السودان والجزائر يحددان مصيره.. "جارديان" تبحث مستقبل داعش بعد الهزيمة

السودان والجزائر يحددان مصيره.. "جارديان" تبحث مستقبل داعش بعد الهزيمة
سلّطت صحيفة "جارديان" البريطانية في تقرير عنها اليوم، الضوء على هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، مشيرة إلى أنّه على الرغم من تلك الهزيمة، فإنّ لديه خطة جديدة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنّ زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، أوضح في الفيديو الذي ظهر فيه، أنّ التنظيم سيكثف استراتيجيته الدولية، مشيرة إلى أنّ ثورات الجزائر والسودان ستكون حاسمة لمستقبل التنظيم الإرهابي.
وزادت "جارديان": "ظهور البغدادي في مقطع الفيديو المسجل، يبيّن أنّه ليس الخليفة الذي كان يرشد أتباعه من على المنابر، وإنّما مجرم هارب ومطارد من دول العالم، المحللون السياسيون سارعوا إلى ربط هذا المشهد بفيديو القيادي البارز في تنظيم القاعدة أبومصعب الزرقاوي قبل أسابيع قليلة من مقتله، إذ ظهر جالسًا على وسائد على الأرض في غرفة بلا نوافذ مع أضواء نيون شاحبة، وممسكا بسلاح في يده".
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنّ "البغدادي يعيش في فقاعة أمنية صغيرة، مليئة بأتباعه والموالين له، فهو يشبه الحيوان الهارب في بيئة معادية، ويعيش في خوف دائم من أنّ يأخذ شخص ما المبادرة ويبلغ عنه ويستلم مكافأة قدرها 25 مليون دولار (19 مليون جنيه إسترليني) وعدت بها الولايات المتحدة للقبض عليه، إذ يستهلك الكثير من وقته وطاقته وموارده للتأكد من سلامته الشخصية، كما أنّ بث آخر مقطع فيديو له، وحتى لو كان يوفر معلومات ضئيلة حول مكان وجوده، أو هوية من حوله، إلا أنّ ذلك يمثل خطرًا اضطر إلى تحمله".
وتابعت الصحيفة: "البغدادي كان في أمس الحاجة إلى تعبئة قواته، بالنظر إلى أنّ استراتيجية داعش العسكرية الشاملة تخالف أجزاء كبيرة من استراتيجيات الحركات الجهادية، وإذا كان الفيديو التسجيلي الأول للبغدادي قدمه على أنّه واعظ ومرشد لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، فإنّ آخر فيديو تسجيلي له ليس سوى دليل على وجوده على قيد الحياة فقط، كما لو كأنّه هو الذي أصبح رهينة التنظيم الذي أسسه، لكن فيما عدا ذلك، فإنّ الفيلم مهم وله قيمة من حيث أنّه يوفر أدلة أخرى".
واستطردت "جارديان" أنّ الهجمات الإرهابية التي وقعت الشهر الماضي في سريلانكا، رغم ادعاء "داعش" مسؤوليته عنها، إلا أنّ التنظيم لم يخطط لها وينفذها بشكل مباشر، ولكنها مجرد هجمات ارتكبت ببساطة باسمه، مع وجود رابطة فضفاضة لقيادته المركزية، فهل كان البغدادي قد سجل هذا الفيديو في الفترة من 10 إلى 19 أبريل، وفقًا لتقديرات أجهزة الاستخبارات؟ وإذا كان قد علم أو حتى تصور أنّ تنظيمه سينجح في ارتكاب هذه الهجمات في الـ21 من أبريل، فربما تم ذكر سريلانكا فقط في مقطع صوتي تمت إضافته بعد تسجيل الفيديو".
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إلى أنّه رغم وجود ما يؤكد الخسارة الواضحة لقدرة التنظيم على التخطيط لهجمات كبرى وقيادتها وتنفيذها، إلا أنّه للأسف لا تزال قدرته على التحريض لارتكاب الهجمات الإرهابية وتوفير التوجيه والتمويل والتكنولوجيا قائمة، مضيفة: "المفارقة في هزيمة داعش، هي أنّه مع انهياره لم يتأثر تحويله إلى علامة تجارية عالمية للإرهاب، والآن وبعد أنّ فقد معظم أراضيه، حول داعش أنظاره أكثر من أي وقت مضى إلى بقية العالم".
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنّ "الفيديو التسجيلي الذي ظهر به أبوبكر البغدادي سعى إلى التأكيد على الطبيعة الدولية للنضال، والمقاتلين الأجانب الذين لقوا حتفهم في أثناء انهيار الخلافة، فلم يعد الفوز هو الهدف الأسمى للتنظيم، وفي ذلك يقول (البغدادي) في آخر فيديو له، (أمرنا الله بقيادة الجهاد، وليس للفوز)، وعلى الرغم من أنّ سقوط التنظيم، يبيّن أنّ فوز الغرب بوضوح في المعركة، إلا أننا في الواقع لم نربح الحرب بعد".
وتابعت: "تنظيم داعش لا يزال باقيا على قيد الحياة في عقول الناس، إذ أنّ إنتاجه الدعائي، الذي تضاءل بشدة بسبب الخسائر في الموصل ثم الرقة، آخذ في الارتفاع مرة أخرى، إذ بدأ أعماله الدعائية تحت شعار العملية العالمية (الانتقام للشام)، كما أنّ الاحتجاجات الأخيرة في العالم العربي، مع سقوط الأنظمة في الجزائر والسودان، ستكون حاسمة لمستقبل التنظيم الإرهابي، ومن المؤكد أنّ الحركة الإرهابية ستحاول اختطاف هذه الثورات، كما فعلت في 2011".
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها، قائلة: "من المهم الإشارة إلى أنّ الدولة الفاضلة التي بنيت عليها (داعش) أحلامها تلاشت، ولتوثيق التأثير الذي أحدثته هذه الأحلام على شعب سوريا والعراق، والذين سقط عليهم هذا المشروع الشمولي، وداعش يعرف هذا، وهذا هو السبب في أنّ مقطع الفيديو الأخير قد دعى الناس إلى مواصلة القتال في الخفاء، حيث يحتاج داعش إلى الحفاظ على بقايا الخلافة المزعومة، حتى وبعدما سقط، ويجب علينا معالجة هذا وجها لوجه، ولا يمكن أنّ يتأثر الجيل القادم، برحلة الحنين المتعصبة هذه إلى أحلام الخلافة وينتهي به المطاف في فخ داعش".