إيناس مكاوى: والدى عاش محباً للبهجة.. كارهاً للفقر.. وضحك عندما وصفه الشيوخ بـ«ضرير القلب» لاعتراضهم على تلحين «أسماء الله الحسنى»

إيناس مكاوى: والدى عاش محباً للبهجة.. كارهاً للفقر.. وضحك عندما وصفه الشيوخ بـ«ضرير القلب» لاعتراضهم على تلحين «أسماء الله الحسنى»
- سيد مكاوى
- الموسيقار سيد مكاوى
- ذكرى رحيل سيد مكاوي
- السفيرة إيناس مكاوي
- الأعمال الموسيقية
- أحان مكاوي
- سيد مكاوى
- الموسيقار سيد مكاوى
- ذكرى رحيل سيد مكاوي
- السفيرة إيناس مكاوي
- الأعمال الموسيقية
- أحان مكاوي
عندما قرر الطفل سيد مكاوى أن يترك المدرسة لأنه لن يدرس الرياضيات والعلوم وسيدرس اللغة العربية فقط وهو الذى حفظ القرآن ورتله وجوّده فى سن صغيرة، لم يكن يدرك أن شغفه وحلمه سيذهبان به بعيداً فى عالم الموسيقى والغناء بإبداع جعله حياً فى وجدان الملايين الذين حفظوا ألحانه وأعماله الفنية، وما زالوا يرددونها رغم مرور 22 عاماً على رحيله.. لم تخلُ حياة شيخ الملحنين الموسيقار سيد مكاوى من البهجة التى رسمها بعوده فى مئات الأعمال الفنية التى استوحاها بخياله من حياة الناس كما عاشوها، وكذلك لم يتوقف يوماً عن الشغف بكل جديد، فقد عشق المعرفة والتجريب، وجعلته موهبته الفذة أيقونة موسيقية تميزت بصور وجماليات ستظل، مهما مرت السنوات، قادرة على إسعاد الناس الذين أحبهم، ولم يهتم سوى بهم بمحبة وتواضع يليقان بموهبة فذة كانت سبّاقة فى طرح كل ما هو جديد ومختلف زاده اطلاع واسع وخيال متدفق جعله يحلم يوماً بأن يكون طياراً.
امتلأت حياة الموسيقار سيد مكاوى ببهجة ومتعة قاسمه فيهما نصفه الثانى صلاح جاهين الذى وصف علاقتهما بأنها «عسل بطحينة وشاى بلبن» لا يمكن فصلهما، لكنها لم تخلُ أيضاً من حزن قاتل حينما رحل «جاهين» عن الدنيا.
فى الذكرى 22 لرحيله.. ابنة الموسيقار الراحل لـ"الوطن": كان مقتنعاً بأن أهم أعماله ليست أشهرها.. وعاهدت الله أن أحيى تراثه
فى الذكرى الثانية والعشرين لرحيل الموسيقار الكبير، والتى تحل فى أبريل من كل عام، ذهبنا إلى ابنته السفيرة إيناس مكاوى التى رسمت لنا العديد من صور حياة والدها وموسيقاه الممتعة، وكذلك حكاياته الطريفة التى لا تقل عن أعماله بهجة ومتعة.
22 عاماً مرت على رحيل الموسيقار سيد مكاوى، كيف ترين أعماله طوال تلك السنوات، وماذا كان يشغله أثناء حياته؟
- كان سيد مكاوى مهتماً كثيراً بحياة أعماله بعد وفاته، وأتذكّر أنهم فى فرقة سليم سحاب فى بداية تكوينها أبلغوه أنهم سيقدمون أحد أعماله، وكان «الأرض بتتكلم عربى»، وكان سعيداً للغاية بهم وبما قدموه، وحينها قال لى فى لحظة صدق جميلة: «تفتكرى هعيش بعد ما اموت؟»، وقد تحقق له ما تمنى ببقائه حياً بعد سنوات طويلة من رحيله بأعماله التى يحفظها ويرددها الملايين الذين أحبوه وارتبطوا بالأعمال المتنوعة التى قدمها طوال حياته.
