رائد فضاء إيطالي: "إيجيبت سات A" يوفر معلومات دقيقة عن الأرض ويساعد بالمجالات البحثية

كتب: أحمد أبوضيف و حسين عوض الله

رائد فضاء إيطالي: "إيجيبت سات A" يوفر معلومات دقيقة عن الأرض ويساعد بالمجالات البحثية

رائد فضاء إيطالي: "إيجيبت سات A" يوفر معلومات دقيقة عن الأرض ويساعد بالمجالات البحثية

قال رائد الفضاء الإيطالى الشهير باولو نيسبولى، إن مصر تستطيع الاستفادة بشكل كامل من قمرها الصناعى «إيجيبت سات A»، فى مجالات التنمية الشاملة، وأن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً مشتركاً بينه وبين أكاديمية البحث العلمى فى مجال الفضاء، وذلك بالتزامن مع استضافة مصر لوكالة الفضاء الأفريقية.

وأضاف «بالو»، خلال حواره لـ«الوطن»، أن مصر يمكنها إطلاق رحلات للفضاء فى المستقبل، لكن تحتاج إلى العمل الجاد والإمكانيات، وأن تحدد هدفها جيداً، مشيراً إلى أن العلم لا يقف عند زمان أو مكان محدد، وأن الدراسات والأبحاث مستمرة لاكتشاف ما هو جديد فى علوم الفضاء.

وإلى نص الحوار:

كيف بدأت العمل فى مجال الفضاء؟

حتى سن الـ26 عاماً كنت ضابطاً فى الجيش الإيطالى، ولم أكمل تعليمى الجامعى، وكان حلمى منذ الصغر أن أصعد إلى القمر أو أكون رائد فضاء، ولم أكن أملك من المقومات التى تؤهلنى لذلك غير البنية الجسدية القوية التى اكتسبتها خلال فترة تأديتى للخدمة العسكرية، فلم أكن أجيد اللغة الإنجليزية، ولم أدرس هذا العلم.

أحد أصدقائى عندما أطلعته على حُلمى، حثنى على السعى لتحقيقه، وقال لى: «العدو الحقيقى لعدم تحقيق حلمك، إنك ما تحاولش»، ومن هنا بدأت قصة كفاحى لتحقيقه.

والتحقت بالجامعة الأمريكية ودرست علوم الفضاء، وخلال الدراسة استطعت إجادة اللغة الإنجليزية، وعقب العودة لبلدى وجدت إعلاناً عن فتح باب التقدم لدفعة من المرشحين ليكونوا رواد فضاء على مستوى وكالة الفضاء الإيطالية تقدمت له وسط الألف ولم أوفق.

وبعد 4 سنوات تكرر الإعلان وتقدمت وأيضاً لم يتم اختيارى، وقتها أصبت بكثير من الإحباط الذى زادنى عزيمة، وفى المرة الثالثة وبعد 15 سنة من المحاولات، تم اختيارى، وسافرت مع «ناسا» ضمن فريق، وتدربنا على مدار 3 سنوات أخرى.

وظللت على قائمة الانتظار حتى صعدت فى أول رحلة عام 2007، ثم صعدت فى رحلتين أخريين، واستغرقت الثلاث رحلات 313 يوماً لأصبح بعدها أحد أبرز الرواد الذين قضوا أطول الفترات على سطح الفضاء: «احلموا بالمستحيل ولا تدعوا شيئا يعيقكم، وبعد أن تحلموا، استيقظوا، واعملوا على تحقيق الحلم، ولا توقفوا عملكم حتى بعد ما تحققوه».

رائد الفضاء الإيطالى: مصر يمكنها إطلاق رحلات للفضاء.. وينقصها الإمكانيات

وماذا يحمل الفضاء للبشرية فى السنوات المقبلة؟

ليست لدينا إجابة واضحة عن هذا السؤال، ولكن ما يمكن قوله إن العلم لا يقف عند زمان أو مكان محدد، وأن الدراسات والأبحاث مستمرة لاكتشاف ما هو جديد.

كما أن رواد الفضاء والعلماء المختصين بهذا المجال يقومون حالياً بدراسات كثيرة، وهذه الدراسات تأخذ وقتاً طويلاً، لذا يكون التنبؤ بها أمراً صعباً، فلا توجد هناك إجابات عما سيحدث فى المستقبل حيث تأخذ الدراسة من 3 إلى 20 عاماً، وينتج عنها 2500 تجربة علمية فى شتى المجالات البيولوجية والزراعية والطب وغيرها، لا أحد يعلم أى تجربة من هذه التجارب ستنجح وتحدث ثورة فى البشرية وستغير مستقبلها، لكننا إذا لم نقم بأبحاث فلن نستكشف المستقبل.

