"فاراج".. كبير مؤيدي "بريكست" نحو انتخابات "البرلمان الأوروبي"

كتب: حسن رمضان

"فاراج".. كبير مؤيدي "بريكست" نحو انتخابات "البرلمان الأوروبي"

"فاراج".. كبير مؤيدي "بريكست" نحو انتخابات "البرلمان الأوروبي"

"آن الأوان أن أحلم ببزوغ فجر بريطانيا المستقلة"، و"لقد استعدنا بلدنا"، كلمات قالها زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة السابق "يوكيب" ورئيس حزب "بريكست" الحالي، نايجل فاراج، بعد ظهور نتائج الاستفتاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف باسم "بريكست" في 2016.

وأضاف فاراج، في ذلك الوقت، إنه "إذا تحققت التوقعات، فسيكون ذلك انتصار للأشخاص الصادقين، الأشخاص العاديين"، موضحا: "فعلنا ذلك من أجل أوروبا بأكملها. آمل أن يسقط هذا الانتصار ذاك المشروع الفاشل - الاتحاد الأوروبي "التحرير" - وأن يدفعنا باتجاه أوروبا مكونة من دول سيادية"، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية.

وولد فاراج عام 1964 لعائلة ثرية في منطقة "كنت" في إنجلترا وكان والده وسيطا للأسهم، مدمنا لتعاطي المشروبات الروحية، وانفصل والداه عن بعضهما البعض عندما كان في الخامسة من عمره.

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2016، إلى أن فاراج، تلقى تعليمه في مدرسة "دليتش كوليدج" في العاصمة "لندن" وهي إحدى أرقى المدارس الخاصة في البلاد، مضيفة أن فاراج، لم يلتحق بالجامعة لكنه سلك درب والده في دخول حي المال في لندن حيث عمل لفترة في تجارة السلع.

وكان فاراج مؤيدا لـ"حزب المحافظين" البريطاني، منذ أيام دراسته، لكنه انضم عام 1993 لحزب "استقلال المملكة المتحدة" كعضو مؤسس، وانتخب عضوا في البرلمان الأوروبي عام 1999 عندما كان في الـ 35 من عمره.

وتابعت "بي بي سي" قائلة، أن فاراج، أصبح زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة عام 2006 وترك زعامته عام 2009، وأُعيد انتخابه مرة أخرى عام 2010 وأشارت الهيئة البريطانية، إلى فشل فاراج عدة مرات في دخول البرلمان، لكنه خرج سالما من عدد من المواقف الصعبة أهمها حادث سيارة خطير واصابته بسرطان الخصية وحادث سقوط طائرة.

وأطلق فاراج، والذي له دورا بارزا في الترويج لفكرة الخروج من الاتحاد، اليوم، حملة حزب "بريكست" لانتخابات البرلمان الأوروبي، والتي من المقرر أن تنطلق في 23 مايو المقبل، وهو التصويت الذي لم يكن من المفترض أن تشارك فيه بريطانيا، ويعتبر الآن استفتاء على مساعيها المتعثرة للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وكان فاراج، أحد قادة المعسكر المؤيد لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في 2016 والذي صوت الناخبون فيه لصالح الخروج من الاتحاد بعد عضوية استمرت نحو نصف قرن.

وذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، أنه فاراج والذي كثيرا ما تعرض لانتقادات شديدة بسبب مواقفه وكلماته التي وصفها معارضوه بالعنصرية ومعاداة المهاجرين، يأمل الآن في أن يحول فشل رئيسة وزراء بلاده، تيريزا ماي، في إكمال عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، في موعدها الأصلي في 29 مارس، إلى مكاسب كبيرة لمؤيدي "بريكست".

وقال فاراج، في أول تجمع انتخابي له عقد في مدينة "كوفنتري": "أعتقد بحق أننا أمة أسود يقودهم حمير"، مضيفا: "نستطيع الفوز في هذه الانتخابات الأوروبية". وأضاف فاراج، إن الحزب لديه قائمة رائعة تضم 70 مرشحًا للانتخابات.

وذكرت "بي بي سي" في نسختها الإنجليزية، أن فاراج كشف عن أنه من بين المرشحين للانتخابات أنينزيتا ريز موج، Annunziata Rees-Mogg، شقيقة القائد البارز في حزب المحافظين جاكوب ريز موج Jacob Rees-Mogg.

وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن فاراج، قوله في وقت سابق، اليو الجمعة، إن حزبه لن يأخذ أي تبرعات من البنوك، التي قال إنها تعرضت لحرق شديد منذ الاستفتاء، في إشارة إلى أسئلة حول مصدر الـ 8 ملايين جنيه إسترليني التي تبرعت بها البنوك للحملة المؤيدة لبريكست.

من جهتها، أوضحت "بي بي سي"، أن فاراج، كرس حياته المهنية من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما بدا في وقت من الأوقات أمرا بعيد المنال.

وكان بروز حزب "استقلال بريطانيا"، أحد الأسباب الهامة التي شكلت ضغطا على رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون، ودفعته إلى أن يعد بتنظيم الاستفتاء للمرة الأولى، مضيفة: خاض فاراج، حملة في طول البلاد وعرضها، في حافلة، مستخدما اشارات ورموز من فيلم "الهروب الكبير".

وألقى فاراج، الذي يصفه البعض بجاذبية الشخصية، خطابات يومية بين مستمعين يحثهم على التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد، مذكرا إياهم بالأيام الخوالي عندما كان الاقتصاد أكثر صلابة، وكانت معدلات الهجرة محدودة وكانت بريطانيا أعظم، من وجهة نظره.

وأشارت "بي بي سي"، إلى أن فاراج، يستخدم أسلوبا مباشرا في الحديث ويتوجه بخطابه إلى رجل الشارع، وهو ما حقق نجاحا لدى الكثير من المصوتين من كبار السن، والبيض، وأصحاب المهن.


مواضيع متعلقة