ضحايا الطبيب المزيف بالغربية: "باع لنا الوهم وعيادته كانت دايما زحمة"

كتب: احمد فتحي

ضحايا الطبيب المزيف بالغربية: "باع لنا الوهم وعيادته كانت دايما زحمة"

ضحايا الطبيب المزيف بالغربية: "باع لنا الوهم وعيادته كانت دايما زحمة"

شهدت مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، استمرار موجة من الغضب بسبب "الطبيب المزيف الجديد" والذي شاع صيته من خلال مزاولته مهنة الطب لأكثر من 14 عاما على الرغم من عدم حصوله على رخصة وافتتاحه لعيادتين الأولى بعزبة توما بمحل مسقط رأسه والأخرى بنطاق منطقة العباسي القديم أكبر المناطق التجارية بنواحي المدينة العمالية، وهو ما دفع العشرات من المرضى إلى البدء في الإبلاغ عنه للنيابة العامة عقب سقوطه في قبضة رجال الشرطة.

وأعطى المستشار ياسين زغلول المحامي العام لنيابات شرق طنطا الكلية بمحافظة الغربية، اليوم، توجيهاته إلى المستشار خالد عابدين بمواصلة سماع أقوال المبلغين الجدد الذين حرصوا على الإدلاء بأقوالهم في شأن "الطبيب المزيف" والبدء في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمخاطبة نقابة الأطباء وأعضاء لجنة العلاج الحر بمديرية الصحة بطنطا.

وباشر رئيس نيابة مركز المحلة، تكليفه إلى المستشار مصطفى مدحت وكيل نيابة مركز المحلة، بضرورة إجراء مواجهة بين كافة المبلغين من ناحية والمتهم من ناحية أخرى واستكمال أقوالهم والاطلاع على كافة الوثائق والروشتات الطبية المكتوب عليها اسم الطبي.

رئيس نيابة مركز المحلة يستمع لأقوال كافة المبلغين

وتلقت هيئة النيابة العامة، تقريرا وافيا من نقابة الأطباء بالغربية أرسلها الدكتور مجدي الحفناوي نقيب الأطباء تحت إشراف الدكتور جرجس رزق الأمين العام للنقابة، تناول خلاله التأكيد على انتحال "مصطفى. أ. ت"، 39 عاما، صفة طبيب بشري وعدم وجود له أي بيانات للجدول أعضاء الجمعية العمومية، مناشدا النيابة العامة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال المتهم كونه تلاعب بأرواح المواطنين.

كما أرسلت لجنة العلاج الحر برئاسة الدكتور حامد محمود رئيس لجنة العلاج الحر بمديرية الصحة، بيانات رسمية تضمن تقريرا وافيا حول رصد لجنة العلاج الحر للوثائق وأوراق تؤكد مزاولة الطبيب المزيف لوقائع نصب على ضحاياه من المرضى فضلا عن فتحه لعيادتين بدون ترخيص وإغلاقه إحداها خلال 8 سنوات الماضية بعدما افتضح أمره في وقائع بيع والإتجار في الأجهزة الطبية مع شركائه.

ضحية: "أجرى لي عملية وأنكر معرفته بي أمام النيابة العامة". 

من ناحيه أخرى، أجرت النيابة العامة مواجهة بين المتهم المذكور والسيدة "فاطمة. م. ش"، 43 عاما، المبلغة ضده ولكن المتهم قرر إنكار معرفته بها وأبدى عدم التواصل معها في أي وقت سابق بينما تمكنت السيدة المبلغة من تحديد هويته.

وقالت المبلغة، في تصريحات خلال لقائها مع "الوطن"، إنها تعرفت على الطبيب المزيف من خلال أحد جيرانها المقيمين بطريق "المحلة – كفرالشيخ" المؤدي إلى قرية الحامول ولكنها ذهبت إلى عيادته بعزبة "توما" بمنزل أفراد عائلته وأجرت سلسلة من الفحوصات الطبية والكشف الدوري على يديه فضلا عن اتفاقه معها على تقاضي مبلغا ماليا يتراواح قيمته ما بين 10 -15 ألف جنيه لإجراءه لها عملية "استئصال الغدة" داخل مستشفى أبوالعزم الخاصة.