على ذكر تنوع أعماله وكثرتها والتى تجاوزت 2000 عمل، كيف استطاع تقديم هذا العدد الكبير من الألحان والأعمال الموسيقية؟
- والدى كان يحيا بالموسيقى، والخيال الواسع الذى تمتع به جعله يقدم كل هذه الأعمال المتنوعة، سواء كانت عاطفية أو وطنية أو دينية، وكذلك الأعمال المسرحية، وأيضاً هناك أعمال كثيرة له كانت بنت وقتها، تأتى الفكرة فينفذها فى وقتها بهذا القدر من التميز والتمكن، كما حدث فى «الدرس انتهى لموا الكراريس» التى جاءت مع انفعاله باللحظة بعد استهداف مدرسة بحر البقر، وأيضاً أغنية «هنحارب» التى صنعوها على سلم اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتى كان الكورال فيها من العاملين فى ماسبيرو، وبهذه الطريقة كانت حياته مع الموسيقى التى تحييه ويحركه فيها الخيال الذى تمتع به.
مزّق التحاليل وتذاكر السفر "مرتين" قبل إجراء جراحة لاستعادة بصره خوفاً من فقدان "خيال الكفيف"
مزّق سيد مكاوى تذاكر السفر وأوراق التحاليل قبل إجرائه عملية لاستعادة بصره، فما الذى دفعه لذلك؟
- بالفعل هو قام بذلك مرتين وليس مرة واحدة، الأولى كانت حينما قال الأطباء إنه سيحتاج إلى زرع قرنية من متبرع، وقررت والدته التبرع بها، وأجرى التحاليل والأشعة وقبل موعد إجراء العملية مزّق التحاليل كلها، وفى المرة الثانية تحدثت معه أم كلثوم فى هذا الأمر وأرسلوا التحاليل والأشعة الخاصة به إلى أستراليا ليشاهدها الأطباء الذين قالوا إن الوقت تأخر على إجراء العملية، لكن طبيباً واحداً قال إن العملية يمكن أن تتم، وبالفعل أتموا الإجراءات وحجزوا التذاكر، وأتذكر حينها فرحة عمى صلاح جاهين الكبيرة، ولكن والدى مزّق التذاكر والأوراق مرة ثانية وقرر عدم إجراء الجراحة.
ألم تسأليه لماذا فعل ذلك فى المرتين؟
- بالفعل سألته، فقال إنه يعيش حياته وموسيقاه بالخيال، ويخشى أن يُحرم هذا الخيال إذا أجرى الجراحة فيمنعه الإبصار من الخيال الموسيقى الذى يتمتع به ويقدم من خلاله أعماله.
لو لم يكن سيد مكاوى موسيقاراً فماذا كان يحلم أن يكون؟
- كان يحلم أن يكون طياراً، فقد كان يحب الطيران جداً وكان مولعاً بمعرفة كل المعلومات عنه، وقرأت له عشرات الكتب والمعلومات عن الطيران، وحدث ذات مرة أثناء سفرنا أن جلس فى كابينة القيادة فى الطائرة ولمس الأشياء وتحدّث مع الطيار وسأله عن سبب هبوطه بالارتفاع مع أن كثافة الهواء فى هذه المنطقة لا تؤيد هذا الانخفاض، فتعجب الطيار جداً من كمية معلوماته عن الطيران ودقتها وأخبره أنه هبط بالارتفاع سهواً منه.
صلاح جاهين كان نصفه الثانى وموته أقسى يوم مر عليه فى حياته.. وأبكى مصر كلها عندما تحدّث عنه فى التليفزيون
لماذا ترك المدرسة ولم يكمل تعليمه؟
- حين ذهب للمدرسة وهو صغير وجد أنهم يدرسون له العربى والتاريخ وهو قارئ القرآن ورتله وجوّده وهو فى التاسعة من عمره، ووجد أنه لن يدرس الرياضيات أو العلوم، ودراسة العلوم كانت حلماً بالنسبة له، فترك المدرسة بسبب ذلك.
