طوابير «الفسيخ» تتحدى الأسعار.. والريحة الوحشة

كتب: دعاء عرابى

طوابير «الفسيخ» تتحدى الأسعار.. والريحة الوحشة

طوابير «الفسيخ» تتحدى الأسعار.. والريحة الوحشة

عادة سنوية لم تستطع إيمان السيد، ربة منزل، التخلى عنها، حتى مع ارتفاع الأسعار والزحام أمام محال الفسيخ، ذهبت ووقفت فى طابور طويل لأخذ نصيبها من الفسيخ والرنجة، احتفالاً بشم النسيم.

تسكن «إيمان» فى منطقة السيدة زينب، فكرت فى البداية فى الكمية التى تفى باحتياجات أسرتها، وبسبب ارتفاع الأسعار، قررت شراء 2 كيلو رنجة، ونصف كيلو فسيخ: «لقيت كيلو الرنجة بـ65 جنيه، والفسيخ ما بين 160 و190، وفى نفس الوقت إحنا بنستنى شم النسيم عشان الأكلات دى، قلت أجيب من نفسى وخلاص».

فى طابور آخر، بنفس المنطقة، وقف صالح عبدالعاطى بصحبة ابنته الصغرى، لشراء فسيخ ورنجة، وبداخله مشاعر مختلطة ما بين الفرح بحلول أعياد شم النسيم، والملل من الزحام أمام «الفسخانى»، على أمل الانتهاء من شراء أكلته المفضلة ومستلزماتها من السوق، كعادته كل عام، ورغم حرصه على النزول للشراء قبل يومين من مجىء شم النسيم، فإنه فوجئ بطوابير الانتظار: «كل مرة بشترى قبلها بيوم عشان نصبح ناكلها، بدل ما تتركن، لكن الدنيا بتبقى زحمة، والمرة دى قلت أنزل أشترى بدرى يوم كمان عشان أتجنب الطوابير، وللأسف مفيش مفر من العَطلة».

الرنجة بـ65 جنيهاً والفسيخ يتراوح بين 160 و190 جنيهاً

رغم طول فترة انتظار الرجل صاحب الـ45 عاماً، أمام المحل، فإن وجود ابنته هوَّن عليه، وحاولا التغلب على الوقت بابتسامة، وحديث مطول عن الوجبة التى لا يستقيم الاحتفال بشم النسيم دونها: «مقدرش ييجى العيد من غير ما ناكل السمك المملح، وبمجرد ما بنشترى بناكل، بخلاف يوم شم النسيم».

درجة استعداد قصوى رفعها أحمد عاشور، صاحب أحد محال الفسيخ، بمنطقة السيدة زينب، لاستقبال موسم شم النسيم، وتوفير مزيد من الأسماك المملحة لعيد الفطر المبارك، فقام بزيادة عدد العمال والمساعدين داخل محله، وتوفير مكان لانتظار الزبائن لمواجهة الزحام، وعدم اقتصار دوره على الإشراف كما يفعل فى الأيام العادية: «لازم أشتغل بإيدى، وأخلى بالى من كل حاجة، عشان نقدر نعدى الموسم بخير، بعكس الأيام العادية، وفيه أيام بنطبق يومين عشان نلحق نحضر كميات للزباين الصبح، الناس متقدرش تستغنى عن الفسيخ والرنجة، وحتى لو غالية بيشتروا ويعرفوا يمشّوا حالهم كويس».


مواضيع متعلقة