وزير التجارة يبحث الاستثمار في إنتاج الزجاج والسيارات مع شركات صينية
وزير التجارة يبحث الاستثمار في إنتاج الزجاج والسيارات مع شركات صينية
عقد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، سلسلة اجتماعات مكثفة مع عدد من كبرى الشركات الصينية المهتمة بالاستثمار في السوق المصري خلال المرحلة المقبلة، شملت مجالات إنتاج الزجاج والسيارات الهجين والكهربائية والمصنوعات الجلدية.
وتأتي الاجتماعات في مستهل زيارة الوزير للعاصمة الصينية بكين، ضمن الوفد المصري المشارك في قمة "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي"، التي تعقد في الفترة من 26 حتى 27 أبريل الحالي، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وزعماء ورؤساء حكومات نحو 37 دولة، وحضر اللقاءات الوزير مفوض تجارة ممدوح سالمان رئيس المكتب التجاري المصري في بكين.
وقال وزير التجارة إنّ الصين أحد اهم الشركاء الاستراتيجيين لمصر على المستويين التجاري والاستثماري، وهو الأمر الذي تسعى حكومتي البلدين لتنميته وتطويره من خلال تقديم المزيد من التسهيلات للقطاع الخاص من الجانبين، للتوسع في إقامة شراكات تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والصين خلال المرحلة المقبلة.
وشملت لقاءات الوزير لقاء مع شركة Xinyi للزجاج والمتخصصة في إنتاج الألواح الزجاجية، ويبلغ رأس مال الشركة 2.5 مليار دولار، كما يبلغ حجم أرباح الشركة السنوي 1.3 مليار دولار، وللشركة استثمارات خارجية في ماليزيا والفلبين وتايوان وبولندا بقيم تتراوح من 200 مليون دولار إلى 500 مليون دولار لكل دولة وفقا للمراحل الاستثمارية، وتنتج الشركة 3 منتجات رئيسية، تشمل الزجاج المستخدم في كماليات السيارات، ويمثل إنتاج الشركة 23% من حجم الإنتاج العالمي في هذا المجال، والزجاج المستخدم في العقارات والمباني، وخاصة من النوع الموفّر للطاقة، والألواح الزجاجية المستخدمة في توليد الطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية 680 طن يوميا، نحو 35% من الإنتاج العالمي من الألواح الشمسية.
وأشاد مسؤولو الشركة بالمناخ الاستثماري المستقر في مصر ولأهمية موقعها المتميز، ما يجعلها في موضع اهتمام الشركة لإقامة مشروع استثماري متكامل في مجال صناعة الزجاج "المسطح، السيارات، والألواح الزجاجية"، قائم على تغطية السوق المحلي والتصدير للسوق الأوروبي والأفريقي.
وأكد المهندس عمرو نصار، حرص وزارة التجارة والصناعة بصفة خاصة والحكومة المصرية بصفة عامة، على تنمية صناعة الزجاج في مصر لعدة أسباب، من أهمها:
- دخول هذه الصناعة في مكونات السيارات، ما يساعد على رفع نسبة المكون المحلي في قطاع صناعة السيارات، عل بأنّ عدد من الشركات العاملة في مصر بمجال تجميع السيارات، تشتري المكونات المحلية لتعويض نسبة المكون المحلي المطلوبة، وبالتالي فالطلب على زجاج السيارات موجود بالفعل في السوق المصري.
- تسعى الحكومة خلال المرحلة المقبلة إلى إنشاء عدد من المدن الذكية، تشمل مبان ذات واجهات زجاجية، وبالتالي فهناك طلب متوقع على الزجاج المسطح.
- وجود عدد من محطات الطاقة الشمسية في مصر، وأهمها مشروع بنبان بأسوان، الذي يعد من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية على مستوى العالم.
- توافر المقومات الرئيسية لهذه الصناعة في مصر، مثل رماد الصودا والسيليكا، والغاز الطبيعي، ما يخلق ميزة تنافسية في هذه الصناعة.
ولفت وزير التجارة إلى أنّ الشركة قدمت بعض الاستفسارات بشأن الحوافز التي من الممكن أنّ تقدمها الحكومة المصرية للشركة، حال اتخاذ قرار الاستثمار، أهمها فيما يخص أرض المشروع وتوفير تدفق للغاز الطبيعي بشكل مستمر، لافتا إلى الاتفاق على أن توفد الشركة وفدا فنيا لمصر خلال شهر مايو المقبل، للاجتماع بالجهات المعنية وتقييم الوضع بشكل مفصل.
