أبوالغيط يشارك في المنتدى العربي للتنمية: فرصة مهمة هدفها المساواة

كتب: الوطن

أبوالغيط يشارك في المنتدى العربي للتنمية: فرصة مهمة هدفها المساواة

أبوالغيط يشارك في المنتدى العربي للتنمية: فرصة مهمة هدفها المساواة

شارك السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدولي العربية، في الدورة السادسة للمنتدى العربي للتنمية المستدامة 2019، والتي تستضيفها العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور أمينة محمد نائب السكرتير العام للأمم المتحدة، الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا الدكتورة رولا دشتي، وزير الطاقة اللبناني - رئيس دورة المنتدى لعام 2018 عزيز رباح، ووزير التخطيط بجمهورية العراق - رئيس دورة المنتدى لعام 2019 نوري الدليمي.

وقال أبوالغيط في بداية كلمته: "اسمحوا لي بدايةً أنّ أهنئ الدكتورة رولا دشتي على توليها مهام منصبها كأمين تنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، وأثق في أنّ خبرتها الطويلة ورؤيتها الثاقبة ستسهم في الارتقاء بعمل الاسكوا، وفي تعزيز المشاركة المهمة القائمة بين جامعة الدول العربية والاسكوا في عدد من مجالات التعاون الحيوية".

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية: "يسعدني أنّ أشارك معكم اليوم في افتتاح أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة لهذا العام، والذي يعقد بعد أيام قليلة من انتهاء اجتماعات القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين بالجمهورية التونسية، وبعد نحو 3 أشهر من انتهاء أعمال القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، والتي عقدت هنا في العاصمة اللبنانية بيروت في يناير الماضي، وهما القمتان اللتان صدرت عنهما حزمة من القرارات الاقتصادية والاجتماعية المحورية المرتبطة برفاه المواطن العربي وحياته اليومية، بتأمين مستقبل أفضل للأجيال المقبلة".

وزاد أبوالغيط: "الجامعة العربية تظل المؤسسة الحاضنة لمجمل النشاط العربي المرتبط بمختلف أوجه التنمية، بما يشمله ذلك من عمل في مجالات الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والبيئة والإسكان والصحة والتعليم، وغير ذلك من الموضوعات الحيوية ذات الاتصال الوثيق بحياة الإنسان العربي، وهي أيضا الوعاء الحاضن لكل الجهود والنشاطات التي تُبذل للتنسيق بين المؤسسات العربية العاملة في المجالات كافة".

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية: "انعقدت القمة التنموية في بيروت خلال شهر يناير الماضي بعد غياب دام 6 سنوات، ولا شك أنّ استئناف عقد القمم التنموية في إطار منظومة العمل العربي المشترك ينطوي على دلالة مهمة لا تخفي مفادها أنّ الحكومات العربية أدركت أنّ التحديات التي تواجه العالم العربي، ذات طبيعة مركبة ومتداخلة ولا يمكن مواجهتها سوى بحزمة سياسات تمزج بين الاستخدام الفعال للأدوات الاقتصادية والبرامج الاجتماعية، جنبا إلى جنب مع الإجراءات السياسية والأمنية".

وأضاف أبوالغيط: "المنتدى العربي للتنمية المستدامة فرصة مهمة في هذا الإطار، يجب اغتنامها للتفاعل بإيجابية مع القرارات المرتبطة بالعملية التنموية الصادرة عن القمم العربية، خاصة قمة بيروت التنموية، التي تعاملت مع أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 في العديد من أبعادها. فلقد اعتمدت القمة على سبيل المثال الإطار الاستراتيجي العربي للقضاء على الفقر متعدد الأبعاد 2020 – 2030 كإطار يعزز الجهود العربية الرامية لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في المنطقة العربية، ويهدف إلى إنقاص مؤشر الفقر متعدد الأبعاد بنسبة 50% بحلول عام 2030".

واستطرد الأمين العام لجامعة الدول العربية: "وافقت القمة على مبادرة (المحفظة الوردية) كمبادرة إقليمية لصحة المرأة في المنطقة العربية، وذلك في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030، من أجل ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، فضلا عن اعتماد وثيقة منهاج العمل للأسرة في المنطقة العربية في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 كأجندة التنمية للأسرة في المنطقة العربية".

