من 25 يناير إلى 24 أغسطس: دوام الحال من المحال
![من 25 يناير إلى 24 أغسطس: دوام الحال من المحال](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/17669_660_548303_opt.jpg)
الجميع مشتت، والكل يدلو بدلوه، هذا سياسى يؤيد، وذاك شيخ يعارض بشدة، والشعب حائر بين هذا وذاك، هكذا كان الحال فى مصر فى الأيام الأولى للثورة، فبين من يرى أن التظاهر وقول الحق فى وجه سلطان جائر «فرض عين»، وبين من رأى كسر عصا الطاعة والخروج على الحاكم «ذنب لا يُغتفر» حتى لو كان مستبداً، الأمر ذاته يتكرر بعد مرور نحو 20 شهراً، تتبدل المواقف، فيصبح المعارض للثورة مؤيداً لمظاهرات 24 أغسطس.
«الذين يدعون إلى هذه المظاهرات ليس لديهم ذرّة من إيمان».. قالها الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية أثناء الدعوة لجمعة الرحيل التى تخللت الـ18 يوماً الأولى للثورة، معتبراً أن التظاهر يعطل أحوال الناس وشئونهم، بينما قبل ساعات من يوم الجمعة 24 أغسطس يُصدر المفتى بياناً يؤكد فيه أن التظاهر من وسائل الاعتراض الجماعى التى عرفها المسلمون فى أزمنة وأماكن مختلفة قديماً، وكانت تُستعمل مع الولاة أحياناً، وأحياناً مع المحتل الغاصب، وأضاف أن التظاهر السلمى جائز شرعاً.[Quote_1]
الأمر ذاته ينطبق على الفريق أحمد شفيق، ففور توليه رئاسة الوزراء عقب جمعة الغضب صرح فى إحدى حواراته لقناة «العربية» أنه يرفض التظاهر بميدان التحرير قبل أن يضيف أنه على استعداد لوجود المتظاهرين فيما يشبه «هايد بارك» قبل أن يختم حديثه بإنه سيوفر لهم «البونبونى» وهو الأمر الذى أثار الثوار، «شفيق» أكّد وفقاً لبيان وزّعه مكتبه أنه مع حرية التظاهر والاعتصام السلميين للتعبير عن الرفض الجماهيرى لأداء الدولة، داعياً متظاهرى 24 أغسطس بالاستمرار فى طريقهم.
«أخشى على البلد من كل هذه التناقضات التى تحركها مصالح سياسية بعيدة تماماً عن مصلحة الوطن» تعقب بها الكاتبة الصحفية الكبيرة سكينة فؤاد على دعوات البعض للتظاهر رغم استنكارهم للأمر أثناء الأيام الأولى لثورة يناير، قبل أن توضح أنها مع حق الجميع فى التظاهر ولكن لا بد أن ينبع ذلك من معارضة حقيقية تهدف للإصلاح وليس للتناحر، وتشرح «سكينة» السبب فى التناقض من وجهة نظرها فتقول: «بعض السياسيين لا يهمه أن يبدل مواقفه.. فالفريق شفيق رفض مظاهرات يناير لأنها هددت دولة مبارك الذى كان أحد أركانها ويدعو لمظاهرات أغسطس لأنها ضد خصومه (الإخوان)»، وتختم الكاتبة الكبيرة حديثها قائلة: أرجو من كل معارض فى مصر أن يؤسس لتيار بديل ومنهج يلتف حوله الناس وألا يظل فى منطقة المناوءة بالقول.