"رياضي وطيب جدا وقرب يتجوز".. أصدقاء "بطل" واقعة الحوامدية يودعونه

"رياضي وطيب جدا وقرب يتجوز".. أصدقاء "بطل" واقعة الحوامدية يودعونه
- غرق
- النيل
- الحوامدية
- المعدية
- الوراق
- المسطحات المائية
- غرق
- النيل
- الحوامدية
- المعدية
- الوراق
- المسطحات المائية
غريزته الإنسانية، وشجاعته وقوة تركيزه، لم يكونوا فقط سببا في فعله البطولي بالقفز سريعا في النيل لإنقاذ طفل صغير سقط فجأة من "المعدية"، بل كانوا قدره المكتوب مسبقا له حتى يودع الحياة تماما ويغرق مع الطفل معا في مياه النيل الخالد.
محمد فتح الباب.. شابا في مقتبل الثلاثينات، حصل على بكالوريوس التجارة، عُرف بحبه للخير منذ صغره وبين أصدقائه الذين نشأ معهم منذ صغره بمنطقة الحوامدية في الجيزة، حتى بين زملائه بالعمل كمحاسب في إحدى الشركات الكبرى، وفقا لصديقه المقرب لمحمد عبدالمجيد، قائلا: "نشأنا سوا وكنا زي الإخوات.. ودلوقتي فقدت أخويا اللي معاشره بقالي 31 سنة".
يروي عبدالمجيد، لـ"الوطن"، تفاصيل الواقعة، بأنه يوم الثلاثاء الماضي، اتفق "محمد" مع أصدقائه بالحوامدية على لعب الكرة مثل المعتاد، ولكنه قرر تغيير رأيه بشكل مفاجئ قبل المباراة بأن يذهب في نزهة بسيطة في منطقة حلوان بدراجته، حيث كان محتوما له أن يستقل "المعدية"، في حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا.
"عرفنا من الناس، أنه وهو قاعد شاف طفل راجع من الفرح وواقف على حرف المعدية وفجأة والسواق بيلف بالأتوبيس الطفل وقع وفضل يصرخ أنه مش بيعرف يعوم".. تلك الصرخات الطفولية التي تحاول التشبث بالحياة كانت الدافع وراء هرولة الشاب الثلاثيني لخلع ملابسه وممتلكاته والقفز سريعا في النيل لإنقاذ الطفل، ولكن شدة التيار الهوائي مع حركة المركب، وركود المياه، كانوا أسبابا قدرية مسجلة مسبقا، ليجذب النيل كلاهما إلى أعماقه، بينما صعدت أرواحهم إلى السماء.
صدمة ضخمة سادت بين أهالي وأصدقاء "محمد فتح الباب"، الذين هرولوا في جوف الليل للبحث عن الشاب المفقود، ليصدموا بإهمال شديد من الجهات المسئولة، على حد قول "عبدالمجيد"، مضيفا أنه تم العثور على جثة الطفل مساء يوم الخميس بجزيرة الوراق، بينما ظهر جثمان صديقهم الشاب صباح الجمعة الماضية بمنطقة المنيل.
وتابع: "في الأول مكنوش راضيين ينزلوا يجيبوا الجثة علشان الوقت والهواء، وبعدين فضلنا في مشادات كبيرة حوالي 8 ساعات بعد كده علشان مرضيوش يسلمونا الجثة ويحولوا الموضوع لجنائي، لحد لما استلمناها بعد العصر ودفناه"، مؤكدا أن الأٍرة والأصدقاء لن يصمتوا تجاه تلك الواقعة حيث سيسارعون بتقديم بلاغات للاقتناص من الإهمال بالمحليات والمسطحات المائية والجهات المسئولة، لعدم وجود إجراءات حماية أو إسعافات أو غطاسين على متن تلك المراكب والكباري التي تزيد أعمارها عن 30 عاما.
فقدان صديق الطفولة، يعتبر أمرا صادما لـ"محمد عبدالمجيد"، حيث كان يرى صديقه الشهير بـ"محمد الشيخ" أيقونة للخير و"الجدعنه والطيبة"، فلم يتوانى عن أي عمل خيري جيد، قائلا: "المحزن أنه كان خلاص هيخطب قريب جدا".
سرعان ما نشر أصدقاء "الشيخ" واقعة وفاته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث ذيلوا اسمه بـ"الشهيد والبطل"، يرون فيه تفاصيل الأمر وشجاعته، ليتفاعل معهم الآلاف، من بينهم كريم بدران الذي أكد أن صديقه "عاش راجل ومات شهيد.. كان دايما بيتمنى الشهادة، ربنا يرزقه الجنة، لأنه كان مثال للشاب المحترم الطيب، وبيسعى دايما للخير".
وتابع بدران أن الفقيد كان محبا للأعمال الخيرية دائما ويسعى من أجلها، ويحرص على التقرب من الله تعالى بشهر رمضان، فضلا عن أنه: "كان دايما بيجمع كل الناس ويتصل بينا واحد واحد".
وبحزن بالغ نعاه صديقه أيضا محمد إبراهيم، مؤكدا أنه ربما كان قدرا له الوفاة الثلاثاء الماضي، إلا أن ذلك الموقف أظهر به "الشيخ" شجاعة نادرة، كونه "راجل زي الكتاب ما بيقول"، على حد وصفه.
عُرف "الشيخ" أيضا بكونه شخصا رياضيا، محبا لكرة القدم وركوب الدراجات التي اعتاد عليها يوميا عقب انتهاء عمله، وفقا لـ"إبراهيم"، مضيفا أنه كان يستعد للزواج قريبا، دون أن يعلم أنه سيودع الجميع بعد أيام ليكون "عريسا بالسماء"، على حد قوله.