عاشق «المشكاوات»: خرج من متحف الفن الإسلامى مطروداً ثم عاد فناناً

كتب: رحاب لؤي

عاشق «المشكاوات»: خرج من متحف الفن الإسلامى مطروداً ثم عاد فناناً

عاشق «المشكاوات»: خرج من متحف الفن الإسلامى مطروداً ثم عاد فناناً

«انت بتعمل إيه؟»، بنبرة استهجان قالها عامل فى متحف الفن الإسلامى لـ«صلاح مصطفى»، الذى كان يحاول عمل نسخ من مشكاتَى السلطان حسن والأمير سيلار، ورغم الشرح المطول الذى قدمه الرجل للموظف، فإنه تعرض للإهانة والطرد، لكنه لم يتراجع عن عشقه للمشكاوات، لتحدث المفاجأة التى لم تخطر على باله، وهى دعوة رسمية تلقاها من إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف: «أنت مدعو لعرض أعمالك من المشكاوات ضمن معرض فى متحف الفن الإسلامى».

قبل 39 عاماً بدأ «صلاح» أولى خطواته بالعمل فى مصنع النصر للزجاج: «بدأت كمحاسب لكن كنت مهتم بعملية التصنيع وسير العمل فبقيت مشرف على العمال، واتدرجت لحد ما بقيت مدير».

بعد رحلة طويلة داخل مصنع الزجاج، خرج «صلاح» «معاش مبكر» فى عمر الـ45، مقرراً اعتزال العمل الإدارى والتوجه نحو الفن: «أسست ورشة زجاج وبنيت فرن الحرق بإيدى، وكان الشغل كتير لحد ما قامت ثورة يناير، خسرت كل حاجة، مافضلش معايا غير مفتاح عربيتى». أغلق الرجل الستينى الورشة لكن حماسه لم يفتر، حيث قرر التخصص فى «مشكاوات المساجد»، وأنجز عدداً من المشكاوات المعلقة بمسجد أحمد بن طولون، ومساجد أخرى، لكنه لم يكتفِ بذلك: «للأسف الأشكال الشائعة للمشكاوات نوعين من تلات أنواع، المشكاة العادية اللى هى موجودة فى المساجد بسورة النور بخط الثلث المتراكب، سموها مشكاة وزارة الأوقاف، ودى كبيرة ارتفاعها 35 سم بتتحط فى مبانى العمدان للإضاءة، والثانية زيها بس أصغر وبتتحط على المحاريب». لذا بدأ «صلاح» فى محاولة استعادة المزيد من أشكال المشكاوات التراثية، ليس هذا فحسب، حيث يواصل التعلم عبر دروس إضافية تساعده على مزيد من التجويد: «رحت مدرسة الخطوط العربية فى شبرا الخيمة واجتمعت مع مدير المدرسة، عندهم كفاءات عالية بترسم على المسطحات، لوحات وآيات قرآنية بشكل جميل لكن أنا كنت عاوز أوظف الخطوط الجميلة فى الرسم على المجسمات غير المنتظمة، قضيت 30 يوم مع المدرسين وطلعت بأربع طرق للخطوط».


مواضيع متعلقة