ما الحكمة من صوم رمضان؟.. مفتي الجمهورية يجيب

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

ما الحكمة من صوم رمضان؟.. مفتي الجمهورية يجيب

ما الحكمة من صوم رمضان؟.. مفتي الجمهورية يجيب

أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية في كتابه "الصوم"، عن الحكمة من مشروعية وضع الله عز وجل الركن الرابع في الإسلام، بعد تسائل العديد من المسلمون حوله.

وأوضح علام في كتابه، أن الحكمة من الصوم هي: 

1- هو وسيلة للتحلي بتقوى الله عز وجل؛ لأن النفس إذا امتنعت عن بعض المباحات الضرورية -كالطعام والشراب-؛ طمعا في مرضاة الله، وخوفا من غضبه وعقابه؛ يسهل حينئذ عليها الامتناع عن المحرمات، والتحلي بتقوى الله تعالى؛ ولذا قال تعالى "يٰٓأيها الذين ءامنوا كتب عليۡكم الصيام كما كتب على الذين من قبۡلكمۡ لعلكمۡ تتقون".

2- الصوم وسيلة للتحلي بالإخلاص؛ لأن الصائم يعلم أنه لا يطلع أحد غير الله تعالى على حقيقة صومه، وأنه إذا شاء أن يترك الصوم دون أن يشعر به أحد لفعل، فلا يمنعه عن الفطر إلا اطلاع الله تعالى عليه، ولا يحثه على الصوم إلا رضاء الله، والنفس إذا تعايشت مع هذه الرؤية صارت متحلية بالإخلاص، ويشير إلى هذا المعنى الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به".

3- الصوم وسيلة للشكر؛ لأنه بالامتناع في وقت الصوم عما أنعم الله به على الإنسان من الطعام والشراب وسائر الشهوات المباحة يتبين للإنسان مقدار تلك النعم وحاجة الإنسان إليها، ومدى المشقة التي تلحق المحروم من تلك النعم، فتتوق نفسه إلى شكر ذلك المنعم العظيم الغني الذي وهب ومنح دون مقابل أو حاجة لمقابل، ويفيض القلب بالرحمة والشفقة والعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين، ويشير إلى هذه المعاني قوله عز وجل في خاتمة ايات الصيام {ولعلكمۡ تشۡكرون}.

4- إن بني آدم يذنبون ولا يقدرون على تأديب الله لهم بالنار، فأمرهم بالصيام؛ ليذوقوا نار الجوع في الدنيا فتحرق ذنوبهم؛ لينجوا من نار الجحيم .

5- الصوم وسيلة لدفع وساوس الشيطان؛ لما فيه من تخلق النفس بالصبر على الجوع والعطش والشهوة، والحد من نهمتها وانطلاقها الغاشم في الملذات، فالنفس المنطلقة في الشهوات اللاهثة وراء الملذات ما أسهل أن تستجيب للشيطان حين يزين لها المهالك والموبقات؛ لذا كانت النفس في حاجة إلى الضبط والتنظيم في تنعمها بنعم الله تعالى، وإلى الترويض على مقاومة الشيطان، ولهذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه واله وسلم بقوله "يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"، فالمقصود من الصوم إمساك النفس عن خسيس عاداتها، وحبسها عن شهواتها، ومنعها عن مألوفاتها.

6- حكمة وجوبه شهرا، ليكون مع الستة الأيام من شوال بعدد أيام السنة؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فصيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام الأيام الستة من شوال بصيام شهرين، فجملة ذلك اثنا عشر شهرا، فلذلك كان المداوم على فعل ذلك في كل عام كأنه صام الدهر كله؛ قال صلى الله عليه واله وسلم "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر".


مواضيع متعلقة