عملية "طرابلس".. هل طال أمد معركة الجيش الليبي؟
عملية "طرابلس".. هل طال أمد معركة الجيش الليبي؟
في 4 أبريل بدأ الجيش الوطني الليبي عملياته العسكرية صوب المنطقة الغربية ونحو العاصمة الليبية "طرابلس"، لمواجهة الكتائب المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، وكانت هناك تصريحات بأن المعركة ستحسم خلال 48 ساعة.
حقق الجيش الوطني الليبي تقدم سريع في البداية، مع التصريح السابق، لكن تمر الأيام ولا تزال المعارك هنا وهناك، فماذا يعني امتداد طول أمد المعركة؟.
*الحسابات العسكرية لحرب المدن
من جهته، قال رئيس المؤسسة العربية للدراسات العميد سمير راغب، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "معركة العاصمة الليبية طرابلس لها طبيعة مختلفة وتأخذ وقتا طويلا، العاصمة تقريبا بها ثلث الشعب الليبي وهي تشبه القاهرة من حيث الازدحام".
وأضاف الخبير الأمني: "وهي مهما كانت مهارة القيادات العسكرية وقتها هناك مخاوف من سقوط ضحايا من المدنيين، الجيوش النظامية نفسها تخشى سقوط قتلى بالنيران الصديقة في المعارك فإن الوضع في ليبيا يعني كذلك أن هناك مخاوف من النيران الصديقة".
وقال "راغب": "نحن نتفق مع قيادات الجيش الليبي، لكن العملية منذ البداية كنت أتوقع أن تكون طويلة نتيجة الخطوط المتغيرة، اليوم يدخل الجيش في مدينة ويخرج منها، وفي ويوم ثاني لها وهكذا، هناك متغيرات جارية".
وتابع: "كلما دخل الجيش الليبي إلى المناطق المكتظة بالسكان كلما زادت المخاوف من أن يدفع ذلك الميليشيات للقيام بعمليات نسف وعمليات إرهابية وغيرها".
وقال "راغب": "حرب المدن تحيد فيها بعض الأسلحة مثل الهاون والجراد لا يمكن استخدامها بل تكون المعارك بالأسلحة الخفيفة، ويبقى استخدام الدبابات والمركبات لمجرد الحماية. من الممكن أن تنتهي المعركة لكن وفق طريقة الأرض المحروقة، وهذا غير مقبول".
وأضاف الخبير الأمني: "وبالتالي طول الوقت للمعركة بالنسبة للجيش الليبي هذا طبيعي وحتى لو وصلت قوات الجيش الوطني إلى قلب العاصمة وسيطروا على المنشئات الحيوية والاستراتيجية سيكون هناك عمليات إرهابية من بعض الخلايا بهدف تعطيل استقرار الأمن واستعادة استقرار الدولة، وهذا طبيعي بصرف النظر عن مواقف الصراع".
*الموقف الأمريكي والتقدم العسكري
كانت القوى الموجودة في العاصمة الليبية تراهن على الضغوط التي يمكن أن تمارسها الإدارة الأمريكية على "حفتر" لوقف المعركة، إلا أن بيانا مفاجئا للبيت الأبيض الأسبوع الماضي قال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعترف بدور "حفتر" المهم في مواجهة الإرهاب.
وقال عضو مجلس النواب الليبي إدريس المغربي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام ليبية اليوم، إن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر حسمت الأمر وأنهت مايتعلق بدعم بعض الأطراف لقرار مجلس الأمن الخاص بإدانة الجيش، في إشارة إلى تحركات تقودها بريطانيا في مجلس الأمن الدولي.
واعتبر "المغربي" أن النتيجة محسومة في ظل إحراز القوات المسلحة تقدم كبير خلال الساعات الماضية، مضيفا أن "الجيش منظم بمحاور وغرفة عمليات لتنفيذ خطط تحرير العاصمة من المليشيات".