كما التقى وزير التجارة والصناعة مسؤولي شركة Hanteng Auto International، وهي شركة صينية ناشئة تعمل في مجال صناعة السيارات الهجين والكهربائية، ونجحت مؤخرا في اكتساب ثقة المستهلك من خلال منتجات مرتفعة الجودة وذات تكنولوجيا متطورة، وتسعى لخلق ماركة عالمية في مجال صناعة السيارات الكهربائية والهجين، وشارك في اللقاء الفريق عبدالمنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع ووفد من الهيئة.
وأكد نصار سعي الحكومة المصرية لتوطين صناعة السيارات في مصر، وبصفة خاصة السيارات الكهربائية، إذ تقدم الحكومة دعما كاملا للاستثمار في هذا المجال، لافتا إلى أنّ الهدف ليس فقط تغطية السوق المحلي، بل التصدير للأسواق العربية والأوروبية للاستفادة من الإعفاءات الجمركية التي تتمتع بها مصر من خلال الاتفاقات التجارية.
وأوضح مسؤولو الشركة اهتمامها وسعيها لدخول السوق المصري، من خلال تجميع السيارات الكهربائية أولا ثم الاتجاه بعد ذلك للتصنيع، مؤكدين أنّ الشركة لديها خططا لتصنيع عدد من مكونات السيارات الكهربائية، مثل البطارية وأجزاء المحرك الكهربائي، مع التأكيد أنّ منتجات الشركة تتطابق والمواصفات والمعايير الأوروبية.
ورحب وزير التجارة والصناعة بتوجه الشركة نحو السوق المصري، مؤكدا اهتمام الحكومة المصرية بنقل تكنولوجيا الإنتاج المتطورة للسوق المصري، والتأكيد على أهمية أنّ يتضمن عرض الشركة نموذج عمل واضح يشتمل على خطة تسويقية جيدة، تعتمد بالأساس على التصدير للسوق الأوروبي، ما أيّدته الشركة والفريق التراس، وتم الاتفاق على تشكيل فريق عمل مكون من ممثلي وزارة التجارة والصناعة والهيئة العربية للتصنيع والشركة لوضع التفاصيل الخاصة بهذا المشروع.
وشملت لقاءات وزير التجارة والصناعة، لقاء مع مسؤولي شركة HUAJIAN للصناعات الجلدية، التي تعد أحد أهم الشركات الصينية المُتخصصة في مجال صناعة الأحذية الجلدية والرياضية، إذ تمتلك الشركة 3 مناطق صناعية كبرى لصناعة الأحذية، اثنتان في الصين والثالثة في منطقة Hawasaa الصناعية بإثيوبيا، ولديها العديد من الشراكات التابعة من بينهم شركة Dongguan أحد أهم الشركات الصينية العاملة في مجال صناعة الأحذية الرياضية، وتدرس الشركة جديا الاستثمار في مصر وبصفة خاصة في منطقة الروبيكي.
وأوضح نصار أنّ الاجتماع يأتي استكمالا لمباحثاته مع الشركة خلال زيارتها للقاهرة خلال شهر أبريل الحالي، والتي شملت لقاء ممثلي الشركة بالمهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، فضلا عن زيارة مشروع الروبيكي، لافتا إلى أنّ اللقاء تناول الحوافز والتسهيلات التي قد تقدمها الحكومة المصرية للمشروع، إذ أعربت الشركة عن رغبتها الحصول على أرض بسعر منخفض، على مساحة تصل لـ200 ألف متر مربع بشكل مبدئي.
ولفت وزير التجارة والصناعة إلى أنّ الهدف من إقامة المشروع في مدينة الجلود بالروبيكي، تصنيع الجلود التي يتم إنتاجها هناك، ما يرفع القيمة المضافة للمنتج المصري، ويؤدي إلى تشغيل مزيد من الأيدي العاملة، مؤكدا حرص الحكومة على تقديم التسهيلات اللازمة للشركة لبدء مشروعها مع بداية العام المقبل، فضلا عن اهتمام القيادة السياسية في مصر بدعم مثل هذه النوعية من المشروعات، التي تسهم في نقل التكنولوجيا المتطورة لإنتاج المصنوعات الجلدية والتصدير للسوق الخارجي.
