خبير اقتصادي: تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز تهدف لزيادة أسعار النفط

04:37 م | الأحد 28 أبريل 2019

أعلن قائد القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، اليوم، أنه لا نية لطهران لغلق مضيق "هرمز"، إلا إذا اضطرت لذلك.

وصرح "باقري" خلال الملتقى الثالث والعشرين لقادة ورؤساء قوات الشرطة قائلاً: "إذا لم يعبر نفط إيران من مضيق هرمز فإن نفط الآخرين (دول الخليج) لن يعبر من المضيق"، لافتاً إلى أن القوات المسلحة الإيرانية هي التي تتحمل مسؤولية الأمن في مضيق هرمز وطهران تريد إبقاءه المضيق مفتوحاً، بحسب وكالة "أنباء فارس" الإيرانية، ليمثل بذلك تهديدا إيرانيا لرفع أسعار النفط في الأسواق العالمية بحسبما أكده الخبير الاقتصادي الدكتور مجدي صبحي، وجاء ذلك رداً على العقوبات التي فرضتها أمريكا على إيران، خلال الفترة الأخيرة حيث أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين الماضي قرارا بإنهاء الاستثناءات التي منحت لبعض الدول الأوروبية والآسيوية لشراء النفط من الجانب الإيراني، الأمر الذي انعكس على تقلبات الأسعار للنفط في الأيام الأخيرة، فضلاً عن انسحاب "واشنطن" من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بين إيران وست دول كبرى، هي الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، إلى جانب ألمانيا، وهو الاتفاق الذي عرفت أطرافه بـ "مجموعة بي 5+1".

"التهديد الإيراني بإغلاق المضيق ليس بجديد لأنه تكرر أكثر من مرة على ألسنة مسؤولين إيرانيين مختلفين" هكذا عقب الخبير الاقتصادي الدكتور مجدي صبحي، على تهديدات رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، موضحاً أن إيران تسعى من خلال هذا التهديد لإثارة نوع من الخوف والتوتر على المستوى الدولي لزيادة أسعار النفط في الأسواق العالمية في حالة إغلاقها للمضيق نظراً لأهميته القصوى، حيث يعبر من خلاله 40% من النفط العالمي المنقول بحراً، وذلك بهدف الضغط على أمريكا خاصة أوروبا لتتراجع عن قرارها، مضيفاً: "التهديد لن يجعل أمريكا تتراجع عن عقوباتها ولكنه يهدف إلى الضغط عليها حتى تتراجع أسعار النفط قليلا وهذا متوقف على مدى إمكانية الدول العربية على زيادة إنتاجها من النفط"، لافتاً إلى أن مجرد التفكير في إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى سيناريوهين محتملين وهما إما أن يحدث اشتباك عسكري مباشر مع إيران أو تدخل دولي لمحاولة إقناع إيران بعدم الإغلاق للمضيق.

وأشار صبحي إلى أن الخلاف الإيراني الأمريكي ازداد خطورة في المرحلة الأخيرة خاصة بعد أن صرح الجانب الأمريكي بأنهم يتطلعون إلى جعل الصادرات الإيرانية من النفط تصبح صفر من خلال القرار الأمريكي الأخير المتعلق بإنهاء الاستثناءات الممنوحة لبعض الدول الأوروبية والآسيوية بشراء النفط من الجانب الإيراني، موضحا: "هناك تغيير ملحوظ في الموقف الأمريكي، حيث كان يظن البعض بأن هناك مهله لبعض الدول لإنهاء تعاملاتها مع النفط الإيراني بالتدريج ولكن بعد إلغائها من قبل أمريكا ازدادت حدة الموقف".