حضرة العمدة.. تاريخ من الجدل
![صورة أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/12568959771554313943.jpg)
صورة أرشيفية
أشخاص كثر لا يعلمون عن منصب «العمدة» شيئاً غير ما سطرته الأفلام والمسلسلات الدرامية فى أذهانهم، حيث يكون على رأس السلطة التنفيذية فى قريته والمتحكم فى زمام أمورها، تاريخ من الجدل سطره منصب العمدة أو شيخ البلد عبر العصور، فكان منهم المتسلط على أهل قريته، وآخرون وقفوا بجانب بلادهم ضد الاستعمار، وشاركوا فى مد الثوار بالتبرعات، وأخيراً إجراء المصالحات بين أهالى القرية وفض المنازعات فيها.
إنشاء مجالس إدارة مشيخة البلاد
شكّل الخديو إسماعيل مجالس منتخبة من العمد لإدارة البلاد ونظر القضايا، فكانت مجالس المراكز والدعاوى فى الأقسام، وتضمّن ذلك أيضاً إنشاء مجلس مشيخة البلد، ويتولى أمور الإدارة بها، ومجلس دعاوى البلد لنظر القضايا الخاصة بالأهالى، ويتكون الأول من رئيس مشايخ البلد، والآخر من رئيس مجلس الدعاوى ولا يقل عمر أى منهما عن 30 عاماً ومدة كل منهما عامان، وفى كل مجلس عضوان من كبار الفلاحين الذين لديهم أراضٍ فى نفس البلد، ومن التجار المقيمين فيها، ولا يقل عمرهم عن 25 عاماً، ولهم نواب مدة كل منهم عام واحد.
أدوارهم الوطنية
كان العمد من أصحاب الملكيات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة قد وقفوا إلى جانب الثورة العرابية وساعدوا الثوار وأمدوهم بالتبرعات الضخمة لنصرة الثورة، بعكس الأعيان أصحاب الملكيات الزراعية الكبيرة الذين خرجوا عليها وعملوا على تحريض العمد والمشايخ على مخالفة عرابى والعودة إلى طاعة الخديو.
النشأة
- 1833
ظهرت وظيفة العمدة أو الشيخ بصدور أمر من محمد على باشا إلى مدير الغربية بتعيين أحد المشايخ ناظراً لقسم زفتى، وفى أوائل العام التالى أمر مدير الدقهلية بجمع عمد ومشايخ قسمَى دمياط وشربين للنظر فيمن يصلح لأن يكون ناظراً على دمياط.
- 1857
أمر الخديو سعيد بتفويض أهالى كل ناحية بانتخاب شيوخها، نزولاً على رغبتهم، تحت إشراف الإدارة المركزية دون تدخلها، وكان على ناظر القسم عند إجراء الانتخابات جمع عمد البلاد المجاورة والقاضى الشرعى وكافة المشايخ السابقين.
مهامه الوظيفية
حماية أمن القرية بمنع الجرائم وضبط ما يقع منها.
إجراء المصالحات.
العمل على فض المنازعات، والتوفيق بين المتخاصمين، وكل ما من شأنه الحفاظ على الأمن العام. ويؤخذ رأيهم فى اختيار الخفراء الجدد حال تعيينهم، وكذا فى اختيار شيخ الخفر، وعليهم فى دائرة عملهم مراعاة أحكام القوانين واللوائح، واتباع الأوامر التى تبلغ إليهم من جهات الإدارة.
وتنص المادة (18) على أنه: يجب على كل من العمدة أو الشيخ أن يقيم فى القرية المعين بها، على أن يقوم العمدة بتخصيص مقر إدارى دائم يمارس من خلاله مهام وظيفته.
استخدام النفوذ ضد الفلاحين
نظراً لتمتع العمد والمشايخ بالسلطة والنفوذ والمكانة الاجتماعية المتفوقة على أقرانهم من الفلاحين فى قراهم ونواحيهم، كان ذلك عاملاً من عوامل تسلطهم وتعسفهم مع هؤلاء الفلاحين قديماً، حيث أساءوا استخدام سلطاتهم التى تخول لهم الإشراف على شئون الزراعة والرى وتحصيل الضرائب والأموال وإدارة القرية، وذلك بالاعتداء عليهم بالضرب أو غصب أموالهم وأطيانهم ومواشيهم وأقطانهم.
إجراءات تعيين العمد والمشايخ
فى حالة خلو عمدية أو شياخة يتم الإعلان عن ذلك بمعرفة مديرية الأمن المختصة بمقر العمدية أو الشياخة.
يتم تقديم طلب على النموذج المعد لذلك لمدير الأمن بالنسبة للعمدة ولمأمور المركز بالنسبة للشيخ.
يتم فحص الطلبات بمعرفة لجنة فحص الطلبات بالمديرية برئاسة نائب مدير الأمن.
يتم الفصل فى طلب المتقدم فى خلال شهر من تقديمه.
تُعرض الطلبات المستوفاة طبقاً لما نص عليه القانون رقم (85) لسنة 1978 المعدل بالقانون رقم (26) لسنة 1994 على لجنة العمد والمشايخ بمديريات الأمن برئاسة مدير الأمن.
تتولى الإدارة العامة للشئون الإدارية فحص طلبات المتقدمين والعرض على اللجنة العليا لتعيين أحد العمد المتقدمين ويصدر قرار التعيين من وزير الداخلية.
تقوم الإدارة بفحص طلبات المتقدمين للشياخة والذين يتم تعيينهم بمعرفة لجنة العمد والمشايخ بمديريات الأمن للعرض على وزير الداخلية لاعتماد قرار تعيينهم.
يتم تسليم العمدة شهادة التعيين موقعاً عليها من وزير الداخلية، وشهادة تعيين الشيخ موقعاً عليها من مدير الأمن.
رواتب المشايخ والخفر والطوافة قديماً (عام 1902):
250 قرشاً شيخ البلد
120 قرشاً الوكيل
90 قرشاً الطواف
70 قرشاً الخفير
8 شروط لاختيار العمدة أو شيخ البلد
أن يكون مصرياً.
أن يكون حسن السمعة، وغير محروم من مباشرة حقوقه السياسية أو موقوف حقه فيها، وألا يكون قد سبق فصله بحكم أو قرار تأديبى نهائى.
أن يكون مقيماً إقامة فعلية بدائرة القرية المرشح لها.
ألا تقل سنُّه يوم فتح باب الترشح عن 30 سنة ميلادية.
أن يكون العمدة حاصلاً على مؤهل دراسى متوسط على الأقل، وبالنسبة للشيخ أن يجيد القراءة والكتابة.
أن يكون للعمدة دخل ثابت مثل المرتبات والعقارات المملوكة له لا يقل عن 1500 جنيه شهرياً من مجموع أوعية الدخل.
أن يكون العمدة أو الشيخ لائقاً طبياً من واقع تقرير طبى معتمد.
أن يكون المرشح قد أدى الخدمة العسكرية أو أُعفى منها.