قائد سرية المشاة فى حرب أكتوبر: الأنفاق والمشروعات التنموية شرايين حياة فى سيناء

كتب: مروة عبدالله

قائد سرية المشاة فى حرب أكتوبر: الأنفاق والمشروعات التنموية شرايين حياة فى سيناء

قائد سرية المشاة فى حرب أكتوبر: الأنفاق والمشروعات التنموية شرايين حياة فى سيناء

«عندما وطئت قدمى أرض سيناء بعد تحريرها سجدت حمداً لله.. وقبلت رمال أرض الفيروز.. لأن هذا الأمر كان حلماً بالنسبة لنا»، بهذه الجملة التى تفيض بالمشاعر الجياشة بدأ اللواء ثروت النصيرى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أحد أبطال نصر أكتوبر 1973، حديثه مع «الوطن»، مؤكداً أن تحرير سيناء من قبضة المغتصبين كان انتصاراً حقيقياً لأنه أعاد الحق لأصحابه وطهرها من دنس الاحتلال الإسرائيلى البغيض.

وأضاف قائد سرية المشاة فى حرب أكتوبر أن المصريين جميعاً كانوا ينتظرون فى شوق هذه اللحظة لما يقرب من 9 سنوات بعد انتصارات أكتوبر والتى انتفض لها كل الشعب فرحاً.. وإلى نص الحوار:

ذكرى تحرير سيناء يوم غير عادى بالنسبة لبطل شارك فى حرب أكتوبر.. حدثنا عن شعورك وما يمثله هذا اليوم العظيم؟

- هذا اليوم لحظة لا توصف وأغلى عندى من تاريخ ميلاد أولادى؛ لأنه ليس بعد حب الوطن حب، فهذه اللحظة كللت جهود وتعب سنوات طويلة سبقتها منذ حرب 1967 وحتى تسلم الأرض، واليوم تمر الذكرى 37 لاستعادة سيناء كاملة ويحتفل الشعب المصرى يوم 25 أبريل من كل عام بهذه الذكرى العطرة التى استردت فيها مصر سيناء كاملة بعد انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وجلاء آخر جندى إسرائيلى منها -باستثناء مدينة طابا- وكانت هذه اللحظة عزيزة علينا جميعاً لأنها جاءت بعد مفاوضات دامت 9 سنوات.

"النصيرى": التنمية طريق سيناء للعبور نحو المستقبل.. والفرصة سانحة أمام الشباب

كانت هذه اللحظة فارقة فى حياة أبطال أكتوبر.. صف لنا أجواء هذه الفترة حتى انتزاع الأرض من العدو.

- بالفعل كانت فترة شاقة ومجهدة حتى نحصل على حقوقنا واسترداد سيناء كاملة، لأنه كان من الضرورى خوض معركة ضارية بعد الحرب، معركة سياسية قانونية، عن طريق المفاوضات التى بدأت فى اليوم التالى مباشرة من وقف إطلاق النار يوم 23 أكتوبر 1973، حيث دخلت مصر فى مفاوضات متتالية بدأت بمباحثات الكيلو 101 فى نوفمبر من عام 1973، ثم فك الاشتباك الأول فى يناير 1974 والذى تم به انسحاب القوات الإسرائيلية لمسافة 30 كيلومتراً شرق القناة، ثم فك الاشتباك الثانى فى نوفمبر 1975 وبموجبه انسحبت القوات الإسرائيلية إلى شرق المضايق، إلى أن جاءت الزيارة التاريخية للرئيس السادات بطل الحرب والسلام إلى إسرائيل وألقى خطابه داخل الكنيسيت عام 1978، وأوضح فيه أنه لم يأت إلى إسرائيل لعقد اتفاق صلح معها ولكن لعقد الاتفاق مع دول المواجهة كاملة، ثم تلى ذلك مؤتمر كامب ديفيد 1978 بين إسرائيل ومصر برعاية أمريكا والذى تم فيه الإعلان عن إطار اتفاقية السلام وفى عام 1979 تم بالفعل توقيع معاهدة السلام التى نصت على إنهاء حالة الحرب بين مصر وإسرائيل، وأن تكون حرب أكتوبر آخر الحروب، وبالفعل تم سحب كل القوات الإسرائيلية من سيناء إلى خط الحدود الدولية بشكل تدريجى وعودة السيادة المصرية على سيناء حيث تم رفع العلم المصرى فى رفح بشمال سيناء 25 أبريل، وفى نفس اللحظة تم رفعه فى مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء وتم انسحاب إسرائيل بعد احتلال دام 15 عاماً فى سيناء واعتبر هذا اليوم عيداً قومياً لجميع المصريين.

"العملية الشاملة" تتم على قدم وساق والضربات الاستباقية للبؤر الإرهابية حققت نجاحاً كبيراً

تشهد سيناء حالياً معركة تنموية تزامناً مع قيام الجيش والشرطة بتطهيرها من الإرهاب.. كيف ترى هذه الجهود؟

- ما يحدث الآن فى سيناء كنا ننتظره منذ عقود عديدة وبدأ يتحقق فى السنوات الأخيرة بشكل ملموس لأن القيادة السياسية الحالية تولى أرض سيناء عناية خاصة وبات شعارنا «يد تبنى وأخرى تحمل السلاح»، فالعملية الشاملة سيناء تتم على قدم وساق، والضربات الاستباقية على البؤر الإرهابية نجحت فى وأد هذه البؤر، لأن مصر أدركت أنه لا تنمية بدون أمن وأمان، وبالتالى كانت التنمية بجهود متوازية مع تحقيق الاستقرار الأمنى، وشهدت تنمية إنشائية متوازية بما يحقق نهضة حقيقية فضلاً عن إنشاء أربعة أنفاق تحت قناة السويس لربط الضفة الغربية بالشرقية ولتكون شرايين جديدة فى جسد الوطن تفتح آفاق النهضة الصناعية والتجارية فى هذه المنطقة المهمة.

وكيف ترى انعكاس هذه التنمية على الشباب بشكل خاص؟

- المشروعات التنموية فى سيناء تجعلها محافظة جاذبة للشباب وتفتح آفاقاً جديدة وفرص عمل وستجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية التى توفر فرصاً واعدة للعمل وستصبح أكثر المحافظات ازدهاراً ونمواً وهى فرصة حقيقية للشباب السيناوى بشكل خاص حيث تتوافر العديد من المقومات داخل أرض الفيروز وأهمها استخراج الرمل الزجاجى والجرانيت بخلاف مشروعات الاستزراع السمكى، والصوب الزراعية وصحارة سرابيوم التى تعد طفرة حقيقية لنقل المياه من الغرب إلى الشرق لزراعة آلاف الأفدنة.


مواضيع متعلقة