بعثة الجامعة العربية لمراقبة الاستفتاء: الاقتراع تم بسلاسة ودون مشكلات

بعثة الجامعة العربية لمراقبة الاستفتاء: الاقتراع تم بسلاسة ودون مشكلات
- الأدوار العليا
- الأصوات الباطلة
- الأمانة العامة
- الأمين العام لجامعة الدول العربية
- الاحتياجات الخاصة
- التاسعة مساء
- أبو غزالة
- أحمد أبو الغيط
- الأدوار العليا
- الأصوات الباطلة
- الأمانة العامة
- الأمين العام لجامعة الدول العربية
- الاحتياجات الخاصة
- التاسعة مساء
- أبو غزالة
- أحمد أبو الغيط
وجّه السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بتشكيل بعثة لمتابعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مصر 2019، برئاسة السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
وضمت البعثة في عضويتها مجموعة متابعين من موظفي الأمانة العامة للجامعة ينتمون إلى (13) جنسية عربية، وهي الأردن، تونس، الجزائر، جيبوتي، السعودية، السودان، سوريا، العراق، فلسطين، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب. ولم يتم ضم أي متابع من الجنسية المصرية إلى بعثة الجامعة العربية لضمان الحيادية التامة لأعضاء البعثة.
واجتمعت رئيس البعثة مع بعض الجهات المعنية بعملية الاستفتاء، إذ التقت القاضي لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، وتناول اللقاء توقيع مذكرة تفاهم بشأن متابعة جامعة الدول العربية للاستحقاقات الانتخابية التي تجرى في مصر، وبينها متابعة الاستفتاء على تعديلات الدستور،. كما التقت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، وجرى خلال اللقاء بحث جهود الجانبين لمتابعة سير عملية الاستفتاء.
وتضمنت أعمال البعثة نشر المتابعين في 8 محافظات مصرية، "القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الإسماعيلية، بورسعيد، الغربية، المنوفية، والفيوم"، وبلغ عدد اللجان التي زارتها الفرق خلال أيام الاستفتاء الثلاثة 33 لجنة افتتاح و800 لجنة اقتراع و9 لجان عد وفرز.
ملاحظات البعثة بشأن مجريات أيام الاستفتاء
توصل متابعو بعثة جامعة الدول العربية خلال أدائهم لمهامهم في أيام الاستفتاء الثلاثة، إلى تقييم لمدى توافق مجريات عمليتي الاقتراع والعد والفرز خلال أيام الاستفتاء مع الإطار القانوني المنظم لعملية الاستفتاء والقرارات الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات، وبينها إجراءات افتتاح لجان الاقتراع وغلقها، وخطوات عملية الاستفتاء والمواد اللوجستية اللازمة لإتمامها، فضلا عن تقييم سير عملية العد والفرز. وتتلخص ملاحظات المتابعين فيما يلي:
1. افتتاح لجان الاقتراع
افتتحت معظم لجان الاقتراع التي زارتها البعثة في الوقت المحدد لها في القانون أي الساعة التاسعة صباحا، إلا أنّ بعضها فتح متأخرا بعض الشيء بسبب تأخر وصول رئيس اللجنة أو تأخر وصول المواد اللوجستية، وتراوحت فترة تأخير عملية الافتتاح بين الدقائق المعدودة وحتى النصف ساعة.
وتمت إجراءات عملية الافتتاح بشكل صحيح وكامل في غالبية اللجان التي زارها متابعو البعثة، من حيث غلق الصندوق بالأقفال المرقمة، وعمل محاضر الافتتاح، كما بدأت عملية الافتتاح خلال اليومين الثاني والثالث في معظم اللجان التي تواجد بها أعضاء البعثة، بالتأكد من سلامة أقفال أبواب لجان التصويت، وسلامة أقفال الصناديق ومطابقة أرقامها مع الأرقام المثبتة بالمحضر الخاص باليوم السابق.
2. مواد الاقتراع
لاحظ متابعو البعثة توافر المواد اللوجستية في معظم اللجان التي زارتها البعثة، إلا أنّ البعض منها شهد نقصا في هذه المواد مثل الحبر الفسفوري والأقفال المرقمة، كما تم تعليق قوائم الناخبين خارج معظم اللجان التي زارتها فرق البعثة، إلا أنّ قوائم الناخبين لم تعلق خارج بعض اللجان التي زارها المتابعون.
3. إجراءات الاقتراع
اتسمت عملية الاقتراع بمجلها بالتنظيم الجيد، وتمت بسلاسة ودون مشاكل تنظيمية تعيق سير عملية الاستفتاء، ولاحظ متابعو البعثة في عدد من اللجان أنّ رؤساء وأعضاء لجان الاقتراع كانوا على وعيٍ كافٍ بإجراءات وخطوات عملية الاقتراع، إلا أنّ هذه الاجراءات لم تتم بشكل كامل في لجان أخرى، إذ لم يتم التأكد أحيانا من غمس الناخب لإصبعه في الحبر الفسفوري، فضلا عن عدم ختم ورقة الاقتراع في أحيانٍ أخرى، ولم يوقع الناخبون في سجل الناخبين بعد إمام عملية الاقتراع في بعض اللجان.
