الأسباب العلمية لاختلاف رؤية الهلال في الدول العربية

كتب: أسماء نبيل

الأسباب العلمية لاختلاف رؤية الهلال في الدول العربية

الأسباب العلمية لاختلاف رؤية الهلال في الدول العربية

تختلف بعض الدول العربية أحيانا في رؤية الهلال بداية رمضان، كما تختلف في تقدير الحساب الفلكي للشهر، ففي عام 2013 اخفقت السعودية في رؤية هلال شوال، مما ترتب عليه صوم المواطنين 28 يوما فقط،  وطالبتهم الدولة بقضاء هذا اليوم عندما اكتشفوا الخطأ، ويحدث أن نرى في بعض السنوات، إعلان عدد من الدول العربية ظهور هلال شوال في اليوم الـ29 من رمضان، في حين يتعذر بعض الدول العربية الأخرى رؤيته.

ويقول الدكتور عصام جودة، رئيس الجمعية المصرية للعلوم الفلكية وعضو الاتحاد الأوروبي لعلوم الفضاء والفلك، إن التفسير الفلكي لاختلاف رؤية الهلال ترجع لسببين: الأول، هو أن رؤية الهلال ليست واحدة في كل مكان على الأرض، مما يترتب عليه اختلاف الحساب الفلكي لظهوره،  بخاصة بين دول الشرق والغرب، وذلك بسبب الاختلاف بين خطوط الطول ودوائر العرض بين الدول، موضحا أنه كلما اتجهنا للغرب كلما كانت رؤية الهلال أوضح.

أما السبب الآخر، فيرجع لاختلاف الآراء الفقهية، فبعض الفقهاء يحددون  وفقا للرؤية البصرية، والبعض الآخر يحدد وفقا للحسابات الفلكية، التي تعد أكثر دقة وصحة من الرؤية البصرية، كما أكد رئيس الجمعية المصرية للعلوم الفلكية.

وأوضح جودة، لـ"الوطن"، أن الرؤية البصرية قد يعوقها عدة مشكلات منها الضباب والغبار وسوء الأحوال الجوية، واشتباه أجسام أخرى للهلال في السماء توحي للبعض الغير متابعين وليسوا بخبراء في الرصد الفلكي بأنه الهلال، مشيرا إلى أن الحسابات الفلكية هي الأكثر دقة والأفضل في تحديد وجود الهلال أم لا، وتبلغ دقتها نحو 99.99%، في حين تبلغ دقة الرؤية البصرية نحو 70%، وذلك لأن هناك ظروف وأوقات زمنية معينة قد تعثر الراصدين من رؤية الهلال بصريا لكنهم يعلمون أنه موجود بالحسابات الفلكية، التي لا يتجاوز الخطأ بها 1 على 1000 من الثانية الواحدة.

وأكد جودة أن هناك لجان مختصة تخرج من دار الإفتاء المصرية  لرصد الهلال في بعض الأماكن في مصر، منها مرصد حلوان ومطروح وقنا، لافتا إلى أن التلوث في القاهرة خصوصا حلوان قد يشوب الرؤية أحيانا،  بسبب وجود مرصد حلوان بين مصنعين أسمنت.

وأوضح في حديثه، أن رؤية الهلال محددة بعدة أشياء لا يتمكن من تمييزها سوى من تعمق جيدا في رصده ومتابعته عدة مرات، منها أن مكانه يكون باتجاه الغرب بعد الغروب، يظهر بارتفاع معين من زاوية معينة، يتكون على هيئة منحنى باتجاه الغرب، ليس بمقعر أو مستطيل، وله حركته المميزة الناتجة عن دوران الأرض حول نفسها.

ولفت إلى أن بعض الأشكال في الفضاء ككتل من السحب، أو جزئيات ضوء منعكسة على الغلاف الجوي أو غيرها قد توحي للكثير بأنها الهلال،  وهو كثيرا ما يتعرض له الراصدون، وهو ما يؤكد أن الأخذ بالحسابات الفلكية يكون أكثر دقة.


مواضيع متعلقة