حوّل قرية مهجورة لمنتجع بيئي.. المصري الفائز بجائزة "السياحة العالمية" يتحدث لـ"الوطن"
حوّل قرية مهجورة لمنتجع بيئي.. المصري الفائز بجائزة "السياحة العالمية" يتحدث لـ"الوطن"
- السياحة
- السياحة البيئية
- النوبة
- وزارة السياحة
- منظمة السياحة العالمية
- شبكة صرف
- قرية البيجا
- أسوان
- السياحة
- السياحة البيئية
- النوبة
- وزارة السياحة
- منظمة السياحة العالمية
- شبكة صرف
- قرية البيجا
- أسوان
على مدى أقل من 18 عاما، اكتسب فيهم خبرات متعددة، عقب دراسته للهندسة المعمارية، ليتنقل بعدها لدراسة علوم الكمبيوتر والعمل فيها لـ6 أعوام، ثم الانطلاق إلى مجال التسويق في إحدى كبرى الشركات العالمية، التي أضفت إليه خبرات ثمينة أخرى خلال 8 سنوات آخرى، ولكنه ظل ظمآنًا للارتواء من بحر العلم، ليسارع بالحصول على الماجيستير في إدارة التراق الحضارة بالجامعة الفرنسية في مصر، التي تعرف خلالها على العديد من المجالات السياحية المتنوعة بالبلاد، وجذبته "السياحة البيئية".
في 2014، كانت نقطة الانطلاق للمهندس أحمد يحيي، حيث شجعته دراسة الماجيستير على اكتشاف مصر من جديد وإبرازها للمواطنين والسياح الأجانب، من خلال السياحة البيئية التي وجدها غير مستغلة على النحو المطلوب، ليترك عمله السابق وينشأ شركة مع عدد من أصدقائه باسم "أيكو" للتركيز على ذلك القطاع ونشر الوعي بها من خلال برامج عمل غير تقليدية، منها سيناء سانت كاترين والدلتا والصحراء الغربية، عبر زيارة الواحات والكهوف التي ترجع لما قبل التاريج والجبال ومنطقة حلايب وشلاتين وغيرها من المناطق المميزة بالبلاد، ولكن في أثناء ذلك كانت المشكلة الأكبر التي تواجهه هي "الفنادق" والتي تضر أغلبها البيئة، ليبدأ رحلة جديدة في البحث.
فرصة استثمارية ممتازة برزت أمام "يحيي" بعثوره على قرية مهجورة في النوبة مواجهة لمعبد الفيلة، خالية تماما من السكان بينما بقيت منازلهم المتهالكة، بسبب قلة الخدمات، في منتصف عام 2017، ليسارع بالتواصل مع عدد منهم لعرض الشراكة ضمن مشروع بيئي بقرية "البيجا"، بتحويل المنازل لمساكن صديقة للبيئة وإدخال التعديلات وإقامة منشآت جديدة تابعة لشركته الحديثة التي كونها مع مستثمرين جدد، مقابل إعادتها للملاك الأصليين بعد فترة زمنية محددة مع توفير فرص عمل لهم بها.
وبالفعل بدأ مالك شركة "أيكو نوبيا" تنفيذ مشروعه الجديد الذي افتتحه في نوفمبر 2018، وهو عبارة عن مطعم رئيسي ذو طابع ومأكولات نوبية قديمة لخدمة الضيوف المقيمين أو الزائرين، وغرف فندقية ذات طابع بيئي وشاطء رملي للعوم بالنيل، وقاعة مجهزة أعلى الجبل للاجتماعات واللقاءات، بالإضافة إلى تدشين شبكة صرف للقرية بأكملها، والتي يتم إعادة تدوير المخلفات بها لتكون صالحة للزراعة مرة أخرى ومنع إلقاء أي قطرة مياه ملوثة بالنيل، ليلقى المشروع رواجا ضخما، ويزوره خلال 4 أشهر أكثر من 10 آلاف فرد، ويحصد إيجابيات متعددة عبر المواقع العالمية.
المشروع تم بأفكار مصرية خالصة، وفقا لأحمد يحيي، قائلا: "إنه بالبداية تم طرح فكرة إقامة المشروع كمسابقة للمكاتب المعمارية والطلبة، ليفوز 3 مشروعات فيها، ودمجناهم مع بعض وطلعنا الفكرة النهائية، ودي استغليت فيها الجزء المعماري جوايا، وبعدين استعنا بدكتور من جامعة المنيا لصناعة شبكة الصرف"، موضحا أن الهدف منه كان اكتشاف الكنوز المخفية في البلاد واستغلالها على نحو بيئي و"استغليت فيه خبراتي السابقة سواء في الهندسة أو العمارة أو التراث".
ذلك النجاح الضخم الذي حققته "أيكو نوبيا" دفع مالك الشركة إلى التقدم في المسابقة التي طرحتها منظمة السياحة العالمية لمشروعات السياحة المستدامة والابتكار في عالم السياحة بالشرق الأوسط، التي نظمتها بالتعاون مع وزارة السياحة، بالقاهرة، وتنافس معه 3 مشروعات أخرى من "الأردن، لبنان، الإمارات"، فيما طرحت الوزارة 8 مشروعات آخرين، ليفوز فيها بالمركز الأول كأفضل مشروع سياحي ناشئ بالشرق الأوسط.
سعادة غامرة وتشجيع ضخم منحته الجائزة ليحيي، الذي أكد "الوزيرة رانيا المشاط أعجبت جدا بالمشروع خاصة أنها مكنتش تعرفه قبل كده، وحددت معانا اجتماع علشان تقدر تساعدنا وتتعاون معانا لتنشيط السياحة البيئية"، حيث يسعى حاليا لتكرار التجربة مرة أخرى بمنطقة جديدة في البلاد، وتحديدا في البر الغربي بمحافظة الأقصر بالتنسيق مع الأهالي ووزارة الآثار لحماية البيئة.