4. إتاحة دخول متابعي بعثة الجامعة إلى لجان الاقتراع
واجه عدد من متابعي البعثة صعوبةً في الدخول إلى مراكز الاقتراع، إذ تم منعهم من الدخول في عدد من المراكز، أو كان يتم تفتيشهم بشكل دقيق في مراكز اقتراع أخرى رغم ارتدائهم بطاقات الاعتماد الصادرة من الهيئة الوطنية للانتخابات، وكان يتم إفادتهم بعدم ورود تعليمات تسمح بدخولهم إلى مقار اللجان.
واستغرقت هذه الإجراءات وقتا طويلا كان يتعدى الربع ساعة في بعض الأحيان، الأمر الذي أثر على عدد اللجان التي كان يمكن للمتابعين زيارتها. ومن هذا المنطلق، توصي البعثة ببذل المزيد من الجهود مستقبلا بمزيد من التنسيق بين الجهات المعنية لمعالجة هذه المسألة وتزويد المؤسسات الأمنية المعنية بقوائم المنظمات الدولية والمحلية المتابعة للاستفتاء، إضافة الى التوعية بمهام المتابعين وكيفية التعامل معهم بهدف إزالة المعوقات التي تواجههم وتسهيل مهمتهم.
5. المرأة
ساهمت المرأة المصرية بفاعلية في العملية الانتخابية، إذ رصد متابعو البعثة وجودا ملحوظا للمرأة كناخبة في الإقبال على المشاركة في عملية التصويت في مختلف المناطق التي تواجدت بها البعثة.
وتود البعثة الإشادة بالحملة التي أطلقها المجلس القومي للمرأة "صوتك لمصر بكره" لتوعية النساء بأهمية المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتعريفهن بما تتضمنه التعديلات الدستورية، كما تسجل البعثة التواجد الملحوظ لمتابعي المجلس القومي للمرأة ودورهم في متابعة مجريات عملية الاستفتاء.
وتشيد البعثة بالوجود الملحوظ للمرأة ضمن موظفي لجان الاقتراع، إذ رصد المتابعون وجودا للمرأة ضمن أعضاء مكتب الاقتراع بنسب متفاوتة وصلت إلى أكثر من 3 سيدات في بعض اللجان، سواءً كرئيسة للجنة أو عضو فيها. وهنا تود البعثة الإشادة بوجود القضاة من الجنسين في رئاسة لجان الاقتراع، الأمر الذي يعد خطوةً مهمة لتعزيز مشاركة المرأة في العملية الانتخابية بمختلف مستوياتها.
6. كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة
تشيد البعثة بالجهود الكبيرة لقوات الأمن من أفراد الجيش والشرطة، والدور لرؤساء لجان الاقتراع لمساعدة الناخبين كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، في الوصول إلى لجان الاقتراع والقيام بعملية التصويت. إلا أنّه وفي بعض الأحيان، تواجدت لجان الاقتراع في الأدوار العليا في المراكز الانتخابية، ما أدى إلى صعوبة وصول الناخبين من هذه الفئة لهذه اللجان.
7. الإقبال
لاحظ متابعو البعثة أنّ الإقبال على التصويت في لجان الاقتراع كان متفاوتا في اليوم الأول للاستفتاء، مع زيادة نسبية الإقبال خلال اليومين الثاني والثالث للاستفتاء، كما لاحظ المتابعون أنّ النسبة الأكبر للناخبين المصوتين كانت من النساء وكبار السن، ولوحظت مشاركة الشباب في بعض اللجان.
8. محاولات التأثير على الناخبين
رصد متابعو البعثة العديد من حالات التأثير على الناخبين خارج مراكز الاقتراع في المحافظات التي تواجدت فيها، إذ لاحظ المتابعون وجود سيارات لنقل المواطنين للإدلاء بأصواتهم وانتشار الاحتفالات والتجمعات والأغاني وتوزيع المواد الغذائية وانتشار مظاهر الدعاية أمام مراكز الاقتراع، الأمر الذي قد يفسره البعض على أنّه تشجيع للناخبين على المشاركة والإدلاء بأصواتهم، وقد يفسره البعض الآخر بأنّه عامل مؤثر على اختيار الناخب.
9. فترة الراحة
أغلقت غالبية لجان الاقتراع التي زارها المتابعون خلال اليوم الأول للاستفتاء في موعدها المحدد في تمام الساعة الثالثة كما افتتحت الساعة الرابعة عصرا. تود البعثة هنا الإشادة بقرار الهيئة إلغاء ساعة الراحة في اليومين الثاني والثالث للاقتراع، وجاء في إطار حرص الهيئة على عدم إضاعة الفرصة على الناخب الذي يرغب في الإدلاء بصوته خلال هذه الفترة، وبشكل خاص من فئة الموظفين.
