«كرييتيف إيجيبت».. معرض إبداعات «ولاد البلد»

كتب: حسن عثمان

«كرييتيف إيجيبت».. معرض إبداعات «ولاد البلد»

«كرييتيف إيجيبت».. معرض إبداعات «ولاد البلد»

مع انطلاق فعاليات المعرض الدائم للحرف اليدوية والتراثية «كريتيف إيجيبت»، بأحد مولات القاهرة الجديدة، بعد نقله من مقره القديم بشارع أحمد عرابى فى المهندسين، تجولت «الوطن»، فى المعرض، وتحدثت مع الزائرين الذين أكدوا قدرة المنتجات المعروضة على المنافسة عالمياً، لخاماتها النادرة، وتصنيعها يدوياً بإتقان ومهارة عالية. المعرض يخدم مئات الحرفيين من كل بر مصر، حيث تُعرض العديد من المنتجات، أبرزها صناعة الكليم والسجاد اليدوى والخيامية، وأخرى مصنوعة من الفخار والخزف والرخام والألبستر وخشب السرسوع والزجاج الموزايك والمنفوخ والزجاج المعاد تدويره، فضلاً عن صناعات الجلد والشمع والفضة والنحاس ومنتجات التجميل الطبيعية.

منتجات من النوبة وسيناء.. أشكال عصرية بـ«روح التراث»

فى قلب مدينة القاهرة الجديدة، وفى أشهر مولات التسوق، يقع معرض «كريتيف إيجيبت» الذى يحمل بين طياته عبق التاريخ، وأصالة المصريين، ومهارات الإبداع، وروح التراث.

محرر «الوطن» خلال جولة داخل المعرض

بأيدٍ ماهرة، وطينة مصرية خالصة، شكلت تلك الأنامل المبدعة منتجات فى غاية الإتقان والجمال، قادرة على جذب زبائنها من كل مكان لاقتنائها، لأنها مصنوعة بإتقان وحب. تفقدت «الوطن»، معرض «كريتيف إيجيبت»، المقام على مساحة 1000 متر، مقسمة على 3 أجزاء، بواقع 600 متر لعرض المنتجات، و100 متر كمخزن، و300 متر أخرى عبارة عن مكاتب لاحتضان الشركات الصغيرة والناشئة تحت مسمى مشروع «Creative Hub»، الذى يقدم حاضنة أعمال، ويوفر الدعم اللوجيستى ودورات التدريب المهنى، إلى جانب فرص للقاء المستثمرين والخبراء فى جميع المجالات.

«سراج»: المنتجات من كل مكان فى مصر والقائمون عليها بسطاء من النجوع والقرى.. و«عبدالعال»: زائر كويتى اشترى سجادة لقصره بـ99 ألف جنيه

 

تجولنا داخل المعرض فى مول «كايرو فيستفال سيتى»، وألقينا نظرة فاحصة على المعروضات، حتى يتسنى لنا أن ننقل للقراء قدرة المصريين على الإبداع، ومهارتهم فى صنع المنتجات اليدوية، من الإسكندرية وحتى أسوان، من سيناء إلى السلوم، واستطاعت وزارة التجارة والصناعة، ممثلة فى مركز تحديث الصناعة، منح الفرصة لـ«صنايعية مصر» المهرة لإظهار إبداعاتهم للنور من خلال المعرض الذى يحوى مئات المنتجات لأكثر من 120 صانعاً، موزعين على كافة الأقاليم.

تحف من المعرض

عند لحظة دخولك للمكان، عليك الانتباه إلى سقف المعرض المطلى بـ«البمبى»، ويضفى على الجدران البيضاء المعلقة عليها منتجات مختلفة لمسات أناقة وجمال، وعلى اليمين بمدخل المعرض يوجد عدد من الأرفف المرصوص عليها قطع صغيرة ومنتجات مختلفة، خصصت كهدايا للزوار، وفى الجهة المقابلة لها وضع صندوق الدفع، بجواره مجموعة من المقاعد الخشبية المصنوعة من خشب «الأبنوس» بطريقة رائعة لجذب المارين بجوار المعرض.

إلى اليمين، قسم خاص للمنتجات المصنعة من المرمر والألباستر، وهى عبارة عن «فازة» وأباريق وكؤوس صُنعت بإتقان، ملونة بالمرمر الأبيض، وتضم عروقاً من الحجر البنى، وقديماً كان يستخدم المصريون حجر المرمر والألباستر فى صناعة أوانى الطعام، ووجدوا على جدران المعابد عبارة تقول إن حجر المرمر من أفضل أنواع الحجارة التى يتم فيها تقديم الأطعمة. يقول محمد سراج، مدير معرض «كريتيف إيجيبت»، إن حجر المرمر يتم جلبه من البر الغربى فى محافظة الأقصر، فيما يستخرج حجر الألباستر من جبال محافظة بنى سويف، ويستغرق العمل فى صناعة فازة أو زهرية ورد من المرمر أياماً طويلة، ويتم هدر كميات كبيرة من الأحجار لإنجاز قطعة واحدة، خاصة أن المرمر عبارة عن حبيبات صغيرة تشبه حبيبات الرمال أو الكريستال.

