أزمة فنزويلا.. لماذا تهدد بمواجهة عسكرية بين روسيا وأمريكا؟

أزمة فنزويلا.. لماذا تهدد بمواجهة عسكرية بين روسيا وأمريكا؟
- فنزويلا
- روسيا
- الولايات المتحدة
- أسلحة
- أفراد عسكريين
- فنزويلا
- روسيا
- الولايات المتحدة
- أسلحة
- أفراد عسكريين
أثارت الأزمة في فنزويلا، والتي تصاعدت حدتها بالإعلان عن إحباط محاولة انقلاب عسكري ضد الرئيس نيكولاس مادورو قبل ساعات، مخاوف من اندلاع مواجهة بين الولايات المتحدة التي تعارض "مادورو" وتصفه بالديكتاتور، وروسيا التي تدعم الرئيس الفنزويلي وترفض التدخلات الأمريكية في البلاد.
وقالت إذاعة "فويس أوف أمريكا" الأمريكية، إن أكثر ما يثير قلق الولايات المتحدة حاليا، هو الصواريخ الروسية التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية في المنطقة، مضيفة: "من المحتمل أن يكون قد تم إرسال أفراد عسكريين روس إلى فنزويلا في الأسابيع الأخيرة لضمان بقاء صواريخ أرض - جو المتطورة من طراز S-300 رادعًا موثوقًا به لأي عمل عسكري أمريكي ضد حكومة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو".
ونقلت الإذاعة الأمريكية عن محللين متخصصين في شؤون أمريكا اللاتينية، قولهم: "الوحدة العسكرية الروسية، التي قيل إنها وصلت في أواخر مارس، تضم خبراء في الدفاع الجوي يتمتعون بالمهارات اللازمة لضمان إمكانية بقاء الصواريخ التي تعمل منذ عقد على الرغم من البنية التحتية المتهالكة في فنزويلا أزمات الطاقة المتكررة بها".
ويؤكد مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية وجود الصواريخ الروسية المتطورة في البلاد، وكذلك الأمر بالنسبة للأفراد العسكريين الفنزويليين السابقين.
ووفقًا لخبراء الدفاع في المنطقة وصور القمر الصناعي التي حصلت عليها شركة Image Sat الإسرائيلية، فقد تم تركيب أربع بطاريات محمولة على الأقل من صواريخ S-300 في أجزاء مختلفة من فنزويلا خلال الأشهر الأخيرة لحماية القواعد العسكرية الرئيسية والمراكز الحكومية.
كانت فنزويلا استحوذت على أنظمة S-300VM المتقدمة قبل عقد من الزمان عندما قايضت بأموال النفط كجزء من صفقة أسلحة روسية بقيمة 11 مليار دولار اشترها سلف "مادورو"، الرئيس الراحل هوغو شافيز.
وشملت تلك الصفقة أيضًا طائرات مقاتلة من طراز Sukhoi Su-30، وأسلحة أخرى.
ويقول نايجل إنكستر خبير الأمن الدولي في معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن صواريخ S-300 واحدة من أفضل صواريخ الدفاع الجوي المتاحة، وربما يكون الدافع الروسي ذا شقين: فرض تحدٍ على الولايات المتحدة في فناءها الخلفي ورفع التكاليف للولايات المتحدة في حال فكرت في غزو فنزويلا.
واشترت فنزويلا في الأصل ثماني بطاريات تتألف من قاذفات متعددة، وتستطيع أنظمة توجيه الرادار الآلية S-300 التي تعمل بشكل آلي بالكامل -والمدارة من مراكز القيادة المتنقلة- اعتراض صواريخ "كروز" والطائرات المقاتلة وطائرات بدون طيار، ومكافحة التدابير الإلكترونية المضادة من خلال تصفية الأهداف الخاطئة.
ووفقا لـ"خوسيه مارولاندا" وهو ضابط مخابرات كولومبي تدرب في الولايات المتحدة ومحلل دفاع رئيسي في أمريكا اللاتينية، فإنه تم تسليم ما لا يقل عن 4 بطاريات من طراز S-300 إلى فنزويلا، مضيفا: "100 جندي روسي هبطوا في كاراكاس على متن طائرات النقل العسكرية أنطونوف وإليوشين في نهاية مارس، تولوا مهمة تجديد النظام لتنشيطه وتشغيله لإقامة شاشة جوية دفاعية فوق وسط فنزويلا".
وقال الأدميرال الفنزويلي المنفي إيفان كاروتو، قائد وحدة التجسس السابق، وهو على اتصال وثيق بالعناصر الموجودة في الجيش الفنزويلي، إنه تم نضر بطاريات S-300VM بالقرب من العاصمة "كاراكاس"، بالإضافة إلى القاعدة البحرية الرئيسية ومحطة النفط في بويرتو لا كروز.
وبحسب "فويس أوف أمريكا"، فإنه على الرغم من انهيار معظم الاقتصاد الفنزويلي، حيث أثر نقص الغذاء والدواء والكهرباء على أجزاء كبيرة من السكان، لكن المستشارين الروس "يعملون في ظل ظروف قاسية" للحفاظ على استمرار الآلة العسكرية، وفقًا لخبير الدفاع في "موسكو" أوليج موروزوف، الذي تحدث للتليفزيون الروسي حول التزام الرئيس فلاديمير بوتين المتزايد بحماية "مادورو".
وقال الخبير الروسي: "واحدة من المهام الرئيسية للمتخصصين في الدفاع الجوي الروسي الذين وصلوا مؤخرا، هي إنشاء أنظمة توليد طاقة مستقلة لتأمين قدرة أنظمة S-300 على العمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي".
ويبلغ مدى صواريخ S-300 القياسي 200 كيلومتر، على الرغم من أن الإصدارات المحسنة مؤخرًا يمكن أن تصل إلى أهداف تقارب ضعف تلك المسافة، وفقًا لشركة "روسوبوريكسبورت" للأسلحة الروسية التي تمكنت من بيع مبيعاتها إلى فنزويلا.
وقال البروفيسور إيوان إليس، خبير أمريكا اللاتينية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "قد يقدمون دراسة جادة لأي إجراء تخطيطي ضد فنزويلا، لكنهم ليسوا محركا للأحداث.. الولايات المتحدة تحايلت على نفس النظام في تنفيذ الضربات الجوية العميقة في سوريا، وربما يمكن أن تحيد الصواريخ الفنزويلية في مرحلة مبكرة للغاية من الغزو".