إدلب ليبيا.. لماذا لم يتوجه "حفتر" إلى "مصراتة" قبل "طرابلس"؟

إدلب ليبيا.. لماذا لم يتوجه "حفتر" إلى "مصراتة" قبل "طرابلس"؟
ربما تتشابه الأوضاع كثيرا بين سوريا وليبيا، وربما المشهد يتشابه كذلك بين "إدلب" آخر جيوب الفصائل المسلحة في سوريا المدعومة من قطر وتركيا والمرتبطة بتيار الإسلام السياسي، ومدينة "مصراتة" التي تجمعت فيها مختلف تيارات الإسلام السياسي والفصائل المسلحة المرتبطة بها.
ومع تقدم قوات الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة الليبية "طرابلس" الأسبوع الماضي، يمكن نسبيات وصف "مصراتة" في هذه الأجواء بـ"إدلب" الليبية، والسؤال يفرص نفسه هنا، لماذا اختار الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر الذهاب إلى "طرابلس" أولا ولم يذهب إلى "مصراتة"؟
"الوضع الخاص بمصراتة شديد التعقيد".. هكذا وصف عبدالستار حتيتة المتخصص في الشأن الليبي الوضع في "مصراتة"، وقال، في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "مصراتة في 2011 وقبل مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي جمعت كميات ضخنة من أسلحة الجيش الليبي، وخزنتها بالإضافة إلى كميات ضخمة من الأسلحة من دول أوروبية ومن تركيا ومن قطر".
وأضاف: "قادت الحرب في سرت ضد تنظيم داعش الإرهابي فتلقت تمويلات وتدريبات وأسلحة من دول مثل الولايات المتحدة وإيطاليا في حرب داعش، بالإضافة إلى الجهورية الشديدة التي يتمسك بها عديد من القيادات في مصراتة، أي أن مصراتة بالنسبة لهم أولوية".
وقال "حتيتة": "الوضع في مصراتة كذلك سمح بوجود كثير من القيادات المتطرفة، وجماعة الإخوان بعد أن سقطت في انتخابات برلمان 2014، لم تستطع الاستمرار في العاصمة فانتقلت إلى مصراتة، لذلك الوضع في مصراتة قتالي جهودي عقائدي به خلص بين كل هذه الأمور، الإرهابيون الهاربون من بنغازي ودرنة ذهبوا إلى مصراتة وسط ترحيب، والقيادات التي تعرضت للضرب من القوات الأمريكية والجيش الليبي في أقصى غرب طرابلس في صبراتة انتقلت إلى مصراتة".
وتابع: "مصراتة بها قاعدة الكلية الجوية وهي قاعدة تخضع لقيادات على صلة قوية بتركيا وقطر، وتستقبل مستشارين عسكريين أتراك وقطريين وتستقبل في هذه القاعدة شاحنات أسلحة من قطر ودول أخرى".
وقال "حتيتة": "الجيش يرى في المرحلة الحالية ضرورة التعامل بحذر مع ملف مصراتة، وضرورة استقطاب العسكريين الوطنيين، وتفتيت الكتلة المصراتية، وهذا بدأ العمل عليه من نحو 3 سنوات، ولهذا اليوم نرى مصراتة قوتها منقسمة في مواقفها مع السراج رئيس المجلس الرئاسي ومعه الجناح المتطرف جهويا أو عقائديا أو إرهابيا، والجانب الوطني يحاول الابتعاد عن الدخول في اشتباك وحرب من زملائه في المؤسسة العسكرية".
من جهته، قال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية العميد خالد عكاشة، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "الجيش الليبي اختار طرابلس لأنه العاصمة وبها مؤسسات الدولة بالكامل، وهي مقر حكومة الوفاق ومقر المبعوث الأممي، وهذه دلالات وأهميات سياسية لا تقارن بمصراتة".
وأضاف الخبير الأمني: "إذا استطاع الجيش الليبي السيطرة عليها وطرد الميليشيات منها سيكون متغير كبير وله أهميته في معادلة الأمن الليبي بالكامل، وتبقى مصراتة لاحقا كأحد المدن التي دخلها مثل درنة أو مدن الجنوب، طرابلس هي عاصمة الدولة والسيطرة عليها تنعكس على مستوى التسوية السياسية بالكامل".
وقال "عكاشة": "الدلايات السياسية للعاصمة موجودة عند الجيش الوطني الليبي وكذلك الموجودين داخلها". وحول صعوبة معركة "مصراتة"، قال الخبير الأمني: "هذا يتوقف على متغيرات مختلفة، على سبيل المثال الدعم الذي سيأتي للجيش الوطني من طرابلس، أو أن يتغير الرأي العام داخل المدينة، الأمر في ليبيا به متغيرات كثيرة".