فى الجهة المقابلة قسم الفخار، ويتم تصنيعه فى قرية تونس بمحافظة الفيوم، أما قرية قرقوس فى محافظة الأقصر، فيتميز لون الفخار بها باللونين الأزرق الفاتح والأخضر، وهناك قرى بأكملها تعمل فى هذه المهنة، وصناعة الفخار تحتاج إلى عمال مهرة، إلى جانب الجزء الأهم وهو الطين الذى يعتبر العنصر الأساسى فى صناعة الفخار، بحسب «سراج». يتحدث «سراج»، عن قسم الأخشاب، قائلاً: «هناك ستجد العديد من المنتجات، منها أوان وأطباق لتقديم الطعام والمكسرات، وقطعة خشبية أخرى تم تصنيعها على شكل حامل للموبايل، ومقلمة، ولعب أطفال تشبه العصفورة والسلحفاة، ولعبة للكبار تسمى السيجة، وجميعها صنعت من خشب الزيتون فى سيوة وسيناء، إضافة لمنتجات أخرى من خشب السرسوع الذى ينمو على ضفاف نهر النيل، ويتم معاملة أشجار السرسوع معاملة خاصة لندرتها وتعرضها للانقراض، ويصنع منها أطباق وصوان لتقديم الطعام، ويمكن غسل كل المنتجات المصنعة منه بالماء دون أن تتأثر».

على بعد خطوات من قسم الأخشاب، يوجد قسم الإكسسوار الحريمى، ويحتوى على العديد من أدوات الحلى للسيدات، مثل العقد والخواتم والأساور، وبأشكال مختلفة، إضافة إلى المشغولات الجلدية المصنعة من الجلد الطبيعى، مثل شنط السيدات، ومحافظ نقود الرجال، والمعاطف، ثم قسم آخر للخزف، يردف «سراج»: «لدينا قسم خاص للمنتجات النوبية يُعرض فيه كافة تراث النوبة من ملابس وأدوات معيشة ومقاعد، يغلب عليها الألوان الزاهية، وبجواره قسم آخر للمنتجات، وآخر لصناعة التُلى، وهى عبارة عن تطريز القماش بخيوط الفضة والذهب، وهناك قسم آخر للمنتجات البدوية وتُعرض فيه المنتجات المصنعة فى سيناء مثل الأقمشة الصوفية والبدوية، والكفرتات الأخميمية المصنعة فى أخميم بسوهاج، وتم تطوير هذه المنتجات بشكل كبير خلال الفترة الماضية لعرضها، ومعظم العاملين فى هذه الصناعات هن سيدات المنازل». وفى قسم الزجاج، وضعت قطع الزجاج الملونة المرصوصة على الأرفف بشكل أنيق ومبهر لجذب عيون الزائرين، ويقضى صناع الزجاج معظم ساعات يومهم فى درجات حرارة مرتفعة داخل ورش صغيرة تضم فرناً مبنياً بالطوب، ويقول إبراهيم عبدالعال، المسئول عن قسم السجاد، لـ«الوطن»: «لدينا 3 أنواع مختلفة من السجاد، منها السجاد الحرير، والحرير على صوف، والصوف فقط، وهناك سجاد يتم تصنيعه من صوف الجمال يسمى سجاد الجبلان، ولدينا سجاد يسمى البوبس من الصوف المستورد ويصنع فى الحرانية بالجيزة، وأخيراً الصوف المصرى الذى يصنع منه الكليم المصرى المشهور»، وتابع: «الزوار عادة ما يُبهرون فى أول زيارة للمكان، فالمنتجات المعروضة من كل مكان فى مصر، والقائمون على هذه الصناعة مصريون بسطاء منتشرون فى النجوع والقرى، ومن ضمن السجاجيد المعلقة على الحائط سجادة صنعت بدقة عالية وألوان زاهية من الحرير الخالص بإحدى قرى المنوفية، ويبلغ سعرها 99 ألف جنيه، وقد أبهرت زائراً من الكويت وقرر شراءها ليضعها فى قصره».

وتقول رضوى صلاح، مسئولة التسويق على مواقع التواصل الاجتماعى بالمعرض: «العمل فى هذا المكان شرف كبير لى، خصوصاً أننا سبب فى عرض هذه المنتجات الرائعة، التى تستقطب الزبائن من كل مكان فى مصر، وسعادتى تزيد لقدرتى على مساعدة هؤلاء الصناع فى تحسين أوضاعهم المعيشية من خلال بيع منتجاتهم».

 


مواضيع متعلقة