واستكمل أبوالغيط: "انعقاد المنتدى العربي للتنمية المستدامة هذا العام بعد مرور أربعة أعوام تقريبا على اعتماد خطة 2030، وتحت شعار مهم له دلالاته الكبيرة، وهو (تمكين الناس وضمان الشمولية والمساواة في المنطقة العربية)، وأود الإشارة بإيجاز في هذا الصدد إلى بعض الخطوات المحورية التي اتخذتها الجامعة العربية في هذا المضمار، ابتداءً باعتماد القمة العربية السابعة والعشرين بنواكشوط في عام 2016 قرارا بإنشاء آلية عربية لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية، تتضمن مهامها تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لتقديم الدعم للدول العربية في تنفيذ خططها الوطنية، ومروراً بإنشاء اللجنة العربية لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتي شهدت منذ نشأتها تفاعلا إيجابيا من جانب الدول العربية، توج باعتماد الإطار الاسترشادي العربي لدعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، ووصولا إلى تشكيل اللجنة الفرعية للقضاء على الجوع، لمتابعة تحقيق الهدف الثاني من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030 الخاص بالقضاء على الجوع، وما يتكامل معه من أهداف وغايات تمهيدا لإطلاق مبادرة للقضاء على الجوع بالمنطقة العربية".

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية: "يهمني الإشارة في هذا الخصوص إلى عدد من العناصر المحورية التي تشكل رؤية الجامعة تجاه الموضوعات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة التي يركز عليها المنتدى هذا العام: أولا: نرى محورية إيلاء المزيد من الاهتمام لمعالجة مسألة التفاوت في القدرات العلمية ومستويات التنمية للعلوم والمعرفة والتكنولوجيا والابتكار بين الدول المتقدمة والنامية، ذلك أنّ الابتكار هو العمود الفقري في النظام الاقتصادي الدولي الجديد".

وتابع أبوالغيط: "ثانيا: ننظر إلى تطوير قطاع الصناعة وعمليات التصنيع باعتبارها من أهم الوسائل فعالية للمساهمة في القضاء على الفقر، وذلك في ضوء ما توفره من فرص عمل وباعتبارها بوابة لاستيعاب أكبر عدد من الأيدي العاملة بما ينقص من معدلات البطالة ويساعد على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وهو الأمر الذي يستلزم تهيئة بيئة ملائمة لتطوير الصناعة على المستويات الوطنية في الدول النامية، سواء من خلال صياغة تشريعات أكثر فعالية فيما يتعلق بالاندماج في حركة التجارة الدولية والتمويل اللازم لبناء قاعدة صناعية صلبة وبناء القدرات وتعزيز دور الاستثمار الأجنبي". 

وزاد الأمين العام لجامعة الدول العربية: "ثالثا: أهمية اتخاذ خطوات دولية وإقليمية متقدمة لمكافحة التلوث وتغير المناخ والتصحر والجفاف، وأود التأكيد في هذا الصدد على حق جميع الدول في تنويع مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة واللجوء إلى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لتحقيق التنمية المستدامة، كما أؤكد أيضا أهمية التفرقة بين تمويل أنشطة مواجهة تغير المناخ وتمويل عمليات التنمية بشكل عام، وضرورة تبني مبدأ المسؤولية المشتركة مع تباين الأعباء". 

وأضاف أبوالغيط: "رابعا: التأكيد على أهمية احترام حقوق الانسان المتفق عليها دوليا ومبادئ القانون الدولي المرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها الحق في التنمية، والحق في الغذاء والحق في مياه الشرب الآمنة، والحق في الصحة وغيرها، إضافة إلى مبادئ سيادة القانون والحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين، مع أهمية العمل في ذات الوقت على تحقيق الاحترام الكامل لمختلف القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية للدول في إطار تنفيذ برامج التنمية بما يتسق مع قوانينها الوطنية وأولويات التنمية فيها".

وأتمّ الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمته، قائلا: "ختاما، أتقدم بجزيل الشكر للدكتورة رولا دشتي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، على دعوتي للمشاركة في هذه الفعالية المهمة، وأعرب عن تمنياتي بأنّ تكلل أعمال منتدى هذا العام بكل النجاح والتوفيق".


مواضيع متعلقة