حظى سيد مكاوى بشعبية وجماهيرية كبيرة فى مصر، فكيف كانت رحلاته فى الدول العربية؟
- هو كان كبيراً فى مصر، لكن فى تونس وسوريا كانت جماهيريته طاغية، فتونس هى التى جعلته يغنى على المسرح بعد مهرجان قرطاج، لأن استقباله هناك كان لا يوصف، وكانت الإجراءات الأمنية مشددة حتى يستطيع الخروج من الفندق والوصول لسيارته، وذات يوم ذهب لأحد أصدقائه هناك وكان يرتدى جلباباً حريرياً يحب ارتداءه، وبعد خروجه من الفندق للسيارة عاد وملابسه ممزقة لأن الناس كانت تأخذ قطعاً منها لتحتفظ بها أثناء الزحام حوله، ولذلك حظى فى تونس بمجد كبير.. وفى سوريا كان يُستقبل استقبالاً رسمياً، فتُفرش له السجادة الحمراء، ويُفرش طريقه بالورد، وطبعاً هو من قام بتلحين السلام الجمهورى.
مع كل هذا القدر من البهجة فى حياة سيد مكاوى، متى شعر بالغضب؟
- كان فيه حاجتين بيزعّلوه جداً هما القهر مش الظلم بس، كان دائماً ما يفرق بين الظلم والقهر لأن القهر يجعل الإنسان عاجزاً عن التعبير عن حجم الظلم الذى تعرّض له، وأنا أدركت هذا مبكراً، وكان يغضبه جداً أيضاً التعالى، ويقول: «الكبر على أهل الكبر صدقة»، والفقر كان يغضبه أيضاً لأنه كان يشعر طول الوقت بالناس وأحوالهم، فأنا لم أره غاضباً أبداً، لكنى رأيته حزيناً مرات.
حلم أن يكون طياراً وترك المدرسة لأنه لن يدرس الرياضيات والعلوم.. وكان شغوفاً بالمعرفة والقراءة فى كل شىء
ما اللحظة الأكثر حزناً فى حياة سيد مكاوى؟
- يوم وفاة صلاح جاهين.. أمى دخلت عليه وهو يشرب القهوة بعد عودتها من المستشفى الذى كان فيه صلاح جاهين، وقالت له: صلاح تعيش انت يا سيد.. فرد عليها: يعنى إيه حالته وحشة يعنى؟.. فكررت: لأ، صلاح تعيش انت.. فقال: طب والدكاترة بتقول إيه؟ فردت مرة أخرى: لأ توفى، صلاح مات، فقال: يعنى صلاح مش جى، مشى خالص يعنى؟ ما هو فيه طب والدكتور امبارح قال إنه بيتحسن.. ولم يكن يريد أن يصدق أن صلاح جاهين مات. وطلبت منه أن يتماسك ليحضر الجنازة، فوافق بشرط أن أوصله أنا، وطول الطريق إلى عمر مكرم لم ينطق بكلمة، وما إن وصل إلى هناك جاء إليه بهاء جاهين وأمين حداد، فحضنهما، ولم ينطق بكلمة، وصعد معهما السلم، وكانت تلك اللحظة حزناً لا يمكن تصوره، وحينها كتبت «حُسن شاه» عن تلك اللحظة أنها لم تلحق بجنازة صلاح جاهين لكنها شاهدت سيد مكاوى فكأنها حضرت الجنازة بأكملها، وبعدها صوّر حلقة عن صلاح جاهين مع مفيد فوزى، وأعتقد أن التسجيل انتهى حين قال لمفيد: «كفاية لأن الناس لم تعتدنى حزيناً»، وانفجر فى البكاء، فأبكى مصر كلها، وقال عندما مات صلاح جاهين: «أنا نصى مات وهعيش نص بس»، ثم سافرنا إلى الإسكندرية بعدها بيوم فقال لى: «أنا زعلان من صلاح قوى.. مش عارف يخرج منى خالص»، وبكى بشدة. وصلاح جاهين أيضاً عندما سئل عن علاقته بسيد مكاوى قال: «أنا وسيد عسل بطحينة وشاى بلبن لما ندخل مع بعض ماتعرفوش تفصلونا».
