رسالة مفتوحة إلى الفريق كامل الوزير

- اجتمع أحد وزراء النقل بمجموعة من موظفى السكة الحديد العاديين وسألهم: التوك توك الواحد ينفق على ثلاثة بيوت، فكيف تخسر السكك الحديدية التى يركبها الملايين يومياً.

- صمت الجميع خوفاً لمعرفة رأس الذئب الطائر، فقام أحدهم: أعطنى الأمان وسوف أذكر لمعاليكم الأسباب. قال أعطيتك، قال: هناك 65 ألف ميدالية تصرف التذاكر مجاناً أو بتخفيض، وهى لفئات أغنى بكثير من المواطن العادى.

- والغريب أن أصحاب هذه الميدالية يصرفون التذاكر المجانية باستمرار وقد تعطى للأقارب والجيران وحتى البواب فتستنزف موارد الهيئة.

- قال الوزير: الحل إلغاء هذه الميداليات، وكل مؤسسة تدعم منتسبيها مباشرة من ميزانيتها كبدل انتقال.

- وهذه الفروقات تدعم الهيئة وتعطى للكمسارى والسائق ونحوهما بدلاً من مرتباتهم المتدينة رغم سفرهم وغربتهم عن أسرهم.

- سيادة الوزير: قال لى مخرج إعلانات منذ سنوات: محطة سيدى جابر بها قرابة ثمانين عموداً خرسانياً، وأنا مستعد لشراء حق الإعلانات عليها مقابل عدة ملايين سنوياً قلت له: هل تستحق ذلك، قال: نعم وفى كل المحطات الرئيسية، ولو فعلت الهيئة ذلك لأنفقت على نفسها، بدلاً من إرهاق ميزانية الدولة.

- ثم أردف قائلاً: الهيئة لا تحتاج لموظف روتينى عقيم، قلت: كيف؟ قال: سكك حديدية نادرة الوجود تمتد لمسافة 9000 كيلو لا تستفيد من هذا الطول الشاسع فى تقسيمه إلى عشرات الأقسام وبيع كل مسافة منها لشركة إعلانات تضع إعلانات فقط عليها، فهى لا تترك مدينة ولا قرية ولا نجعاً، إلا مرت عليها، إنها كنز ثمين مهدر تماماً.

- سعادة الفريق: فى الإسكندرية -فضلاً عن باقى المحافظات- مئات المحلات والدكاكين على طول خط السكة الحديد الداخلى، وهذه المحلات لم يتم تقنين أوضاعها تقنيناً نهائياً بإيجارات مناسبة للطرفين ولو تم ذلك فى كل المحافظات لجلبت المليارات.

- ولو تم بناء محلات فى مناطق مختارة تجارياً وهندسياً بمستويات راقية وتأجيرها أو بيعها فسوف تدر الملايين، تسعة آلاف كيلو لو أحسن استغلالها وتم تنظيف جنبات السكك الحديدية من كم القاذورات والمهملات الرهيب، الذى يؤذى أبصار الجميع مواطنين وسياحاً، والذى يتحسر على منظره كل مصرى غيور، فالجميع يقارن الآن بين ضفاف القطار فى إندونيسيا وماليزيا ومصر.

- سيادة الفريق: هناك فساد فى الهيئة لأنها أشبه ما تكون بالدولة العميقة، التى لا يستطيع أى وزير أن يفك طلاسمها، وصوره كثيرة، مثلاً يتحرك قطار لا يركبه إلا القليل ورغم ذلك تضاف إليه عدة عربات إضافية، ويجعلون الحجز فى هذه العربات الإضافية لإيهام الكبار أنها امتلأت زوراً، لتصرف علاوات وبدلات وهمية.

- إذا أراد أى وزير أن يفك طلاسم الدولة العميقة بوزارته فعليه أن ينصت ولو مرة كل ستة أشهر لصغار الموظفين والصفوف الرابعة من الإداريين والفنيين، فليس بالمقطورات أو العربات الجديدة تتطور السكك الحديدية.

- سيادة الفريق: لو تم تحويل محطات السكك الكبرى فى المحافظات مثلما حدث فى محطة سيدى جابر لتحولت إلى منظومة حضارية وتجارية كاملة، بدلاً من الأموال الطائلة التى أنفقت هباءً فى تطوير كاذب للمحطات عبارة عن تغيير البلاط بآخر أسوأ، وأمور شكلية لا تمس الجوهر.

- فمحطة ديروط بلدتى مثلاً أنفقت عدة ملايين فى تطويرها شكلياً دون زيادة طول الرصيف، فهناك قرابة ست عربات من القطار بعيداً عن الرصيف ويعانى الركاب الويلات فى النزول والصعود من أماكن غاية فى القذارة.

- أما قطارات الصعيد والدرجة الثالثة والثانية فهى مأساة بحق، ومصر هى الدولة الوحيدة الآن التى تجد فيها عشرات الركاب معلقين على الأبواب يمكن أن يسقط أى واحد منهم بسهولة، فضلاً عن التسطيح الذى أضر بسمعة مصر كثيراً، وفى الختام تقبل تحياتى وتمنياتى الطيبة.