كيف يمكن الاستفادة من القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات A»؟

أولاً أنا لست مختصاً بمجال صناعة الأقمار الصناعية للحديث عنها، ولكن ما أحب أن أقوله خاصة أن مجال الفضاء مهم جداً لجميع الدول، هو أن مصر تستطيع الاستفادة من القمر فى العديد من المجالات الصناعية والزراعية والبحثية وغيرها، فضلاً عن استطاعتها الحصول على معلومات دقيقة عن الأرض، وبخلاف الأرض يحتاج المصريون إلى السفر للفضاء لاكتشافه.

ما الذى تحتاجه مصر لبناء محطة فضاء؟

بناء محطة فضاء أمر معقد للغاية، فحالياً توجد محطة دولية واحدة وتشترك بها الدول التى تقوم برحلات خارج الكرة الأرضية، مثل روسيا واليابان وكندا و10 دول فى أوروبا، وأعتقد أنه فى المستقبل، يمكن إطلاق رحلات مصرية للفضاء، ولكن تحتاج مصر إلى الكثير من العمل الجاد والإمكانيات، وأن تحدد هدفها جيدا قبل أن تتخذ أى خطوة.

وإذا أردت التوجه إلى المريخ على سبيل المثال، فعليها العمل بقوة واستشارة العديد من الدول ذات الخبرة العالية فى ذلك المجال، ويمكن أن تدخل كشريكة فى المحطة الدولية، وأعلم أن القاهرة تعد مركزا لوكالة الفضاء الأفريقية، التى ستُبنى فى المستقبل.

باولو: الأهرامات تحفة معمارية هندسية جبارة.. وما زالت تحتاج إلى كثير من الأبحاث 

ما الأبحاث التى يجرى العمل عليها فى مجال الفضاء حالياً؟

هناك أبحاث كثيرة تجري حالياً لاكتشاف الفضاء، فى مجالات عديدة، ولا أستطيع الحكم عليها لأنها تحمل العديد من التخصصات.

برأيك ما التحديات التى تواجه القارة الأفريقية فى غزوها للفضاء؟

تحديات كثيرة ومشتركة بين جميع الدول النامية، وهى تعتبر نفس التحديات التى تواجه الدول المتقدمة، والتى تتمثل فى "توافر الموارد وكذلك العقول"، ولكن فى الدول المتقدمة يتم تخصيص جزء من الموارد المالية للبحث العلمى وعلوم الفضاء بخلاف الدول النامية.

وما أوجه التعاون مع أكاديمية البحث العلمى فى مجال الفضاء؟

سؤال مهم جداً، سيكون هناك تعاون مثمر بين البلدين، خاصة أن مصر سيكون بها مشروع وكالة فضاء مصرية، ووكالة فضاء أفريقية، وذلك سيعزز من التنمية بها، كما أنه سيكون فى المستقبل رواد فضاء مصريين، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت لا أكثر.

كما أننى لاحظت حباً وشغفاً كبيراً من قبل الأطفال المصريين الذين قابلتهم فى اللقاء الذى نظمته الأكاديمية، شجعنى على أن يكون هناك تعاون فى علوم الفضاء، حيث وجدت الأطفال فضوليين، ونظرتهم كانت مليئة بالاهتمام والتشوق لمعرفة واكتشاف كل ما هو جديد، فضلا عن أننى جئت بدعوة من السفارة الإيطالية للمشاركة فى معرض عن التقنيات التى يمكن أن توفرها الأقمار الصناعية الإيطالية.

ما ملوثات البيئة الفضائية؟

القطع المعدنية الناتجة عن الأقمار الصناعية منتهية الصلاحية فى الفضاء.

كيف رأيت مصر من الفضاء؟

في أثناء رحلتى فى الفضاء، كان لا يمكن رؤية الأرض إلا باستخدام نوع معين من العدسات التى من خلالها تمكنت من رؤية العديد من المعالم فى الأرض بشكل أكثر دقة، والتى من بينها رؤية الأهرامات.

ولكن خلال زيارتي لها، فإن رؤيتها كانت أفضل بكثير لأنها أكبر مما توقعت، خاصة أننى كمتخصص فى الهندسة رأيتها كتحفة معمارية هندسية جبارة، ولا بد من إجراء المزيد من الدراسات للتعرف على ذلك. 


مواضيع متعلقة