فيديو| جريمة داخل "زاوية الرحمة".. تفاصيل قتل "الإمام الساجد" في فيصل

فيديو| جريمة داخل "زاوية الرحمة".. تفاصيل قتل "الإمام الساجد" في فيصل

فيديو| جريمة داخل "زاوية الرحمة".. تفاصيل قتل "الإمام الساجد" في فيصل

كان خاشع الجنان، هادئ النفس، يعتلي المنبر لاهث الأنفاس بالنصح والمعروف.. وقف الشاب محمد، يخطب الجمعة ويتحدث عن رحلة الإسراء والمعراج، وأثناء الحديث وقف أحد المصلين وبصوت عال أمر الإمام بقراءة آية الكرسي "اقرأ آية الكرسي".

الحوار الذي لم يستغرق سوى دقيقة ونصف، تحول إلى حوار آخر مع المصلين، والذي انتهى بطرد "أحمد" 42 سنة، أستاذ جامعي منقطع عن العمل، وهو الشخص الذي قاطع الإمام، وتسبب في حدوث حالة من الهرج داخل مسجد الرحمة الذي يقع في شارع الأمراء بمنطقة فيصل التابعة لحي الهرم.

خرج الأخير، وعاد مرة أخرى في الركعة الثانية من صلاة الجمعة، وقتل الإمام وهو ساجد، مرددا عبارات "أنا ربكم الأعلى.. في شيطان دخلوا مع الإمام، في 40 شيطان كانوا في المسجد".. أخطر المصلين رجال الشرطة، وحضرت وتمكنت من ضبط المتهم وتمت إحالته للنيابة التي قررت حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وقالت مصادر مطلعة على التحقيق، إن جهات التحقيق سوف تجري قرارا بشأن عرض المتهم على الطب النفسي لتوقيع الكشف عليه وبيان عما إذا كان يعاني من مرضي نفسي من عدمه.

ما حدث داخل مسجد الرحمة، كشف عنه شهود العيان واعترافات المتهم وتحقيقات النيابة العامة، والتي جاءت كالتالي:

خطيب الجمعة اتقتل في الركعة التانية

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر والنصف ظهر اليوم، عندما تلقت الخدمة الأمنية المكلفة بمتابعة الحالة الأمنية بشارع الأمراء ومنطقة التعاون بفيصل بلاغا من أهالي المنطقة بوقوع جريمة قتل داخل مسجد الرحمة، وأن المجني عليه هو إمام المسجد.

أسرعت قوات الأمن، تحت إشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، واللواء رضا العمدة، مدير الادارة العامة للمباحث، الي مكان البلاغ، وتبين أن هناك ما يقرب من 30 إلى 45 شخصا في محيط المسجد وبداخله من سكان المنطقة كانوا يؤدون الصلاة، وبالفحص والتحري تبين أن المجني عليه يدعي "محمد .م" 35 سنة، هو خطيب وإمام المسجد الذي يقع في الطابق الأرضي بعقار سكني في المنطقة مكون من 5 طوابق.

أستاذ جامعي وراء القتل

بدأت القوات في الانتشار في محيط المنطقة، وحضرت سيارات الاسعاف، والنيابة العامة، وتم مناظرة جثة أمام المسجد، وتبين أنه مصاب بطعنتين نتيجة التعدي عليه بسلاح أبيض "سكين".

وقررت النيابة عرض الجثة علي الطب الشرعي لتشريحها لبيان اسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، بينما كانت النيابة تعاين وتناظر جثة الضحية، ناقشت رجال المباحث تحت إشراف اللواء محمد الألفي، نائب مدير الادارة العامة للمباحث، والعميد أسامة عبد الفتاح رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، والعقيد محمد راسخ مفتش مباحث الهرم، المشتبه فيه وتبين أنه يدعي"أحمد. م" 42 سنة، أستاذ جامعي منقطع عن العمل، ويعاني من انفصام في الشخصية، وقتل امام المسجد.

وبمناقشته في البداية أقر أن إمام المسجد لم يحفظ آية الكرسي، وأيضا بدخول الإمام للصلاة دخل معه 40 شيطانا، وظل يتوقف عن الكلام ثم يتحدث بعبارات ويرددها مثل "أنا ربكم الأعلى.. أنا اللي هحاسب الناس".

تحفظت القوات علي المتهم، في قسم شرطة الهرم، وتمت إحالته للنيابة التي أصدرت قرارا بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.

دماء في بيت الله

لا حديث يعلو بين الناس عن جريمة قتل الشيخ محمد إمام مسجد الرحمة، لا حديث عن الجريمة وعن شخصية المتهم، يلتقط سيد مصطفي 23 سنة عامل أطراف الحديث قائلا: "اللي حصل إن المتهم قال للشيخ مرتين، اقرأ آية الكرسي في الخطبة صلاة الجمعة، وحصل مشادة بينه وبين المصلين، وبعدين المتهم خرج من المسجد، وإحنا في السجدة الأولى من الركعة التانية عدى من بين الصفوف لحد ما وصل للإمام وضربه بالسكين، ساعتها شوفنا المتهم ماسك سكين عمال يضرب في الشيخ، الناس اتلمت ومسكته وقيدناه لحد ما الشرطة جت استلمته من الجامع".

القاتل: بقاله 5 سنين عايش معانا

إحنا مش عارفين هو عمل كده إزاي، كلنا في صدمة، هكذا بدأ مصطفى خالد، أحد جيران المتهم، حديثه عنه، قائلا إن أحمد ساكن معانا هنا من حوالي 5 سنين وكان متجوز، في شقة مستأجرة بنظام الإيجار الجديد من زوجته الثانية من وقت ما وصل.. وانفصل عنها منذ 3 أشهر".

وتابع الشاب العشريني قائلا: "إحنا عرفنا منه إن هو كان متجوز من سيدة أخرى في محافظة المنيا مسقط رأسه.. وأنجب منها ولدين وبنت ويقيمون مع والدتهم في المنيا.. لكن هو كان ساكن عندنا مع زوجته الثانية".

وتابع قائلا: "المتهم كان يعمل في إحدى الدول الخليجية.. وكان بياخد إجازات على فترات.. لحد من سنة فاتت رجع وقعد من الشغل خالص".

الإمام: كان رجل طيب وفي حاله

علي بعد أمتار كان يسكن الضحية إمام المسجد "محمد"، 35 سنة، تجد جيرانه وأقاربه يتحدثون عن سيرته الطيبة، يقول "خالد محمد " 24 سنة، من سكان المنطقة وأحد جيرانه، إن المجني عليه ليس له عداوات أو خصومة مع أحد، وإنهم فوجئوا بالواقعة.

وأضاف الشاب العشريني، قائلا: أحمد الله يرحمه كان كل يوم جمعة هو إمام المسجد، كان بيخطب في المسجد، وهو رجل طيب وجدع متجوز من فترة وعنده طفلين.. ربنا ينتقم من اللي عمل فيه كده وخلي عياله أيتام.

مريض نفسي.. وتفريغ الكاميرات

ملف القضية الذي يضم كل من تحريات المباحث وأقوال عدد من الشهود، ومقاطع الفيديو التي تم تفريغها من مسرح الجريمة، من المحلات والكاميرات، وأقوال أسرة المتهم، التي أكدت أنه يعاني من أمراض نفسية وانفصام في الشخصية وكان دائم يرفض العلاج، أمام النيابة العامة، التي قررت حبس المتهم بتهمة القتل العمد، ومن المقرر عرضه على الطب النفسي، ولا تزال جهات التحقيقات تواصل استكمال الفحص، وطلبت تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة.

 


مواضيع متعلقة