خبرة 100 عام.. "صناع الفسيخ" بكفر الشيخ: "بنصدره لدول الخليج"

كتب: سمر عبد الرحمن

خبرة 100 عام.. "صناع الفسيخ" بكفر الشيخ: "بنصدره لدول الخليج"

خبرة 100 عام.. "صناع الفسيخ" بكفر الشيخ: "بنصدره لدول الخليج"

على مدار أكثر من 100 عام اكتسبت محافظة كفر الشيخ، شهرة واسعة في "تصنيع وتصدير الفسيخ" بكافة أنواعه وأحجامه، فالمحافظة التي تشتهر بأنها بلد السمك، أصبحت واحدة من قلاع صناعة الأسماك المملحة، يقصدها الفنانون والمشاهير وأبناء الخليج العربي وبعضًا من الدول الأوروبية، فمع قرابة المناسبات التي يكون "الفسيخ" فيها وجبة أساسية كشم النسيم وعيد الفطر عند أبناء المحافظة.

ويتوافد الآلاف على محلات وتجار الفسيخ من المحافظة والمحافظات الأخرى، فأبنائها أتقنوا صناعته ولفه وتصديره، ويقف عشرات المواطنين الراغبين في شراؤه، أمام المحلات، يشترون كميات كبيرة لهم ولأصدقائهم في الداخل والخارج.

وتشتهر عدد من مراكز المحافظة، بصناعة "الفسيخ" ويُتقن صانعوها صناعته جيدًا، أهمها مراكز "دسوق، سيدي سالم، بلطيم، بيلا، فوة، ومطوبس"، وتشهد إقبالاً كبيرا من المواطنين قبل واثناء الاحتفالات بأعياد الربيع.

ويرجع شهرتهم في تصنيع الفسيخ أكثر من 100 عام وذلك لوقوع بحيرة البرلس بالمحافظة، والتي تُعد مصدرًا مهمًا للأسماك، فالصيادون قديماً كانوا يصطادون السمك البوري، ويضعوها تحت اشعة الشمس عدداً من الأيام، ثم يقومون بتمليحه في براميل خشبية بعد وضع طبقات من الملح الخشن عليه، وإغلاق إحكام تلك البراميل لعدة أيام أخرى ليكون جاهزًا للأكل قبل عيد الربيع، لكن هذه الطريقة اختلفت في العصر الحديث، حيث تبدلت البراميل الخشبية الى بلاستيكية، واختلفت طريقة التصنيع من وضعه تحت اشعة الشمس لتدبيله داخل البراميل مباشرة.

وقال كشكوشة، أحد الفسخانية في كفر الشيخ، إن أعياد الربيع تُعد موسمًا للتجار الفسيخ وبائعيه، فلا غنى عنه بالنسبة للمواطنين، يتوافدون عليه من كل حدب وصوب، نظراً لشهرة المحافظة بالأسماك، وجودة منتجاتها من الفسيخ والسردين، حيث يتم انتقاء البوري والطوبار من مزارع كفر الشيخ بكميات كبيرة ثم يتم غسلها جيدًا ثم وضعه بكميات كبيرة في "براميل" بلاستيكية ويوضع عليه الملح والزيت ويُترك من 10 إلى 20 يوما هي فترة تصنيعه، نشترى كميات كبيرة لتلبية احتياجات السوق المحلية، فضلاً عن التصدير لبعض الدول، فعشرات المواطنين يقومون بحجز كميات، ولا يهم ارتفاع أو انخفاض أسعاره، فدول الخليج أكثر إقبالًا على التصدير.

وأضاف أنه يوجد الكثير من المشاهير والفنانين يشترون الفسيخ من كفر الشيخ، كما يتم تصدير الفسيخ أيضا لبعض الدول العربية، حيث يكون مغلفًا جيدًا وقليل الملح حتى يتحمل أوقات السفر والتصدير، مؤكدًا أن المصريين في الخارج أيضًا يتناولونه في شم النسيم ويقومون بإعداد ولائم منه لأصدقائهم من العرب.

وقال هاني شاكر، أحد أبناء مركز دسوق: "أعمل في الكويت، وأحرص كل عام على شراء الفسيخ من كفر الشيخ، أهلي يشترون نحو 50 كيلوجراما من الفسيخ السوبر، ويرسلونهم لي لتوزيعهم على زملائي في الشغل، وأصدقائي، فهو يعلمون مدى شهرة المحافظة بالفسيخ وطرق تصنيعه الجيدة، يأكلونه وهم مطمئنون أنه صُنع في مصر بإتقان عالٍ".

وأشار إلى أن الكويتيون أصبحوا يعشقون الفسيخ من كثرة حكايتنا عنه، وعلى مدار 4 سنوات أحرص على اللمة في الكويت، نأكل الفسيخ سويًا في مكان العمل، وتتناوله زوجاتنا في المنازل مع بعضهن البعض.


مواضيع متعلقة