وأضافت أنها تقدمت بالبلاغ الرسمي بعدما تدهورت حالتها الصحية عقب إجراءه لها العملية منذ 3 سنوات، متابعة، "أنا وزوجي لن نتنازل عن المطالبة بحقوقنا وكفاية إنه نصب علينا حسبي الله ونعم الوكيل ولازم يكون عبرة لكل واحد يفكر يتلاعب بأرواح الناس".

"الوطن" التقت مع ضحية أخرى تدعى "عزة. ن. م" 43 عاما، مدرسة مقيمة بقرية محلة "أبوعلي" بدائرة مركز المحلة والتي أكدت أن الطبيب المزيف أجرى سلسلة من العمليات الجراحية منها الناسور وبتر أجزاء لبعض أطفال وأبناء وجيرانها وزملائها بالعمل، معلقة "الرجل ده كان بيشتغل كل التخصصات ومسبش حد إلا لما كان ياخد منه كشف على الأقل 65 جنيه".

وأضافت: "الطبيب المزيف ظل يعالجني لأكثر من 6 سنوات متواصلة وأقنعني أني مريضة بفيروس سي ولازم آخد جرعات السوفالدي وكثيرا ما كان يجري فحوصات طبية ليا تزيد عن 500 جنيه في كل مرة وربنا ينتقم منه أنا حالتي الصحية بقت صعبة على إيديه".

وأشارت إلى أن عيادته الخاصة بالعزبة كانت بدون لافتة خارج المنزل، "سبحان الله العيادات كانت بتبقى زحمة وكثيرة المرضى".

كما ناشدت مسؤولي وزارة الصحة والنيابة العامة بمحاسبة الطبيب المزيف وحبسه والقصاص للحقوق المرضى الذين ترددوا عليه بسبب متابعتهم معه بشكل شخصي بعيادته لافتة بقولها "كان دايما يقول أنا مدرس مساعد بجامعة الزقازيق وبحضر دراسات عليا وهو كان حاصل على ثانوية عامة حسبي الله ونعم الوكيل".

كان اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية، تلقى إخطارا من اللواء السعيد شكري مدير المباحث الجنائية، يفيد بتوافر معلومات لدى المقدم وليد فايد رئيس مباحث الأموال العامة، حول قيام "مصطفى .أ .ت" 39 سنة، حاصل على ثانوية عامة بانتحاله صفة طبيب بشري يعمل مدرس مساعد بكلية طب الزقازيق، ومزاوله مهنة الطب البشري، من خلال عيادة غير مرخصة بنطاق عزبة توما، وإجراء عمليات جراحية للمرضى.

وجرى تشكيل مأمورية بقيادة العقيد وليد الجندي، رئيس فرع البحث الجنائي بمركزي سمنود والمحلة، وقوات من الشرطة السرية والنظامية، لتحديد مكان المتهم.

وتمكن المقدم هيثم الشامي رئيس مباحث قسم أول المحلة، من ضبط المتهم وتبين من الفحص والمعاينه أن المتهم حاصل على شهادة ثانوية عامة، ومتهم في 8 قضايا نصب وجمع أموال ما بين شيكات وإيصالات أمانة دون أرصدة.

وأفادت مصادر أمنية لـ"الوطن"، أن المتهم المذكور عثر بحوزته على أورق وسندات تحتوي على روشتات طبيبة مزورة باسمه وصور عيادته الطبية الخاصة المقامة بنواحي عزبة توما بطريق الدائري "المحلة – المنصورة".

وتبين أن المتهم أجرى سلسلة من العمليات الجراحية، داخل عيادته ومستشفيات خاصة.

وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، والتي أمرت بحجز المتهم على ذمة التحريات.

وأفادت مصادر داخل نقابة الأطباء بالغربية، أن المتهم غير مسجل بجداول النقابة الخاصة بأعضاء الجمعية العمومية.

وأشارت المصادر إلى أنه سيجرى التحقيق في الواقعة، بالتعاون مع هيئة العلاج الحر بمديرية الصحة، والتي أيدت إدانه المتهم وفق المعاينه الأولية، التي أكدت إجرائه عمليات جراحية.

 

 

 


مواضيع متعلقة