جريمة بشعة.. "محمد" يطعن والده ويحرقه طمعاً في إيراد التوك توك

10:29 م | الاثنين 06 مايو 2019

في غرفة لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار، كان يعيش "عبده"، 65 سنة، حارسا لأحد العقارات في شارع 143 المتفرع من شارع العشرين بالسلام، منذ عام مضى قادما من مسقط رأسه بإحدى محافظات الصعيد، وتقيم معه زوجته "نعيمة"، 53 سنة.

الشهر الماضي، حضر نجله "محمد" من زوجته الأولى المتوفية، للعيش معهما في ذات الغرفة، بدأ يبحث عن عمل دون جدوى، حتى اتفق مع والده على أن يشتري "توك توك" ويعمل عليه في المنطقة، وبدأت المعاناة التي انتهت بجريمة قتل بشعة.

بدأ "محمد" العمل على "التوك توك" الخاص به، بناء على اتفاق مع والده بمنحه جزءا من الإيراد اليومي، وبدأت الخلافات تدب بينهما، فلا "محمد" أوفى بوعده لوالده، والأخير كان يهدده بين حين وآخر بسحب "التوك توك" منه، ليبدأ "محمد" التفكير في كيفية التخلص من والده.

صباح يوم الخميس الماضي، كانت الساعة تُشير إلى السابعة صباحا، حان الموعد الذي حدده "محمد" لتنفيذ مخطط التخلص من والده، توجه إلى أحد أركان الغرفة حيث كانت تستخدمه زوجة والده كـ"مطبخ" لها، واستل سكينا منها، ثم ألقى نظرة على والده وزوجة والده النائمين، ثم انقضّ عليهما بالسكين ووجه لهما طعنات في أماكن متفرقة بجسديهما، حتى لفظا أنفاسهما الأخيرة، ولم يكتف بهذا، بل أشعل النيران في الغرفة الضيقة الواقعة بجوار السلم، مستخدما موقد كيروسين، حتى تصاعدت ألسنة الدخان من الغرفة.

مع بدء اشتعال النيران في الغرفة، خرج "محمد" مُسرعا إلى مدخل العقار، وبدأ في الاستغاثة بالجيران، الذين تجمعوا محاولين السيطرة على النيران دون جدوى، وأبلغ أحدهم الحماية المدنية، والتي حضرت وتمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده.

محضر الشرطة المحرر بمعرفة ضباط مباحث قسم شرطة السلام، سرد تفاصيل الواقعة وما جرى فيها، وأُحيلت للنيابة العامة التي انتقلت إلى مكان العقار.

معاينة النيابة العامة أثبتت وفاة المجني عليهما "عبده" وزوجته "نعيمة" حرقا، كما أثبتت وجود إصابات بجسديهما، ما يعني أن الموت حرقا جاء بعد الاعتداء عليهما بواسطة آلة حادة، وأفادت بوجود شبهة جنائية في الواقعة، وأمرت بتشريح الجثتين لبيان سبب وكيفية الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.

محضر التحريات الأولي، رجّح وجود شبهة جنائية في الواقعة، وتم التحفظ على "محمد" لمناقشته.. خلال التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية انهار "محمد" واعترف تفصيليا بارتكاب الحادث.

وقال "محمد" إن الخلافات دبّت بينه ووالده بسبب إيراد "التوك توك" الذي يعمل عليه، وأنه قرر التخلص منه، ومن زوجته، وأضاف أنه طعنهما بسكين، ثم أشعل النيران في الغرفة، واستغاث بالجيران خشية افتضاح أمره.

النيابة العامة بدورها باشرت التحقيق في الواقعة، واقتاد الأمن "محمد" إلى مكان الواقعة، حيث أجرت النيابة هناك معاينة تصويرية، مثّل خلالها الجريمة، واعترف تفصيليا بارتكابها، وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات.

"الوطن" انتقلت إلى مكان الحادث، حيث لاحظت أن سكان العقار، استأجروا عمالا أجروا أعمال تبييض للغرفة التي شهدت الواقعة، لإخفاء آثار الحادث، بعد انتهاء التحقيقات.

وقال "محمد خلف" حارس عقار مجاور للذي شهد الحادث، وقال إنه كان يشاهد "محمد" يستقل "التوك توك" يوميا، وأضاف أن هناك خلافات مادية وقعت بينه ووالده بسبب "الإيراد"، وعن يوم الحادث قال إنه شاهد الدخان يتصاعد من داخل غرفة المجني عليه "عبده" وأنه شارك في محاولة إخماد النيران، حتى وصلت الحماية المدنية وسيطرت عليها.