قال لى وهو على فراش الموت: "أنا مُت وصحيت تانى زى أم كلثوم علشان أشوف محبة الناس".. وطلب من الطبيب نزع أنبوب التنفس حتى يتلو الشهادة
هل كان يعيش حياته بنفس البهجة التى ملأت أعماله وموسيقاه؟
- الحياة عند سيد مكاوى ومعه كانت أحلى كثيراً وأكثر بهجة وكلها شغف بالمعرفة.. كان يضفى البهجة على كل شىء حوله، وكان شغوفاً بمعرفة كل شىء، يسألنى عما أذاكره مثلاً، فأقول له أذاكر تاريخ أحمد بن طولون، فيقول لى: «طب قولى لى كده أشوف هما قايلين لك إيه عن أحمد بن طولون». وعندما سافرت معه لزيارة المسجد الأموى فى سوريا كان مدير المكان يشرح معلومات تاريخية عن المسجد، وبعد أن انتهى قال له «مكاوى»: أنت أخطأت ثلاثة أخطاء فى المعلومات الخاصة بالفترات الزمنية، فقال الرجل لى بعدها: وكأننى كنت مع الفارابى من شدة اطلاعه وإلمامه بالتاريخ والمعلومات.
أيضاً هناك العديد من البرامج والأيقونات الإذاعية والفنية كانت فكرته بالأساس؟
- فكرة برنامج «كتاب عربى علم العالم» كانت له، فكان دائماً مهتماً بتثقيف الناس وبناء ضميرهم، ولهذا يعيش بصدقه حتى اليوم.
وماذا عن كواليس عمل «المسحراتى» الذى قدم فيه مئات الحلقات؟
- كان يمتعه تلحين كلمات فؤاد حداد فى المسحراتى، ولهذا لم يستطع تقديمه بعده، وحين عمل حلقة واحدة بعد وفاة «حداد» قال: «مش هقدر أعمل المسحراتى بعد فؤاد»، وبالمناسبة المسحراتى فى بدايته كان يقدمه أكثر من ثنائى من الملحنين والشعراء، وقدم هو وفؤاد ثلاث حلقات، وهما الوحيدان اللذان أكملا الحلقات بعد ما قدماه فى الحلقات الثلاث، حيث قدما 360 حلقة للإذاعة و30 حلقة للتليفزيون.
بنى مسجداً بجوار مدفنه عام 1984.. وأقنع وزير الكهرباء الأسبق بتشغيله بالطاقة الشمسية.. ونقل إشرافه إلى الأوقاف لحمايته من المتطرفين
وماذا عن مسرح العرائس والأعمال التليفزيونية؟
- قبل سيد مكاوى لم يكن هناك مسرح عرائس أو تترات مسلسلات، فهو أول من قدمهما للناس، فاخترع حكاية تتر المسلسلات إذاعياً وتليفزيونياً، ولم يكن هذا اللون الفنى موجوداً حينها، حتى المسلسلات الأجنبية ليس بها تتر، وكذلك تلحين الإعلانات، قدّمها تلحيناً وغناء ببراعة وتميز، وأيضاً تترات الفوازير.
بخلاف الليلة الكبيرة هناك أعمال مهمة أخرى قدمها لمسرح العرائس ولم تنل نفس شهرتها، كيف رأى تلك الأعمال عند تقديمها؟
- هو كان مقتنعاً بأن الأعمال المهمة له ليست التى اشتهرت وانتشرت، ولذلك كان يغنيها فى جلساته الخاصة، وكان مقتنعاً أن أهم ما قدمه فى مسرح العرائس مسرحية «حمار شهاب الدين»، وكذلك حلقات «من نور الخيال وصنع الأجيال فى تاريخ القاهرة»، التى اشتهر منها «الأرض بتتكلم عربى»، وهى جزء صغير من إحدى حلقاتها.
تمتع بمجد كبير فى تونس.. والجمهور مزّق جلبابه ليحتفظ به.. وسوريا كانت تستقبله رسمياً
لماذا لم يتم إعادة إحياء تراث سيد مكاوى بشكل جديد فى مكان واحد يضم كل أعماله؟
- الفكرة موجودة عندى بالفعل، تحتاج فقط التفرغ لفترة منى لسيد مكاوى، وقد وعدت نفسى بذلك قبل أن أعد محبيه، وعاهدت الله على ذلك وأنا فى العمرة، وسأنفذ هذا المشروع بإذن الله.
