«دماء فى الفجر»: تفاصيل استشهاد معاون مباحث النزهة وسائق برصاص مجهولين

«دماء فى الفجر»: تفاصيل استشهاد معاون مباحث النزهة وسائق برصاص مجهولين

«دماء فى الفجر»: تفاصيل استشهاد معاون مباحث النزهة وسائق برصاص مجهولين

كلَّف اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، فريقاً أمنياً على أعلى مستوى بملاحقة المتهمين بقتل النقيب ماجد عبدالرازق، معاون مباحث قسم النزهة، وسائق، وإصابة اثنين آخرين من أفراد الشرطة، فجر اليوم، وقال مصدر أمنى مطلع، إن الفريق الأمنى توصَّل إلى خيوط مهمة ستقود للقبض على الجناة الذين لاذوا بالفرار فور ارتكاب الجريمة، لافتاً إلى أن الشواهد والتحريات المبدئية لم تقطع بدافع الجريمة، وإن كانت هناك مؤشرات حول كونها جريمة جنائية.

كانت منطقة النزهة الجديدة بالقاهرة شهدت حادثاً أليماً، اليوم، حيث أطلق شخص مجهول أعيرة نارية من بندقية آلية على سيارة شرطة يستقلها معاون مباحث قسم النزهة، وقوة من القسم، ما أسفر عن استشهاد النقيب «ماجد»، والسائق سيد عبدالعال، فضلاً عن إصابة أمينَى شرطة عبدالعال محمد، وفرج أحمد، من قوة مباحث قسم النزهة، وتم نقل الشهيدين والمصابين إلى مستشفى الشرطة فى مدينة نصر.

وكشف مصدر بمديرية أمن القاهرة لـ«الوطن» تفاصيل الجريمة قائلاً: فى الساعة الرابعة فجر اليوم، وأثناء مرور قوة من قسم شرطة النزهة بدائرة القسم لمتابعة الحالة الأمنية، اشتبهت فى سيارة «هيونداى ماتريكس» سوداء اللون فى شارع طه حسين، يستقلها 4 أشخاص، فتوجه النقيب «ماجد» لفحص السيارة، إلا أن أحد الأشخاص نزل من السيارة مترجلاً باتجاه سيارة الشرطة، وأطلق عليها النار من بندقية آلية، ثم لاذ الجناة بالفرار.

وأشار المصدر إلى انتقال فريق بحث، بقيادة اللواء علاء الدين سليم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بالتنسيق مع ضباط أمن القاهرة والأمن الوطنى وضباط الأمن العام، وفرضوا كردوناً أمنياً بمحيط الحادث، ووضعوا الحواجز الحديدية، فيما تم التحفظ على كاميرات المراقبة من قِبل ضباط الأمن الوطنى، وجرى تفريغ الكاميرات فى مسرح الأحداث للوصول إلى الجناة، وكشف ملابسات الحادث.

وزير الداخلية يكلف فريقاً أمنياً بملاحقة المتهمين.. ومصدر: الضابط الشهيد اشتبه فى سيارة "هيونداى" يستقلها 4 أشخاص.. وأحدهم أطلق الرصاص على القوة الأمنية من بندقية آلية

وأكد المصدر عدم حسم الحادث إذا كان عملاً إرهابياً أم جنائياً، مشيراً إلى أن «الميكروباص» التى كانت تستقلها القوة الأمنية هى سيارة أجرة مدنية، فعادة ما تستعين مديريات الأمن بسيارات عادية فى حملاتها الأمنية فى دوائر الأقسام، حتى لا يتعرف عليها الخارجون على القانون.

وعلمت «الوطن» أن الشهيد النقيب ماجد عبدالرازق، رُزق بطفلته الأولى قبل أسبوع من الحادث، وأنه متزوج من ابنة الشهيد العقيد وائل طاحون، الذى استشهد فى أبريل 2015 أثناء نزوله من بيته فى منطقة المطرية، ليستقل سيارة الشرطة متجهاً إلى مديرية أمن القاهرة، فأطلق مسلحون أعيرة نارية تجاهه أسفرت عن استشهاده فى الحال، وقبل أسبوع أيَّدت المحكمة العسكرية حكمها على 3 متهمين بقتل العقيد وائل طاحون بالإعدام.

وقال صاحب كُشك بشارع طه حسين، ممن شهدوا الحادث، لـ«الوطن»، إنه فوجئ بإطلاق نار كثيف تجاه سيارة «ميكروباص» بعد صلاة الفجر، مضيفاً: «ظللت مختبئاً داخل الكشك خشية إصابتى بالرصاص الكثيف، حيث كانت ليلة صعبة للغاية»، وقال حارس أحد العقارات، إنه سمع صوت إطلاق نار كثيف نحو الخامسة فجراً، وأضاف: «جريت أشوف فيه إيه، ولقيت ماجد بيه مضروب بالنار جوّا الميكروباص، وأمين شرطة ملقى على الأرض ومصاب، وواحد من الجيران نزل ونقله للمستشفى»، مشيراً إلى أن إحدى الساكنات بالعقار رأت السيارة التى كان يستقلها الجناة حين لاذوا بالفرار.

