القادة العرب يرفضون تدخلات إيران وتركيا وقرار ترامب بشأن الجولان

القادة العرب يرفضون تدخلات إيران وتركيا وقرار ترامب بشأن الجولان

القادة العرب يرفضون تدخلات إيران وتركيا وقرار ترامب بشأن الجولان

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم، فى القمة العربية الثلاثين التى انعقدت فى تونس بحضور عدد من قادة ورؤساء حكومات الدول العربية.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته أمام القمة، إنه «لا يخفى على أحد أن القمة العربية تأتى فى منعطف خطير فى تاريخ أمتنا العربية، ازدادت فيه التحديات وتعددت الأزمات وتعقدت المهام المطلوبة لمواجهتها».

وأوضح الرئيس أن «بعض هذه التحديات متراكم، وهو جزء من إرث مرحلة التحرر الوطنى، ويأتى على رأسها الصراع العربى - الإسرائيلى»، مضيفاً: «أثق أننا جميعاً نتفق على أنه لا مخرج نهائى منه إلا بحل سِلمى شامل وعادل، يعيد الحقوق إلى أصحابها، بحيث يحصل الشعب الفلسطينى على حقه فى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتعود الجولان المحتلة إلى سوريا، لتتحرر جميع الأراضى العربية المحتلة، ويتم طىّ هذه المرحلة المؤلمة التى استنزفت الأمة وطاقاتها لسبعة عقود، وتبدأ مرحلة السلام الشامل والعادل وإعادة البناء».

ولفت «السيسى» إلى أن العرب اختاروا السلام، وقدموا مبادرة شاملة تمد اليد بالسلام العادل، مقابل تحرير الأراضى العربية المحتلة كافة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، مضيفاً: «لا تزال اليد العربية ممدودة بالسلام العادل والشامل».

وفيما يتعلق بمواجهة خطر الإرهاب، أكد الرئيس أن الوضع يقتضى التحرك بشكل سريع ودون مماطلة، لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب. وقال: «نطالب بالتحرك الفورى، لبدء المفاوضات فى إطار عملية جنيف، لتحقيق تسوية شاملة للأزمة فى سوريا»، مؤكداً أنه «آن الأوان أن نلحق كعرب بركب التقدم الاقتصادى الذى تعيشه مناطق أخرى متعددة فى العالم، وأن نستفيد من الفرص غير المسبوقة التى يتيحها النظام الاقتصادى العالمى، ونحول الإمكانات الكامنة لأمتنا إلى حقائق، تعيشها وتنعم بها الأجيال الحاضرة والقادمة».

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ30 بالعاصمة التونسية، إن كل التهديدات المتشابكة والمتداخلة التى تتعرض لها المنطقة تُنبه إلى حقيقة ساطعة آمل أن نتحد جميعاً فى رؤيتها على ما هى عليه، وهى أن الأمن القومى العربى وحدة مترابطة، وكلُ واحد لا يتجزأ، له عنوان واحد، هو صون الدولة الوطنية.

وشدد الأمين العام على أن التدخلات من جيراننا فى الإقليم، وبالأخص من إيران وتركيا، فاقمت من الأزمات، وأدت إلى استطالتها واستعصائها على الحل، كما خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، معرباً عن رفضه لجميع تلك التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات، مضيفاً: «ظرف الأزمة هو حال مؤقت وعارض سيزول طال الزمن أم قصر».

"السيسى" أمام القمة العربية: لا مخرج للصراع العربى - الإسرائيلى إلا بحل سلمى يعيد للفلسطينيين حقوقهم.. وعودة الجولان المحتلة إلى سوريا

كما شدد «أبوالغيط» على أن التعدى على التكامل الإقليمى للدول العربية ووحدة ترابها أمر مرفوض عربياً، مشيراً إلى أنه لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب فى داخل بعض دولنا تسميها، على سبيل المثال، «مناطق آمِنة»، مشدداً على أنه من غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية فى شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفى لا يكاد يُخفى ما وراءه من أطماع إمبراطورية فى الهيمنة والسيطرة.

واعتبر «أبوالغيط» أن أزماتنا بعضها وليس كلها من صُنع أيدينا، تستدعى منتهزى الفرص ومقتنصى الغنائم، قائلاً: «ها نحن أمام إعلان أمريكى مناقض لجميع الأعراف القانونية المستقرة، بل ولأسس النظام الدولى الراسخة، حيث يمنح المحتل الإسرائيلى شرعنة لاحتلاله لأرض عربية فى الجولان السورية».

وتسلَّم الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى رئاسة القمة العربية، وسمَّاها قمة «العزم والتضامن»، وشدد الرئيس التونسى على أنه من غير المقبول أن تستمر الأوضاع الحالية فى الأمة العربية، مؤكداً ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار الذى يكمن فى حل القضية الفلسطينية وضمان حقوق شعبها.

واعتبر «السبسى» أن تداعيات الأزمة فى ليبيا لها تأثير على الأمن والاستقرار فى المنطقة، مشيراً إلى تقدُّم بلاده بالتنسيق مع الجزائر ومصر بمبادرة لحل الأزمة الليبية وفقاً للجهود الأممية، كما دعا لإعادة تفعيل الآليات العربية لحل النزاعات، كما دعا لمساعدة الشعب السورى على إنهاء معاناته بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، وأضاف: «الجولان أرض محتلة، ونرفض سياسة تكريس الأمر الواقع».

ووجَّه الرئيس التونسى شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى، وللشعب المصرى الأبىّ، مستعيناً ببيت من الشعر للشاعر حافظ إبراهيم تكريماً وإعزازاً له. وشكر الرئيس التونسى جهود أمير الكويت فى تخفيف التوتر بين الدول العربية. وأكد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، أن الدول العربية تمر بظروف حرجة وتحديات خطيرة، مشدداً على ضرورة مواجهة الظروف القاسية والتحديات، بالالتزام بتوحيد مواقف الدول العربية، وتعزيز التماسك العربى وتجاوز الخلافات.

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن القضية الفلسطينية لها الأولوية فى اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطينى على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مجدداً التأكيد على الرفض القاطع لأى إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان.

وحول الملف الإيرانى، أشار الملك «سلمان» إلى أن السياسات العدوانية للنظام الإيرانى تشكل انتهاكات صارخة لجميع المواثيق والمبادئ الدولية، مطالباً المجتمع الدولى بالقيام بمسئولياته تجاه تلك السياسات والتصدى لدعم النظام الإيرانى للإرهاب فى العالم.

وغاب الرئيسان السودانى عمر البشير والجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة عن القمة، كما لم يشارك كل من العاهل المغربى الملك محمد السادس، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وعلى الرغم من حضور الأمير القطرى، فقد غادر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، بمجرد انتهاء الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى من كلمته، خلال إلقاء «أبوالغيط» كلمته، وغادر قاعة الاجتماعات، متوجهاً إلى المطار، بحسب وسائل إعلام تونسية محلية.


مواضيع متعلقة