حول كتاب: «حتمية الصدام» عند جماعة الإخوان
- الأفكار المنحرفة
- الإخوان المسلمين
- التنظيم الخاص
- التيارات السياسية
- الفطرة السليمة
- بنى إسرائيل
- تطبيق الشريعة
- حسن البنا
- دار الإفتاء
- آية
- الأفكار المنحرفة
- الإخوان المسلمين
- التنظيم الخاص
- التيارات السياسية
- الفطرة السليمة
- بنى إسرائيل
- تطبيق الشريعة
- حسن البنا
- دار الإفتاء
- آية
صدر مؤخراً عن مؤسسة طابة كتاب: «حتمية الصدام»، للباحث الدكتور «مختار محسن» أمين فتوى بدار الإفتاء المصرية، وهذا الكتاب ضمن عدد من الأبحاث التى تعمل عليها المؤسسة لسد أهم وأكبر ثغرة فى مواجهة الأفكار المنحرفة، وإزالة الغشاوة عن الناس للتعرف على تصرفات الذين ينسبون أنفسهم إلى نصرة الإسلام، من خلال أبحاث علمية بحثية لا إعلامية صحفية، فتستعرض -من خلال عدد من الباحثين- المقولات والنظريات والأفكار التى بُنى عليها فكر التيارات السياسية المنتسبة للإسلام فى الثمانين عاماً الأخيرة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تستعرض المؤسسة أيضاً مقولات الملحدين وغلاة العلمانيين، أى الطرف الثانى من التطرف.
أما كتاب: (حتمية الصدام) فبدأه الباحث بمقدمة عن الأصول التاريخية والفلسفية لفكرة الصدام، بداية من الصدام الأول المتمثل فى غواية إبليس للبشر للصدام مع الفطرة السليمة، مروراً بالصدام عند الإغريق وبنى إسرائيل والخوارج والفرق الإسلامية القديمة، وصولاً إلى فكرة حتمية الصدام فى الفلسفات الحديثة التى تبنت أفكاراً قائمة على فكرة الصدام، مثل فلسفة «فردريك نيتشيه» الذى دعا الإنسان الراقى الذى يتحكم فى العالم إلى مواجهة الإنسان غير الراقى.
تناول الكاتب فى فكرة الكتاب الرئيسية خطابات المؤسس الأول للإخوان «حسن البنا»، وما فيها من تهديد وتوعد بالصدام المجتمعى، وكيف أن كلام البنا ينتهى حتماً إلى الصدام والتكفير، ثم أتى بنصوص من كلام «سيد قطب» ترسخ للتكفير والعنف، وكيف أنه تمكن من بلورة فكر الصدام والعنف من حيث النظرية والأفكار والأهداف، وهذا ملمح مهم، إذ يعتقد الكثيرون أن جذور الصدام والعنف بدأت من بعد «البنا»، والحقيقة أنها بدأت مع «البنا»، وتحديداً بعد أول عشر سنوات من دعوته، وهو القائل: «وإنما نعلن فى وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج (منهاج الإخوان) ولا يعمل لتحقيقه، لا حظَّ له فى الإسلام، فليبحث له عن فكرة أخرى يدين بها ويعمل بها». (رسائل البنا ص323).
أيضاً ما جاء فى الكتاب عن ضلوع «البنا» بإفتاء «عبدالرحمن السندى» بقتل «الخازندار» من قبل التنظيم الخاص عام 1948، بشهادة «محمود عساف» عضو التنظيم الخاص للإخوان فى كتابه: (مع الإمام البنا)، فيه أكبر دلالة، وقد ناقش الباحث استدلال «البنا» بقتل القاضى «الخازندار» كما فى كتاب -عساف- بالآية القرآنية: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ..)، وفند تأويل «البنا» المنحرف لاستخدام الآية فى قتل أحد القضاة.
وختاماً فإن الأعمال الفكرية التى تناولت التيارات المنحرفة من الزاوية السياسية كثيرة، لكن تظل الثغرة التى تحتاج جهداً مضاعفاً هى مناقشة هذه الأفكار من خلال العرض الأمين لها على منهج القرآن، وقواعد الأصول والعلم، ولذا كان تميز الكتاب راجعاً إلى أن مؤلفه له تصور واضح حول مفهوم الدولة والحاكم والحكم، ومفهوم تطبيق الشريعة، ومفهوم التمكين، ومفهوم الجهاد، إذن فهو خبير بموضع الخلل الفادح والفاضح لدى التيارات المنحرفة، وعلى رأسها تيار الإخوان المسلمين.
بقى الإشارة إلى أن فى الكتاب ملاحظات ينبغى تداركها، مثل التوسع فى فكرة جذور حتمية الصدام على حساب التوسع فى ذكر نماذج للتأصيل لفكرة الصدام عند الإخوان، وغير ذلك من ملاحظات عابرة، وإن الكاتب المحترم عرض زيادات مهمة أثناء عرضه لكتابه فى الندوة التفاعلية التى أقامتها «مؤسسة طابة» يوم الأربعاء 24/ 4/ 2019م، وتعهد الأستاذ الكبير الشيخ «عبدالكريم شيخ باشراحيل» -رئيس قسم المبادرات بمؤسسة طابة الذى أدار الندوة- تعهد بإضافة كل ذلك فى الطبعات التالية.