"يتنحاو قاع".. قصة عبارة عفوية أطاحت بالرئيس بوتفليقة

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

"يتنحاو قاع".. قصة عبارة عفوية أطاحت بالرئيس بوتفليقة

"يتنحاو قاع".. قصة عبارة عفوية أطاحت بالرئيس بوتفليقة

أحداث متواترة على مدار 5 أسابيع، بدأت بمسيرات رافضة عهدة جديدة في تاريخ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، قبل تحولها سريعًا إلى مظاهرات واحتجاجات بين كل أطياف الشعب الجزائري، دفعت الرئيس القابع على كرسي الرئاسة منذ 20 عامًا للتقدم باستقالته، اليوم، إلى رئيس المجلس الدستوري.

بداية احتجاجات الجزائر

في 22 فبراير الماضي، بعد تواصل على الشبكات الاجتماعية، بدأ تنظيم المسيرات في معظم المدن الرئيسية في الجزائر، حيث خرج عشرات الآلاف من الجزائريين يتظاهرون في فرح وهدوء نادر، لتكون شرارة اندلاع المزيد من المظاهرات التي لم تتوقف حتى الآن.

تأجيل انتخابات الرئاسة في الجزائر

كانت أولى انتصارات متظاهري الجزائر في 11 مارس المنقضي، حينما أعلنت الرئاسة الجزائرية، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدل عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، وقرر تأجيل الانتخابات الرئاسية، المقررة في 18 أبريل الجاري.

اهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية، بما يحدث في الجزائر، زاد إيقاعها مع قرار بوتفليقة بالعدول عن الترشح، وبينما ترصد عدسات الفضائيات رد فعل المتظاهرين، يخرج أحد الشباب الطامح في المزيد من الانتصارات السياسية، الرافضة للوقوف عند حد تأجيل الانتخابات الرئاسية، ليقول كلمته: "يتنحّاو قاع"، وهي جملة تعني "فليتنّحوا جميعا".

عبارة الشاب سفيان بكير تركي (33 عاما)، كما عرف نفسه خلال ظهوره عبر قناة "سكاي نيوز العربية"، صارت شعارًا شهيرًا للاحتجاجات المتواصلة في الجزائر، للمطالبة برحيل نظام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

شعار "يتنحاو قاع" وقائله سفيان حضرا في المظاهرات، التي أعقبت قرارات 11 مارس، عبر لافتات ورسومات كاريكاتورية رفعها محتجون ضد السلطة الحاكمة، كما ردده آخرون في هتافاتهم بمختلف الساحات والشوارع بالعاصمة وبقية المحافظات.

مظاهرة الجمعة الأخيرة (29 مارس) أيضًا شهدت اعتمادا كبيرا للشعار ذاته بطريقة فكاهية تحمل رسالة سياسية إلى السلطة.

استقالة عبدالعزيز بوتفليقة

ويبدو أن إرادة الشعب انتصرت في النهاية، حيث أعلن بوتفليقة، اليوم، استقالته إلى المجلس الدستوري، قبل انتهاء ولايته الرئاسية في 28 أبريل، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.

وكان مكتب الرئيس الجزائري، أعلن أمس عزمه الاستقالة من منصبه قبل نهاية الفترة الرئاسية الحالية 28 أبريل، استجابة للاحتجاجات الجماهيرية لكنه قال أيضا إنه يريد اتخاذ قرارات مهمة قبل مغادرته.

وبموجب الدستور الجزائري، فإنه بمجرد استقالة الرئيس يتولى رئاسة الدولة بالنيابة رئيس مجلس الأمة لمدة 90 يوما تنظم خلالها الانتخابات الرئاسية.

وأصيب بوتفليقة بسكتة دماغية قبل نحو 6 أعوام، ونادرا ما يظهر في فعاليات عامة منذ ذلك الحين. وتشهد الجزائر منذ شهر فبراير الماضي مظاهرات كبيرة منددة بحكم بوتفليقة الذي وصل إلى سدة الحكم قبل نحو عشرين عاما.


مواضيع متعلقة