وقالت «الداخلية» فى بيانها، اليوم، إنه أثناء مرور النقيب ماجد أحمد عبدالرازق محمد، من قوة وحدة مباحث قسم شرطة النزهة، والقوة المرافقة له لملاحظة الحالة بدائرة القسم، لاحظوا توقف إحدى السيارات سوداء اللون تحمل لوحات معدنية بيضاء اللون، مدونة بخط اليد، يستقلها 4 أشخاص مجهولين، وعندما توجهوا لاستبيان الأمر وفحصهم، بادر قائد السيارة بالترجل منها وإطلاق أعيرة نارية تجاههم من بندقية آلية كانت بحوزته، ما أسفر عن استشهاد النقيب «ماجد»، وإصابة فردَى شرطة من القوة المرافقة، وقائد السيارة الذى توفى متأثراً بإصابته، وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقِّى العلاج.

من جانبه، قال النائب العام المستشار نبيل صادق، فى بيانه، إنه يتابع سير التحقيقات فى حادث الهجوم على سيارة قسم شرطة النزهة، مضيفاً: «عقب تلقِّى النيابة العامة إخطاراً بإطلاق النار على سيارة تابعة لقسم شرطة النزهة، ووفاة معاون مباحث القسم وقائد السيارة، وإصابة اثنين من أمناء الشرطة، أمر النائب العام بانتقال فريق من أعضاء نيابة أمن الدولة العليا، ونيابة شرق القاهرة الكلية، إلى مكان الحادث للوقوف على ملابساته واتخاذ ما يلزم من إجراءات التحقيق»، فيما تم انتداب خبراء الأدلة الجنائية لفحص المكان.

فى سياق موازٍ، سادت حالة من الحزن بين أصدقاء وجيران الشهيد «ماجد»، فى مسقط رأسه بمنطقة عين شمس، وقال صديقه بلال إبراهيم: «ماجد كان أصغر إخوته، ومحترم وطيب جداً، وحافظ القرآن من وإحنا صغيرين».

يتذكر الشاب العشرينى صديقه بأنه كان هادئ الطباع، مهذباً فى حديثه، وأن التحاقه بكلية الشرطة كان مفاجأة بالنسبة له: «ما اتخيلتش إنه هيبقى ظابط لأنه كان طيب أوى، لكن بقى ظابط متميز بعد كده»، وتابع «بلال» لـ«الوطن»: «قبل أيام رُزق (ماجد) بابنته (ليلى) من زوجته سارة وائل طاحون، ابنة الشهيد العميد وائل طاحون».

5 أيام كانت الفاصل بين آخر لقاء جمع الشهيد مع صديقه أحمد سامى، يقول: «كنت واقف على محور المشير وعربيتى عطلانة، وفجأة لقيته قدامى بالصدفة ونزل حضنّى جامد، وفضل معايا لحد ما صلّحناها»، وها هو الآن ينعى صديقه: «ما يتكررش، وكان آية فى الأدب والأخلاق».

محمد شرابيش، صديق النقيب الراحل منذ الطفولة، يقول: «حفظنا القرآن على يد الشيخ إبراهيم بمنطقة حلمية الزيتون، وكان من أكتر الشخصيات احتراماً والتزاماً، وكل الناس بتحبه لجدعنته واحترامه وإخلاصه فى العمل، وحرصه على تطبيق القانون بروحه مش بنصه، لدرجة إنهم كانوا مسمينه الدكتور ماجد لسمو أخلاقه وشهامته».

ترتبط آية عبدالعزيز بعلاقة قرابة مع الشهيد، وجمعتهما العديد من المناسبات، آخرها ولادة زوجته قبل أيام، وزواج شقيقته مطلع العام الجارى، تقول: «كان ذوق وقمة فى الاحترام والأدب، عمرى ما سمعت منه حاجة وحشة، ودايماً سيرته كانت بتيجى بالحاجة الحلوة».

حزن وبكاء لم يتوقفا منذ أن وجدت صورته مذيلة بخبر الشهادة، فهى بمثابة أمه، حيث تربّى مع ابنها «أحمد»، وتقطن بالعقار الملاصق لمسكنه، فتتذكر طفولته بينما تنهمر دموعها، تقول: «كان أصغر إخوته، أمه ربنا رزقها بيه بعد فترة، وعنده أخ كبير اسمه محمد وأختين، وما كانش بيتشاقى ولا بيعمل مشاكل أبداً».


مواضيع متعلقة