينفد من المحبة.

وأكمل النقشبندى حياته متنقلاً بين العديد من البلدان، ليحصل من كل واحدة على مشرب مختلف للإنشاد، وكانت البداية عندما انتقل ليعيش مع والدته فى مدينة طهطا بسوهاج، ثم اختار أن يقيم فى كفر الشيخ بعد زواجه، ومنها ذاع صيته، وعرفت ابتهالاته طريقها إلى الإذاعة المصرية، وتجاوزت شهرته حدود مصر إلى الدول العربية، خاصة سوريا، حيث سجل الابتهال الأول، كما حل ضيفاً شخصياً على ملك السعودية.

لم يطل المقام بالنقشبندى فى كفر الشيخ، ففى إحدى الليالى ناداه السيد البدوى فى المنام، طالباً منه الانتقال ليقيم فى جواره، فلم يكذب خبراً، وانتقل ليسكن فى بيت يواجه مسجد القطب الصوفى الكبير بمدينة طنطا، ولم يترك رفقة البدوى حتى وفاته فى 14 فبراير 1976، حيث أوصى بأن يدفن بجوار والدته فى مقابر الأسرة بالبساتين.


مواضيع متعلقة