بعد العقوبات على إيران.. الاتفاق النووي مع القوى الكبرى في مهب الريح

كتب: بهاء الدين عياد

بعد العقوبات على إيران.. الاتفاق النووي مع القوى الكبرى في مهب الريح

بعد العقوبات على إيران.. الاتفاق النووي مع القوى الكبرى في مهب الريح

وضعت طهران نفسها مجددا في مرمى نيران العقوبات، ليس فقط الأمريكية المنفردة ولكن أيضا الأوروبية، بعد إعلانها أمس الانسحاب الجزئي من الاتفاق النووي الموقع مع القوى الكبرى، في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الضغوط الأمريكية ضد إيران لخنقها اقتصاديا وإقليميا، حيث جاء القرار الإيراني بالتزامن مع مرور عام على انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي، وغداة الزيارة المفاجأة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بغداد لمواجهة النفوذ الإيراني الذي بات محاطا بحاملات الطائرات والسفن الحربية، التي رست مؤخرا في الخليج.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن رسائله لمجموعة (4+1) في الاتفاق النووي توضح الخطوات الجديدة في إطار الاتفاق وليس الخروج منه. واتهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع ايران بـ"عدم الوفاء بأي من التزاماتها"، بعد انسحاب واشنطن من هذا الاتفاق العام الماضي.

وشدد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، على ضرورة عدم منحها الفرصة لإفشاله.

وأكد لافروف، أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي خرق لقرار مجلس الأمن وسيؤدي إلى توترات بالمنطقة.

وقال رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، إن قرار إيران بخصوص الاتفاق النووي يعد احتجاجا دبلوماسيا.

وبدوره، قال شتيفن سايبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن برلين تريد الحفاظ على الاتفاق، مضيفا: "نحن كأوروبيين، كألمان، سنقوم بدورنا ونتوقع تطبيقا كاملا من إيران أيضا". 

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عباس ناجي، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن الانسحاب الجزئي الذي أعلنته ايران من الاتفاق النووي سيؤثر بطبيعة الحال على الاتفاق النووي برمته، حيث لن تفي ايران بتعهداتها بتقليص اليورانيوم والمياه الثقيلة، ولن تبيع الفائض منه، بل ستحتفظ به، ما يعني رفع ما تمتلكه من اليورانيوم والماء الثقيل، مما يمهد لعودتها مجددا لمعدلات أعلى من التخصيب وتحقيق ما يلزمها لإعادة تشغيل المفاعل الذي اتفقت ايران على ايقافه في 2013.

خبير: خروج إيران من معاهدة منع الانتشار النووي وارد

وأعتبر ناجي أن إيران من الممكن أن تتوقف عن الالتزام بالاتفاق كليا، أو حتى الخروج من معاهدة منع الانتشار النووي، لافتا إلى أن مع تصاعد حدة العقوبات الأمريكية والدولية، ستجد إيران نفسها ليس لديها المزيد لتخسره، حيث سيؤدي هذا المسار إلى نسف الاتفاق النووي من الأساس، وهو ما تريده الولايات المتحدة، لإعادة التفاوض من جديد، مؤكدا أن المزيد من الإجراءات العقابية سيعني نسف الاتفاق والتفاوض مجددا.

وتوقع الخبير في الشؤون الايرانية، أن يحدث تفاوض مبكر غير معلن بوساطة روسية، وسيما في ضوء اللقاء المرتقب بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، والذي يأتي في اعقاب المؤتمر الصحفي المشترك لمحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، مؤكدا ان الولايات المتحدة لم تترك مساحة لأي عقوبات جديدة.

ويزور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لندن اليوم في مهمة حساسة لإقناع الحليف الأوروبي الكبير لواشنطن بدعم الموقف الأمريكي المتشدد حيال إيران والصين، ووصل إلى لندن بعد أن ألغى زيارة إلى ألمانيا، حيث قام بدلا منها بزيارة غير معلنة للعراق.

وقال بومبيو إن تغيير خططه سببه النوايا الإيرانية لشن اعتداءات "وشيكة" على أهداف أمريكية في الشرق الاوسط، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم السماح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، ووصف بريان هوك الممثل الخاص لشئون إيران بالخارجية الأمريكية، النظام الإيراني بأنه عبارة عن "مافيا فاسدة" تنشر الإرهاب وتقمع شعبها.

 


مواضيع متعلقة