10. المتابعون المحليون
رصد متابعو البعثة وجودا ضعيفا للمتابعين المحليين في مراكز الاقتراع التي زاروها خلال أيام الاستفتاء الثلاثة، وفي هذا الإطار تؤكد البعثة مستقبلا على ضرورة العمل على دعم وتعزيز مشاركة منظمات المجتمع المدني في متابعة الاستحقاقات الانتخابية المستقبلية، وذلك نظرا للدور المهم الذي يلعبه المتابعون المحليون في العملية الانتخابية.
11. قوات الجيش والأمن
رصدت البعثة وجودا مكثفا لقوات الأمن من الجيش والشرطة في محيط مراكز الاقتراع لتأمينها خلال أيام الاستفتاء بمختلف أوقاتها، مع تأكيد المتابعين على حيادية قوات الأمن خلال مجريات عملية الاستفتاء.
12. إغلاق المراكز وعملية العد والفرز
أكد متابعو البعثة أنّ لجان الاقتراع التي تواجدوا بها أغلقت في الوقت القانوني في تمام التاسعة مساءً، وذك بعدما تم التأكد من عدم وجود ناخبين أمام لجان الاقتراع.
لم يُسمح لبعض متابعي بعثة الجامعة العربية بدخول بعض اللجان لحضور إجراءات عملية العد والفرز، وأكد متابعو البعثة الذين تمكنوا من حضور عملية العد والفرز، أنّ إجراءات العد والفرز جاءت كاملة وصحيحة في أغلب اللجان التي تواجدوا فيها، كما اتسمت بالدقة والسلاسة، وتم عمل محضر بالعد والفرز في معظم اللجان التي زارتها البعثة، مع ملاحظة عدم تمكن المتابعين من الحصول على معلومات بشأن عدد الأصوات الموافقة وغير الموافقة والباطلة، فضلا عن عدم تعليق النتيجة خارج بعض اللجان.
13. الأصوات الباطلة
وصل عدد الأصوات الباطلة وفقا لنتيجة الاستفتاء التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات إلى أكثر من 830 ألف صوت، وهو عدد كبير من الأصوات الباطلة، وقد يرجع أحد أسباب ارتفاع عدد الأصوات الباطلة إلى عدم وجود الوعي الكافي لدى الناخبين بإجراءات عملية الاقتراع، ما يتطلب بذل المزيد من الجهود مستقبلا في مجال توعية الناخبين من قبل مختلف شركاء العملية الانتخابية.
الهيئة الوطنية للانتخابات
تعرب بعثة جامعة الدول العربية عن عميق شكرها لتعاون الهيئة المستقلة للانتخابات، وعلى رأسها القاضي الجليل لاشين إبراهيم، إذ لم تتوان الهيئة عن دعم البعثة بالمعلومات والوثائق التي طلبتها، وما سهّل مهمة بعثة الجامعة وأسهم في إنجاحها.
ويعد هذا الاستحقاق الانتخابي هو الثاني الذي تشرف عليه الهيئة الوطنية للانتخابات بعد تشكيلها، وتسجل بعثة الجامعة أنّ الهيئة بذلت جهودا كبيرة للإعداد والتحضير للاستفتاء خلال فترة زمنية قصيرة، وقد كان لهذه الجهود الأثر الكبير في إنجاح هذا الحدث الانتخابي رغم ضيق الوقت.
وفي هذا الإطار، توصي البعثة بتقديم مزيد من الدعم المادي والفني للهيئة الوطنية للانتخابات، والعمل على بناء قدرات كوادرها عبر تلقي الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الانتخابات، وتوصي البعثة مجددا بضرورة إنشاء مركز إعلامي كبير تابع للهيئة خلال الانتخابات، ليكون مركزا تجتمع فيه وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي تغطي وتتابع فترة الحدث الانتخابي.
تؤكد بعثة جامعة الدول العربية على أنّ الاستفتاء على تعديلات الدستور في مصر 2019 جرى في نطاق احترام ما نص عليه الدستور والقوانين ذات العلاقة، كما تعرب بعثة جامعة الدول العربية عن خالص تقديرها للجهود التي بذلتها الجهات المعنية لضمان التنظيم الجيد وحسن سير عملية الاقتراع.
وتصدر البعثة خلال الفترة المقبلة تقريرها النهائي متضمنا ملاحظاتها التفصيلية وتوصياتها، لترفعه للسفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ليرسله بدوره إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، وذلك وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في هذا الشأن.
وتعرب بعثة الجامعة عن خالص التمنيات باستكمال مسيرة البناء ومواصلة النهضة التنموية والحضارية في مصر، كما تتطلع لتعظيم دورها القيادي في محيطها العربي والإقليمي والدولي.