بروفايل| خليفة حفتر.. جنرال في مهمة صعبة

كتب: محمد حسن عامر

بروفايل| خليفة حفتر.. جنرال في مهمة صعبة

بروفايل| خليفة حفتر.. جنرال في مهمة صعبة

أيام صعبة عاشها الليبيون منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ميليشيات ارتبطت بالإرهاب انقضت على ثورة الليبيين فنهبوا المال العام وروعوا الآمنين وقتلوا وشردوا وخربوا، ليست هذه ليبيا التي يريدها الليبيون بعد "القذافي"، هكذا أدرك الجنرال خليفة حفتر صاحب الـ "75 عاما" ما يدور في ليبيا وكانت نظرته بأنه لا بد من تحرك.

بهدوء وثقة واتزان تحدث "حفتر" في 14 فبراير من عام 2014 ليطغى اسمه بقوة محليا وعالميا، تحدث يهدد الحكومة القائمة والخاضعة للميليشيات بأنه سيتحرك عسكريا ضدها، تغنى به الليبيون خاصة فى مدن الشرق التي تكتوي يوميا بنار الجماعات الإرهابية والميليشيات الإسلامية، بعد إعلانه انتهاء شرعية "المؤتمر الوطني" أو البرلمان السابق الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان ومجموعات إسلامية، وإسقاط الإعلان الدستورى القائم، والدعوة إلى مرحلة انتقالية جديدة.

هو خليفة بلقاسم حفتر، قائد القوات البرية بالجيش الليبي السابق، العسكري المنشق عن نظام "القذافي" منذ أواخر الثمانينات، والذي عاد إلى ليبيا بعد منفى في الولايات المتحدة الأمريكية دام 20 عاما.

قاد القوات المسلحة الليبية خلال الحرب الليبية - التشادية وانتصر هناك واحتل تشاد في فترة قصيرة، وحين طلب من "القذافي" الدعم المتوافر آنذاك، رفض "القذافي" خوفا من أن يرجع "حفتر" منتصرا ويستولى على حكم ليبيا، ما تسبب في وقوعه في الأسر مع مئات الجنود الليبيين في معركة "وادى الدوم" يوم 22 مارس 1987.

 وقبلها شارك في حرب العبور مع مصر، وكرم بحصوله على النجمة العسكرية في عام 1974. بعد الأسر انشق مع بعض رفاقه من الضباط في سجون تشاد، ليكونوا ما سموه "جيش وطني" معارض ثم غادروا إلى "واشنطن". عاد من منفاه في مارس 2011 لينضم إلى ثورة 17 فبراير، وكان له الدور البارز في دعم الثوار ماديا ومعنويا فيجبهات القتال في مدينة بنغازي.

ترك الفرصة بعد خطابه الشهير في 14 فبراير لكي تحاول الحكومة تصويب أوضاعها ويتوقف عبث الميليشيات، اختفى لثلاثة أشهر فظن البعض أن حديثه كان فقاعة هواء، إلى أن أتى فجر الجمعة 16 مايو من عام 2014 عاد "حفتر" مرة أخرى بعملية "كرامة ليبيا" التي أكد أنه ومن انضم إليه من قوات للجيش لن يتراجعوا عنها إلا بعد تطهير البلاد من الإرهاب.

الانتصارات تتوالى للقائد العسكري وكانت السيطرة على منطقة الهلال النفطي وطرد الميليشيات منها كفيلة لأن يجتمع مجلس النواب ورئيسه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويمنحه لقب المشير في 2016 ليتزين كتفيه بغضني زيتون والنسر الذهبي وسيفيه.

أتى الدعم كبيرا من قطر وتركيا للميليشيات التي تنتشر في ليبيا، لكن الرجل أصر على هدفه ويوم تلو اليوم يكتسب الدعم الشعبي والتأييد الداخلي، حتى بات ثلثي ليبيا تحت سيطرة جيشه، يسيطر بالكامل على الشرق ويطهره من الإرهاب، ثم يدخل وسط ترحيب شعبي إلى الجنوب فيبسط الأمن ويطرد المرتزقة.

 وهو الآن يطرق أبواب العاصمة "طرابلس" قائد عسكري في مواجهة الإرهاب، لكن هذه المرة فهو أمام اختبار صعب، كون "طرابلس" لن تكون معركة سهلة، هي مهمة صعبة كون "طرابلس" معقل الميليشيات التي تمتلك أسلحة على أعلى مستوى، لكن الجنرال الذي اعتاد المفاجئات مع كل معركة ربما يحمل أيضا مفاجئة جديدة خلال معركة "طرابلس"

 


مواضيع متعلقة