حين فكر فى تقديم أسماء الله الحسنى اعترض بعض المشايخ على ذلك، فماذا حدث حينها؟
- المشايخ اعترضوا على تلحين أسماء الله الحسنى، وبعضهم أرسلوا خطاباً له قالوا فيه «لم نكن نعلم أنك ضرير القلب أيضاً»، وحينها حزنت جداً، واعتبرت أنهم أساءوا له إساءة بالغة، لكنه ضحك وقدم العمل الذى حفظه ملايين المسلمين فى العالم عن ظهر قلب ورددوه فى كل المناسبات، وهو بالمناسبة قدم هذا العمل خالصاً لوجه الله، وقدمه هشام عباس بعد ذلك أثناء حياته، وحين قام مطرب آخر بتقديمه دون استئذاننا فكرت فى اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، لكن أبى جاء لى فى المنام وأخبرنى أنه قدم هذا العمل صدقة لوجه الله، وأشار لى بحركة أعرفها عنه فتوقفت. هو كان مؤمناً جداً، وبنى مسجداً عام 1984 بالقرب من طريق الفيوم، وهذا المسجد له حكاية مع محافظة الجيزة، حين قرر شراء مدفن هناك، وذهب للمحافظ للشراء، ولاحظ ببصيرته أن المنطقة التى بها المدافن لا يوجد بها مسجد، فسأل المسئولين عن المكان الذى سيصلى فيه المشيعون على الموتى، وحينما لم يجد رداً طلب من المحافظ شراء قطعة أرض هناك وبنى عليها المسجد، وحين وجد أن المنطقة لا يوجد بها كهرباء اتصل بوزير الكهرباء، وكان حينها ماهر أباظة، وقال له: «أنا بنيت جامع فى حتة كده فى الصحرا، ما تخلى المسجد ده حقل تجارب وتعالى نجرب إنارته وتوليد الكهرباء فيه بالطاقة الشمسية»، ومن يومها وحتى الآن المسجد وكل الكهرباء التى يحتاجها تولد من الطاقة الشمسية بناء على فكرة واقتراح سيد مكاوى، وقبل وفاته بفترة خاف أن يتحول المسجد الذى يوجد فى منطقة بعيدة لوكر للإرهابيين، فاتصل بوزير الأوقاف وقال له إنه سيعطى المسجد لوزارة الأوقاف للإشراف عليه. وبالمناسبة سيد مكاوى الذى قال له الشيوخ إنه ضرير القلب كان عضواً بلجنة قراءة القرآن فى الإذاعة يجيز القراء الجدد للتلاوة فى الإذاعة.
سألنى: "تفتكرى هعيش بعد ما أموت؟".. و"حمار شهاب الدين" أهم ما قدمه فى مسرح العرائس
هل اعتبرها مواجهة ومعركة بينه وبين الشيوخ؟
- على الإطلاق، هو لم يواجه أو يلين، هو قرر أن يلحن العمل ويقدمه للناس، وهو ما حدث بالفعل، فكل ما كان يهمه هو الناس، وهذه كانت طبيعته وشخصيته، يهتم أولاً بما يقدمه حتى يسمعه الناس ويعجبهم، فمثلاً بعد أن قدم «يا مسهرنى» لأم كلثوم قدم لحناً بعدها لأحمد عدوية والدنيا اتقلبت فقال: «الراجل صوته حلو وبيغنى حلو»، وقدم له اللحن.
كيف كانت اللحظات الأخيرة فى حياته؟
- حين كان على فراش الموت قال لى: «أنا مت وصحيت تانى زى أم كلثوم علشان أشوف حب الناس»، وكنا حينها فى لبنان، وقرأت له بعد إفاقته كل ما كُتب عنه وهو مريض، فقال لى هذه العبارة، وقال للطبيب: «مفيش فايدة خلاص»، وطلب منه نزع أنبوب التنفس حتى يستطيع أن يتلو الشهادة.